شهدت قاعة العروض بالمكتبة الوسائطية ببني ملال مساء يوم الجمعة 22 ماي 2015، على الساعة السادسة مساء، حدثا ثقافيا مميزا، تمثل في تقديم قراءة في كتاب : "المتحف والمتحفية، بدايات وامتدادات ثقافية"، لصاحبه رضوان خديد. وقد ترأس هذه الجلسة المدير الجهوي للثقافة عبدالسلام أمرير، بحضور الدكتورة سعاد بلحسين والطلبة الباحثين في مركز دكتوراه التاريخ والتراث، وطلبة ماستر التراث والمجال والتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. وقد قدم القارئ الأستاذ أبو القاسم الشبري المختص في علم التراث بالجديدة مضامين الكتاب من خلال التطرق لمفهوم المتحف والمتحفية، المتحف والفلسفة، المتحف والهندسة، المتحف والمجتمع ، المتحف والتربية. كما تتبع مراحل ظهور المتحف ببلاد اليونان وبلاد الرافدين، بلاد الفكر والحضارات. واعتبر المتدخل المتاحف مجالا لتدبير "مآل" القيم الاجتماعية إلى جانب كونها فضاء لصيانة الذاكرة، والممتلكات والادوات كما اعتبرها تشكل استثناء ثقافيا حقيقيا، وعابرة للقارات وناقلة للقيم الكونية النبيلة، وممارسة فنية روحية تتعدى الأبعاد النفعية للأشياء ، نحو التداول الرمزي للأبعاد الغير الحسية ، بل وتتجاوز بأساليبها الثقافية الخاصة حالة التداول إلى وضعية التخزين والصيانة أي مأسسة الذاكرة الجماعية بتخزين التحف الجلدية والمنسوجات من زرابي وحلي و أدوات من المؤن والأقوات، وما يرتبط بتدبير المحاصيل والغلال، بدل أن تكون جزءا من الجغرافيات الضيقة التي تفصل بينها أسلاك شائكة من الخوف والتوجس والشك، وتحدها خنادق من الكراهية، حفرتها الحروب والصراعات، وورثها الخلف عن السلف. تلتها كلمة للكاتب تناول فيها، دوافع اخيتار موضوع المتحف والمتحفية والمكتسبات الأنثروبولوجية والميدانية والتكوينية والتاريخية التي ساعدته في البحث للإجابة عن الإشكالية المحورية التي دفعته إلى الغوص في دهاليز التحافة والمتمثلة في السؤال التالي: هل من الممكن الحديث على متحف دون وجود مؤسسة متحفية ؟، مشيرا إلى العلاقة الغرائزية بين الإنسان والمتحف، بداية من صندوق الجدة ، معتبرا إياه رمزا للهوية والأصالة المغربية. تلتها تدخلات الحاضرين التى توجت بكلمة شكر من الأستاذة سعاد بلحسن للمؤلف على نوعية الموضوع، الذي يصب في صلب تكوينات طلبة الماستر وفتحت شهية الباحثين للإهتمام بالموضوع.