تعرض الأستاذ محمد مكاوي ، منشط في برنامج التربية غير النظامية بدوار إغرضان التابع ترابيا لجماعة فم العنصر إقليمبني ملال للتوقيف عن عمله مباشرة بعد انتهاء الأسدس الأول من الموسم الدراسي الجاري بسبب نقله معاناة ساكنة دواوير منطقة إغرضان مع العزلة خصوصا في موسم تساقط الثلوج. وقال محمد مكاوي في اتصال بالموقع إنه تلقى خبر توقيفه عن مزاولة عمله عبر الهاتف خلال الأسبوع الأول من عطلة الأسدس الأول من رئيس الجمعية المتعاقدة معه دون ذكر الأسباب مكتفيا بالقول " إن ذلك كان بأوامر من جهات عليا فضل عدم ذكر اسمها " وأكد المكاوي في ذات التصريح أنه لم يتسلم أي قرار كتابي للتوقيف إلى حدود الساعة ، مضيفا أن أنشطته الإعلامية ونقله لمعاناة الساكنة هي السبب الحقيقي لهذا الاستهداف ، بعد نشر مجموعة من الفيديوهات في مواقع محلية ووطنية تكشف معاناة ساكنة منطقة إغرضان التابع للجماعة الترابية لفم العنصر و مباشرة بعد قيام برلمانيو العدالة والتنمية بدائرة بني ملال بزيارة ميدانية لهذا الدوار للوقوف على حجم معاناة هذه المنطقة التي تنتمي إلى المغرب العميق. وأضاف محمد مكاوي ، أنه لحد الساعة لم ينضبط لقرار التوقيف التعسفي ، ولم ينقطع عن العمل حتى خلال عطلة الأسدس الأول ، وأنه سيستمر في أداء واجبه كما يمليه عليه ضميره وواجبه رغم الظروف القاسية وغير المساعدة ، إيمانا منه بنبل الرسالة التي يؤديها رغم الأجر الزهيد الذي سيتقاضاه عن مدة العمل المحددة في 10 أشهر والمتمثل في 20100.00 درهم ، بالإضافة إلى عدم إخلاله بأي بند من بنود الاتفاقية المرتبطة بأداء عمله. وعلمت الجريدة أن ساكنة دواوير منطقة إغرضان أعلنت عن تضامنها المطلق مع الأستاذ محمد مكاوي ، ورفضت استقبال أي منشط للتربية غير النظامية مكانه ، وأنها وقعت عريضة ستوجهها للجهات المعنية . هذا وقد لقيت تغطيات الزميل محمد مكاوي لمعاناة ساكنة منطقة إغرضان تجاوبا وتعاطفا كبيرين مع الساكنة ، حيث توافدت مجموعة من المساعدات على ساكنة المنطقة ، حيث بلغ عدد الجمعيات التي نظمت أنشطتها التضامنية مع الساكنة 5 جمعيات ، بالإضافة إلى عزم جمعيتين من الدارالبيضاء خلال الأيام القليلة المقبلة تنظيم قافلة تضامنية مع الساكنة تتضمن تأهيل أقسام التربية غير النظامية وإصلاحها ومساعدات للساكنة. ولقي خبر توقيف الأستاذ محمد مكاوي ، تفاعلا كبيرا في أوساط رواد التواصل الاجتماعي ، الذين استنكروا عودة أساليب القمع والترهيب والانتقام ، التي تعود بنا إلى سنوات الرصاص ، وأضاف آخرون أن جهات داخل أجهزة السلطة لم تستوعب بعد الانتقال الديمقراطي والتربية على حقوق الإنسان الذي تعرفه بلادنا بقيادة الملك محمد السادس نصره الله . واستغرب آخرون ، أنه في الوقت الذي كان على الجهات التي تقف وراء توقيف الأستاذ محمد مكاوي ، التجاوب مع مطالب ساكنة إغرضان المهمشة ، والتي لا تملك أدنى شروط العيش الكريم ، لا طريق ولا ماء ولا كهرباء ولا مستوصف ولا مدرسة ولا سوق .... ، عوض أن تهب مختلف المصالح لتعويض الساكنة عن صبرهم وحرمانهم منذ الاستقلال ، لجأت إلى الحل السهل وهو توقيف الأستاذ المكاوي لحجب معاناة الساكنة عن العالم الخارجي . واستنكر آخرون لجوء ولاية جهة بني ملالخنيفرة في عز التساقطات الثلجية الأخيرة وانخفاض درجات الحرارة بمنطقة إغرضان ، إلى إصدار بلاغ تكذب فيه الفيديوهات التي تكشف بالصوت والصورة عزلة الساكنة ومعاناتهم ، في محاولة منها لذر الرماد في العيون من خلال بلاغها الذي ينفي حقيقة عزلة الساكنة ، عوض قيامها بالمتعين وهو إغاثة الساكنة وتنظيم قوافل مساعدة إسوة بنظيرتها من دواوير إقليمأزيلال التي لا يفصل بينهم إلى مرمى حجر. وعبر كل هؤلاءعن تضامنهم المطلق واللامشروط مع الزميل محمد المكاوي واعتبار قرار طرده قرارا تعسفيا يستهدف حرية التعبير والرأي .