إلى: كل حزبي يحرص على احترام المبادئ، والضوابط النقابية. كل نقابي يلتزم بالمبادئ، والضوابط النقابية. من أجل علاقة مبدئية بين الحزب، والنقابة. من أجل نقابة تحترم فيها المبادئ، والضوابط النقابية. محمد الحنفي تقديم: تعتبر العلاقة بين الحزب، والنقابة، من الإشكاليات الكبرى التي لا زالت تبحث لها عن مقاربة مقنعة، تجعل المتتبع يعتبر تلك المقاربة صالحة، مما يجعل الحزب ينهج، في ممارسته اليومية، تجاه النقابة، نهجا سليما، يحترم النقابة، ولا يوجهها، ولا يعمل على التأثير فيها، ولا يسعى إلى جعلها جزءا لا يتجزأ من الحزب، لا يعاديها، لقيامها بالفصل النهائي، بين النضال النقابي، والنضال الحزبي. وهذه المقاربة المقنعة، تكاد تكون غير قائمة في الواقع، على مستوى النظرية، وعلى مستوى الممارسة، لكون معظم الأحزاب، لا تحترم المبادئ النقابية، وخاصة: مبدأ الاستقلالية، سعيا منها إلى جعل النقابة تابعة للحزب، أو حزبية، أو مجرد مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، إن لم تكن النقابة مستعصية على جميع الأحزاب، بسبب بيروقراطيتها، الضاربة في عمق التنظيم، ومنذ أن حصل ما حصل مع الشهيد عمر بن جلون سنة 1962. ونظرا لكون الإشكالية لا زالت قائمة حتى الآن، ونظرا لكون جميع المقاربات التي قدمت حتى الآن، لم ترق إلى مستوى جعل إشكالية العلاقة بين الحزب، والنقابة، تتراجع إلى الوراء، في أفق ضمورها، واختفائها إلى الأبد، فإننا سنتناول، في هذا الإطار، موضوع: الحزب / النقابة: أية علاقة؟ وأية آفاق؟. وسنتناول من خلال معالجتنا لهذا الموضوع: 1 مفهوم الحزب. 2 مفهوم النقابة. 3 علاقة الحزب بالنقابة باعتبارها: ا علاقة مبدئية. ب علاقة تبعية. ج علاقة حزبية. د علاقة اعتبار النقابة مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. ه انعدام العلاقة بسبب الممارسة البيروقراطية. 4 واقع النقابة: ا على مستوى الممارسة المبدئية. ب على مستوى تبعية النقابة. ج على مستوى حزبية النقابة. د على مستوى جعل النقابة مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. ه على مستوى بيروقراطية النقابة. 5 آفاق النقابة: ا الأفق المبدئي. ب أفق تكريس تبعية النقابة. ج أفق تكريس حزبية النقابة. د أفق تكريس الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. ه أفق تكريس الممارسة البيروقراطية. 6 خلاصة عامة. وفي مقاربتنا للموضوع المشار إليه، بعناصره المذكورة، سنحاول مقاربة الإشكالية النقابية في المغرب، وسنعمل على بسطها، وباللغة الواضحة، التي لا تحتمل التأويل، حتى نعمل على جعل كافة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يحددون: ما هي النقابة التي ينخرطون فيها؟ وهل هذه النقابة قامت على مبادئ معينة؟ أم أنها مجرد نقابة تابعة لجهة معينة؟ أم أنها نقابة حزبية؟ أم أنها نقابة بيروقراطية؟ ذلك أن النقابة القائمة على أساس احترام مبادئ العمل النقابي، لا يمكن أن تكون إلا نقابة جاذبة للعاملات، والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. والنقابة التابعة تكون موجهة، بما يخدم مصالح الجهة الموجهة، والنقابة الحزبية، لا تمارس إلا ما يقرره الحزب، الذي يقف وراء وجود نقابة حزبية. والنقابة البيروقراطية، لا تخدم إلا مصالح الأجهزة البيروقراطية. أما النقابة التي تعتبر مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، فإنها تستغل من قبل القيادة النقابية لأجل ذلك. وفي أفق مقاربتنا، التي لا يمكن أن تكون إلا واضحة، ووافية، والتي نرجو أن تصير مفيدة للنقابيات، والنقابيين، والعاملات، والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكل المتتبعين، والمهتمين بالشأن النقابي، نتساءل: لماذا يعرف المغرب العمل النقابي التحريفي، منذ تأسيس الاتحاد المغربي للشغل؟ لماذا لم يجد العمل التصحيحي، الذي يعرفه العمل النقابي، خلال سنوات استقلال المغرب، استجابة له؟ لماذا لم يعد يجد العمل التصحيحي، من داخل النقابات التحريفية؟ هل لكون النقابات التحريفية، تكتسب مناعة ضد التحريف؟ هل لكون المصححين أنفسهم، يجنحون إلى التحريف، بعد إنشائهم لنقابة جديدة، يدعون أنها منتجة للعمل النقابي الصحيح؟ لماذا تلجأ الأحزاب السياسية، ومنها الرجعية، والمؤدلجة للدين الإسلامي، إلى إنشاء نقابات تابعة لها؟ لماذا تقبل الدولة بنقابات تنشئها أحزاب رجعية، أو مؤدلجة للدين الإسلامي؟ لماذا تعمل، باستمرار، على شرذمة العمل النقابي؟ هل من الممكن بناء نقابة على أساس مبادئ معينة، تصير منتجة للعمل النقابي النضالي، والكفاحي، والصحيح؟ وتساؤلاتنا التي طرحناها أعلاه، تصير غايتنا من طرحها، قبل تناول الأجوبة عليها، في نهاية الموضوع، هي المزيد من الإقناع، والوضوح، فيما نذهب إليه، سعيا إلى الاقتناع بضرورة العمل على بناء نقابة، على أساس الاقتناع بمبادئ العمل النقابي الصحيح، حتى تستطيع أن تمارس قيادة النضال النقابي / الكفاحي، وبقدرة عالية، على تحقيق الوحدة النضالية، والكفاحية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. فهل نوفق في تناولنا للموضوع المذكور؟ أم أننا لا زلنا لم ندرك بعد، الميكانزمات المتحكمة في العمل النقابي، حتى نستطيع تفكيكها ؟ محمد الحنفي [email protected]