المصلي تؤكد على حاجة الجامعة لطالب يجمع بين الدراسة و الاستجابة لطموحات محيطه الاجتماعي والثقافي أكدت جميلة المصلي ، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ، على أهمية الثقافة في الحياة الجامعية، مشددة على أن الطالب المثقف المدرك لمقومات بلده الاجتماعية والثقافية ، والواعي بالانتظارات المجتمعية ، والمتسلح بالإرادة القوية لتحقيق الأفضل لوطنه ولأمته وللإنسانية جمعاء ، هو الطالب الذي تحتاجه الجامعة المغربية لأنه يزاوج بين التركيز على دراسته وبين الاستجابة لطموحات محيطه الاجتماعي والثقافي. وأضافت المصلي ، بمناسبة إشرافها على افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال تحت شعار"إبداع الطالب، رهان الجامعة المستقبلية" يوم أمس الاثنين 14 مارس 2016 والذي سيمتد إلى غاية 19 مارس الجاري ،" أن أهمية هذا الموضوع تكمن بالخصوص في إبراز التفاعل المباشر الذي ينبغي أن يكون بين الإبداع وقضايا المجتمع وما يترتب عن هذا المفهوم من ضرورة انشغال الطالب بقضايا مجتمعه، وقيامه بدراسات عميقة للإشكالات التي يعيشها من أجل ابتكار حلول جديدة، واقتراح استراتيجيات مبتكرة تنمي قيم التماسك الاجتماعي والمواطنة الحقة وخدمة الصالح العام". قالت المصلي ، "إن الإرادة عندما تقترن بالإبداع تكون قادرة على إحداث الطفرات الحضارية الكبرى وخاصة عندما تستند إلى العلم الذي يمكن من فهم العالم المحيط به والإلمام بالسنن الكونية التي تحركه ، كما يمكن أيضا من فك رموز ميكانيزمات التحكم في قيادته نحو الأهداف التي نريد تحقيقها"، مشيرة إلى أن المعرفة هي باب النهضة الحضارية والتقدم المدني ، وأن مفتاحها هو الابتكار المتواصل والإبداع المستمر. ونوهت الوزيرة ، بهذا الأسبوع الثقافي المفتوح على المستقبل ، والذي قوامه إعداد العقل السليم ، وهو سيرورة طويلة تلعب فيها المدرسة دورا محوريا ، مضيفة بأن الجامعة لا يمكنها أن توفر طالبا مبدعا إن لم تنجح المدرسة في إكساب الطفل منذ التعليم الابتدائي القدرة على التفكير المنطقي والفكر النقدي والبحث المستمر عن المعرفة . حيث أوضحت أن التعليم المدرسي منخرط اليوم إلى جانب التعليم العالي في الإعداد لتطبيق الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التي اقترحها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ، والتي تطمح إلى تأهيل المنظومة التربوية من أجل جعلها قادرة على إعداد المتعلمين لكي يكونوا مؤهلين للانخراط الفاعل في المجتمع ولإبداع الحلول المناسبة للإشكالات التي تطرحها التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم في جميع المجالات. من جانبه ، أكد إدريس بوعامي ، مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية ، على أن الطالب الذي ينشط في المجال الثقافي مشاركة وتنظيما يكتسب مؤهلات قد لا تسوقها له الدراسة، كالتنظيم، وتدبير المشاريع، والبحث عن التمويل، والقدرة على العمل الجماعي ، مضيفا أن المشغلين يفضلون الطلبة الذين ينشطون في أعمال ثقافية واجتماعية ورياضية بالموازاة مع الدراسة . وأوضح بوعامي ، أن المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية يعتزم على تنظيم مهرجان وطني للثقافة بالرباط ما بين 25 و30 أبريل القادم بهدف تكريس هذا التقليد في الجامعة المغربية ، ستتخلله عروض ومسابقات في مختلف الأجناس الإبداعية والثقافية، ويكون بمثابة مباراة وطنية يتبارى فيها ممثلو الجامعات والأحياء الجامعية الوطنية ، وأن المكتب يتدارس إمكانية تنظيم مهرجان في الإبداع التكنولوجي بغية المساهمة في تنمية حس الابتكار عند الطلبة. وبدوره أكد بوشعيب المرناري ، رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال ، أن الجامعة ليست فقط فضاء للتكوين العالي للطالب والبحث العلمي ، بل هي حياة للطالب بصفة عامة وبالأخص في عالم الإبداع والابتكار وتقوية قدراته الشخصية لمواجهة متطلبات الاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، ولهذا سعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى تطوير الحياة الثقافية في الوسط الجامعي بوضح استراتيجية للنهوض بهذا القطاع الحيوي والأساسي في تكوين العنصر العنصر البشري تكوينا متوازنا قويا في الفكر والإبداع والابتكار ، موضحا أن هذا التوجه يتماشى مع مشروع جامعة السلطان مولاي سليمان واهتماماتها وكذلك اهتمامات شعب الهيئات التربوية والإدارية والطلبة بذات الجامعة ، ومثل لذلك بحصول طلبة جامعته على مراتب وجوائز متميزة على المستوى الوطني والدولي في مجموعة من المسابقات والثقافية والرياضية ، حيث احتلت المرتبة الأولى وطنيا في ألعاب القوى ، وفي مجال البحث العلمي فاز 5 دكاترة بجائزة اليونسكو على المستوى المغاربي منهما طالبتان مغربيتان إحداهما من الرباط والأخرى من كلية العلوم والتقنيات جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال . وقال بوشعيب المرناري ، إن اختيار شعار "إبداع الطالب، رهان الجامعة المستقبلية" لهذا الأسبوع الثقافي ، دليل على أنه بدون ابداع وابتكار لا يمكن الفوز بما "أصبحنا نعيشه اليوم على هذا المستوى" ، مؤكدا على كون الجامعة قاطرة للتنمية بفضل إبداع وابتكار الطلبة . وجدير بالذكر ، أن هذا الأسبوع الثقافي يندرج في إطار آليات النهوض بالأنشطة الموازية داخل الجامعة المغربية التي دعت إليها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و تكوين الأطر خلال الموسم الجامعي الحالي بهدف تثمين الكفاءات الإبداعية و الفنية للطلاب و خلق فضاءات للتنافس داخل نفس الجامعة و فيما بين الجامعات عبر تنظيم مسابقات للمبدعين في مجالات ثقافية و فنية و أدبية ستشكل مشتلا لفرز طاقات إبداعية من شأنها إغناء الساحة الثقافية و الفنية الوطنية .