وجهة نظر ودق ناقوس الخطر لأطفال المناطق المنسية تعد الطفولة مرحلة من مراحل الحياة التي لا بد على جل أطفالنا من نيل حقوقهم فيها, والاستمتاع بطفولتهم كما يجب لا كما يريد الآخرين.. فالأطفال كما يعلم الجميع أكثر ميلا للعب واللهو في هذه الحقبة من الزمن التي تعد عند جل الأطفال المنسيين كوهم.. وخاصة منهم الذين يعيشون في أعالي الجبال حيث العوز والفقر والبؤس والهذر المدرسي وما إلى ذلك من الآفات الاجتماعية التي تسرق طفولة أبرياء لا محل لهم من العيش الكريم.. كما أن هناك من الناس الميسورين من يستغل الوضع ويقوم باستئجار هؤلاء الأطفال لرعي أغنامهم لا لإخراجهم من كابوس غالبا ما يريد جلّهم أن يتعلم شيئا أو أن يلمع صورته في المجتمع لا أن يباع ويشترى بثمن بخس.. فاستغلال الطفولة في هذا السن على هذا المنوال يعد جريمة إنسانية في حق فلذات أكبادِنا, وما يجري حسب ما توصلنا إليه من ساكنة الجوار أن هناك أطفال يُستأجرون بمنطقة اغبالة "ايت سخمان" للأطفال القادمين من نواحي "اميلشيل" والمناطق المجاورة لها - تحتاج حقيقة إلى عناية والتفاتة وإنشاء مدارس للتدريس والتعليم وإنشاء محلات تجارية للربط الاقتصادي للمنطقة وفك عزلتها وتهيئتها حضريا - فاستغلال الطفولة بالشكل الذي تستغل بها حاليا يعد هدرا لحقوق هذه الطبقة ونسيانا للأصول والأخلاق والقيم. وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال يحتاجون إلى عناية فائقة في هذا السن لا إلى دفعهم واستغلالهم بالشكل الحالي وهذه الطريقة المشينة, وهناك أخبار تقول بوجود ستة أطفال من هذا النوع بمنطقة "تاغزوت" دير القصيبة اقليمبني ملال والمناطق المجاورة.. فعوض أن يوجد هؤلاء الأطفال في المدارس وبجانب أبائهم وذويهم رمت بهم سفينة الأقدار إلى اتخاذهم كرعاة أغنام ولا صلة لهم بالتعليم والسبب واضح وبين لا يحتاج إلى تفصيل.. فإلى متى والطفولة على هذا الشكل؟ "فايت حديدو" أيضا تعتبر من بين مناطق المغرب, وهل المسئولين واعون بما يحاك لطفولة هذه المناطق المنسية؟ ألا نقتل بالطريقة التي نتعامل بها مع هؤلاء الأطفال كل مبادئ حقوق الإنسان والتي تتجلى في حقوق الأطفال؟؟؟؟ وتستمر معاناة الأطفال في المغرب العميق والمنسيون الحقيقيون في هذه البلاد السعيدة إلى أن يلتفت إليهم مسئولينا ويأخذوا بأيدهم..