ضمن فعاليات الملتقى الثاني للسينما والإبداع الفني الأمازيغي الذي سيقام بمدينة سيدي قاسم ما بين 27 و29 دجنبر 2013 سيتم توقيع كتاب " إضاءات حول الفيلم الأمازيغي" للأستاذ محمد زروال ، كما سيقدم الناقد سعيد شملال قراءة في الكتاب وفي ما يلي تمهيد القراءة التي أعدها حول الكتاب : شهد المغرب في الآونة الأخيرة طفرة سينمائية على مستوى الإنتاج والمهرجانات؛ هكذا لقد انتبه البعض من هذه التظاهرات إلى توثيق الذاكرة السينمائية المغربية، وذلك عبر بوّابة الإصدارات السينمائية التي أضحت تقليدا محمودا لدى الكثير من هذه الملتقيات والمهرجانات، وخاصة تلك التي تشتغل في الظلّ وفي مجال الجغرافية المنسية/ الهامشية، مهرجانات إيموزار والراشيدية على سبيل الذكر لا الحصر. إن كتاب "إضاءات حول الفيلم الأمازيغي" (2013)، الذي يأتي في خضمّ هذه الحركية السينمائية، هو الإصدار الثاني ضمن منشورات مهرجان إسني ن ورغ بمدينة أگادير؛ والذي يقع في اثنان وستّين صفحة من الحجم المتوسّط. استهلّ المؤلّف كتابه بمقدّمة قصيرة أشار من خلالها إلى التهميش الذي لازم المكوّن الأمازيغي لعدّة عقود، حيث تمّ الزجّ به في غياهب النسيان والإبعاد والنفي نتيجة السياسات الثقافية المُنحازة التي كانت تقود المغرب على سكّة أحادية، ألا وهي سكّة العروبة والإسلام. بيد أن المعارك النضالية للحركة الأمازيغية وقفت في وجه هذه السياسات، وذلك بفتح جبهات للنضال على مجموعة من المستويات مع تقصير في الانفتاح على السينما بالرغم من المجهودات التي قام بها بعض الروّاد، كالحسين بزكارن والراحل محمد مرنيش وآخرون. جاء الكتاب، حسب مؤلّفه، تثمينا لهذه المجهودات، وسيرا على دربها، ومساهمة في الدينامية التي يعرفها قطاع السينما بالمغرب عامة والفيلم الأمازيغي خاصة. ينقسم الكتاب إلى فصلين؛ يلقي الأول الضوء على خصوصيات الفيلم الأمازيغي، ومكانته ضمن المشهد السينمائي المغربي، وأهمية الكتابة النقدية حوله. يقدّم الفصل الثاني قراءات مختلفة في أفلام تتطرّق إلى الحياة الأمازيغية، بشكل رئيسي أو ثانوي، من الأقطار المغاربية الثلاثة: المغرب والجزائر وتونس. تتوزّع أجناس الأفلام المدروسة في هذا الكتاب ما بين أفلام سينمائية روائية طويلة وقصيرة، وبين أفلام وثائقية. متابعة