تشهد مجزرة البلدية بمدينة القصيبة حالة من تردي مرافقها من فرط الإهمال الذي طالها ، وتلكؤ السلطات المحلية في النهوض بأوضاعها بما يضمن الشروط الصحية لتوفير اللحوم الحمراء . فقد ساهم عدم اهتمام المسؤولين المحليين بهذا المرفق الحيوي في تردي فضاءاته وتجهيزاته، سيما أن تاريخ إحداثه يعود لعقود خلت(لا تتوفر على الصرف الصحي)، وهو ما يعكسه انتشار شتى أصناف التلوث الناتج عن غياب النظافة اللازمة، حيث تتناثر النفايات الصلبة والسائلة الخاصة بفضلات البهائم، وأكوام الدماء المتخثرة، الناجمة عن عملية الذبح، ما يجعل جحافل الذباب والناموس والحشرات الضارة، بل والقطط والكلاب الضالة تغزو فضاء المجزرة، وهو ما يهدد سلامة الأبقار والأغنام و كذا سلامة المارة قربها وكون هذا المرفق الحيوي يقع وسط المدار الحضري وبالضبط وسط المدينة. كما تتجلى مظاهر التسيب التي يشهدها هذا المرفق الحيوي في عملية نقل اللحوم، حيث يلجأ الجزارين العاملين به إلى نقل أحشاء الذبائح وقوائمها ورؤوسها، وكميات من لحومها على متن سيارات خاصة ودراجات نارية و عربات مجرورة تفتقد لوسائل التبريد والشروط الصحية اللازمة لنقل اللحوم، التي تبقى سريعة التأثر بمختلف أنواع البكتيريا والحشرات الضارة. مع العلم أن السي بي إس يتضمن شاحنة لنقل اللحوم وجب على المكتري توفيرها لهذا الغرض. خلال زيارة ميدانية لمنتدى أخبار القصيبة ،كانت صدمتنا لا توصف و نحن نشاهد الحالة المزرية التي آل إليها هذا المرفق الذي يوفر اللحوم الحمراء لساكنة القصيبة ،الازبال في كل مكان و الروائح المنبعثة كادت تفقدنا الوعي، لا أثر لشيء اسمه النظافة في هذا المكان الذي يفترض فيه أن يكون في أعلى مستويات النظافة ، المنظر بشع إلى أبعد الحدود و يدعو إلى التقزز و يفرض عليك إرجاع ما في بطنك من شدة هول ما تشاهد،كل أنواع الحشرات موجودة، فضلات الحيوانات ممزوجة بدمائها في كل مكان، جدران متسخة ، و برك من الاوساخ ، ووسط كل هذا المشهد المريع يتم ذبح و سلخ الذبائح و التي ستباع للمواطن في استهتار واضح بأبسط شروط السلامة الصحية. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل اللحوم التي نشتريها و نتناولها سليمة ؟ و أين هي المراقبة و مصالح البلدية (المكتب البلدي لحفظ الصحة)من كل هذا ؟ متى يتم التفكير بجدية في إحداث مجزرة نموذجية بمواصفات حديثة عوض صرف المال العام في المهرجانات.