يقال أن الأنترنت تضع العالم بين يديك و تحوله إلى قرية صغيرة، حيث أصبح بإمكانك و أنت جالس في منزلك أن تتابع كل مجريات و أحداث و أخبار كل بقعة من بقاع العالم العريض جدا أنى شئت، بل و مع تطور الآليات التكنولوجية، هاتف ذكي صغير خلوي يوفر لك هذه الخدمة بمجرد ارتباطك بالشبكة العنكبوتية و كأنك تملك بين يديك جهازا للتحكم. امتلاك المعلومة الالكترونية حق للجميع شريطة أداء المستلزمات للحصول على الخدمات، يعني أن تؤدي الواجب و تحصل على حقك، وهذا كلام لا يتناطح فيه كبشان و لا نقاش فيه. لكن ماذا لو تجد نفسك تعطي دون أن يعطى لك ؟ كيف سيكون احساس البعض لو وجدوا أنفسهم مقصيين من هذا الحق ؟ رغم أنهم يدفعون و يؤدون من جيبهم ما عليهم من ذمة للحصول على هذه الخدمات و النتيجة هباء منثور، و هذا ليس مجرد تعبير مجازي أو استعارة، بل حقيقة يعاني منها سكان منطقة أغبالة و النواحي مما دفعهم بمراسلة المسؤولين أكثر من مرة، دون أي نظر في الموضوع و نسخة من الشكاية التي تم ارسالها في الأيام المعدودة الأخيرة سنرفقها بالمقال. خدمات رديئة، تغطية ضعيفة و صبيب شبه منعدم لا يكاد يفتح صفحة واحدة من أخف الصفحات، فما بالك كيف يتأتى التلاميذ القيام ببحوثهم ؟ و كيف يقوم الناس بالتواصل مع أقربائهم و أصدقائهم ؟ و كيف يتم متابعة الأخبار ... ؟ وكما يعلم الجميع، لا أحد سوف ينظر الى حالك و يقوم بتعويضك و يرجع لك نقودك ان لم تستفد بعدما تكون قد أديت شهريا أو قمت بادخال تعبئة .. بل ما عليك سوى أن تقول كما قال أحدهم، لما سرق منه أحد اللصوص شيئا و قام بملاحقته، ولما فشل في القبض عليه، استسلم و وقف بعد جهد الملاحقة، توقف و خاطبه قائلا : " سير الله اجعلها صدقة " . ما دفع الجميع في أغبالة إلى الانضمام الى العالم الافتراضي ربما هو بحث عن استقرار في عالم خيالي، و هروب من عالم واقعي مزر طاله اكثر من اقصاء و تهميش في منطقتنا المعزولة بشكل تام، مثلها مثل ناوور، تيزي نسلي، بوتفردا، وكل الدواوير المجاورة ... و حالتها في شتى المجالات جد مزرية و الساكنة كالعادة مقهورة صيفا و شتاء و ربيعا و صيفا، و لقد تمت الإشارة إلى كل هذا في ما أكثر من مناسبة و في ما أكثر من مقال، لا طرق معبدة، لا بنيات تحتية، و لا ظروف عيش مرضية، و لا داعي للتكرار، فالمعانات بشتى أنواعها مستمرة و في تزايد مستمر و الإهمال هو الأخر مستمر، بعدما انضاف إلى مشكل الكهرباء و الماء مشكل الأنترنت، الذين أصبحوا يشكلون في أغبالة مثلث برمودا الخطير، إذا حضر واحد يغيب اثنان و هكذا هما في تناوب مستمر. و النتيجة حتى محاولة الانضمام إلى عالم خيالي تنسينا نكبة العالم الحقيقي فاشلة. ما الوجهة ؟ فيما يلي نص الشكاية :