نظم مسلك الإجازة المهنية في الصحافة المكتوبة بجامعة السلطان مولاي سليمان يوم الخميس الماضي 5 ماي 2015 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، ندوة حول موضوع "الصحافة والإعلام في المغرب .. تحديات المهنة ورهانات الإصلاح". بمشاركة عدد من الطلبة والأساتذة والباحثون والصحافيون والمهنيون. ويأتي هذا اللقاء المنظم ، بتنسيق مع مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية ( مدى ) ، في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف ثالث ماي من كل سنة، خلال الجلسة الافتتاحية أوضح السيد بوشعيب مرناري رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ، أن هذه الندوة تدخل في إطار مشاريع الجامعة في المجال البيداغوجي وتطوير البحث العلمي، مشيرا إلى المسار الخاص الذي عرفه إحداث مسلك الإجازة المهنية في الصحافة المكتوبة من أجل إعطاء الحقل الاعلامي بالجهة دفعة قوية لما له من دور كبير داخل المجتمع . وأكد المرناري أن الجامعة بصدد إحداث استوديو إذاعي داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وذلك في سياق الجهود التي تبدلها للعب دور قاطرة التنمية بالجهة ، دون أن ينسى الإشادة بالدور الهام الذي يقوم به الاعلام بمختلف ألوانه وما يقتضيه من تكوينات على المستوى الشخصي والعلمي . من جهته، أعتبر السيد يحيى الخالقي عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال ، أن الموضوع الذي تعالجه هذه الندوة جدير بالبحث والدارسة لكون بلدنا المغرب في حاجة الى صحافة مهنية تعمل على البحث والتنقيب والتمحيص عن المعلومة خاصة في ظل مرحلة تتميز بكثرة المعلومات وبقنوات عدة للحصول على المعلومة وأية معلومة ، وشدد على أن المعلومة الصحيحة هي التي يمكن من خلالها التوصل الى نتائج ايجابية، ومن جانبه، أكد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية السيد عبد الله البقالي أن أهم اشكالية أو اختلال يعرفه المجتمع المغربي يتمثل أساسا في الافتقاد لمختبرات حقيقية في العلوم الانسانية، التي تعطي نتائج دراسية تمكن من قراءة صحيحة للاختلالات التي يعرفها المجتمع، مشيرا إلى أن المختبرات المتمثلة في مراكز الأبحاث والدراسات ووسائل الاعلام لا تقوم بهذا الدور. وأشار إلى أن هذه الندوة تعكس أن وظيفة الجامعة ليست فقط البحث العلمي والأكاديمي، بل هي فاعل أساسي داخل المجتمع، وأن هذه المبادرة تمثل الجسر الذي يجب أن يمتد بين الجامعة وبين الفاعلين وبينها وبين محيطها . وفي كلمة مختصرة للسيدة حياة الدرعي مديرة مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية ( مدى ) عرفت من خلالها بالمركز وأهدافه وأهم القضايا التي يشتغل عليها . أما كلمة اللجنة التنظيمية التي ألقاها الأستاذ محمد حفيظ المنسق البيداغوجي لمسلك الصحافة المكتوبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال ، أوضح من خلالها حيثيات تنظيم هذا الملتقى العلمي في دورته الثانية ، واعتبر أن هذه الندوة تأتي في إطار الأنشطة الموازية للتكوين في مسلك الصحافة المكتوبة بالكلية . وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قدم رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان تذكارين عبارة عن درع الجامعة لكل من عبد الله البقالي و حياة الدرعي . و أشار المشاركون في هذه الندوة، إلى مجموع الاصلاحات والديناميات التي عرفها المغرب على مختلف الأصعدة : الاقتصادي والسياسي والتشريعي مما أفرز عدة تحولات على مستوى القيم والعلاقات الاجتماعية ، مسجلين عدم مواكبة الحقل الاعلامي لهذه الدينامية. وأكدوا أن المجتمع عموما ، يتطلع إلى إعلام يكون في طليعة الآليات التي يجب أن تصاحب هذه التحولات وأن يساهم في الحد من ظاهرة العزوف السياسي ورفع من نسبة المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية. وأبرزوا أن هناك إجماع لدى الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والسياسيين والمهنيين مفاده أنه لا يمكن تحقيق أي إصلاح شامل دون ركوب قاطرة الاصلاح الاعلامي، مبرزين أن المشهد الإعلامي المغربي حافظ، منذ الاستقلال الى الآن، على راهنيته كمطلب للإصلاح، وان اصلاح المشهد الاعلامي الوطني ظل يتقدم مطالب الطبقة السياسية والمهنيين في المملكة. وعرفت هذه الندوة تناول عددا من المواضيع في ثلاث جلسات همت : 1 " إصلاح الحقل الإعلامي والتحديات السياسية" 2 " الصحافة والإعلام في المغرب .. حالات ووقائع" 3 " قراءات في مشروع مدونة الصحافة والنشر".