يعتبر شهر رمضان شهر القرآن و المغفرة و الثواب و الرحمة والمساواة. ان الله تعالى قال في محكم تنزيله ׃״يأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم״. سورة البقرة الاية182 ،وقال عزوجل ׃״شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.. الاية״. سورة البقرة الاية 184 ،وجاء في صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني في تفسير الاية الاولى مامفاذه، ان الله تعالى نادى الناس بلفظ الايمان ليحرك فيهم مشاعر الطاعة ويذكي فيهم جذوة الايمان، وبعد ذلك فرض عليهم صيام شهر رمضان كما فرضه على الامم التي قبلهم ليكونوا من المتقين والمتجنبين لمحارمه. وجاء في كتاب فقه السنة للشيخ السيد سابق في ما عنونه بصوم رمضان، ان الصوم واجب بالكتاب والسنة والاجماع. فاما القران فقد سبقت الاشارة اليه واما السنة فنكتفي بذكر حديث طلحة بن عبيد الله״ ان رجلا سال رسول الله اخبرني عما فرض الله علي من الصيام؟ قال شهر رمضان، قال هل علي غيره؟ قال لا، الا ان تطوع״. ويضيف نفس الشيخ قائلا׃״ ان الامة الاسلامية قاطبة اجمعت على وجوب صيام رمضان، وانه احد اركان الاسلام التي علمت من الدين بالضرورة، وان منكره كافر مرتد عن الاسلام. وكانت فرضيته يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة״. فقه السنة ص 323 وانطلقا من هذه الايات والحديث الشريف يتبين لنا ان شهر رمضان شهر الصيام والقيام والصلاة، في حين نرى عندنا نحن المغاربة ان رمضان شهر المسارعة الى ملء الموائد بما لذ وطاب من الاكل والشرب، حيث تشهد حياتنا في رمضان تغيرات مثيرة للدهشة. فالاولى تغيرا في الاقبال على عبادة الله ولكن نرى العكس. وتعرف اسواقنا ايضا رواجا منقطع النظير في هذا الشهر الكريم الذي نجانب في التعامل معه الصواب، والطامة الكبرى هو حينما يقترض الانسان ليشتري مواد لاطاقة له بها ولاحول له ولاقوة لاقتنائها. يوم السبت يحل الشهر المبارك على المغرب فأهلا به وسهلا ومرحبا وادخله الله تعالى على جميع المغاربة باليمن والبركة والغفران والرحمة وعتق من النار والمزيد من الطاعة. كما هناك تزايد وتقاطر من نوع اخر في اسواقنا من البضائع المتنوعة حيث يرتفع عدد البضائع ويتزايد ثمنها ״والله احسن عون المسكين״، حينما يرى هذا الكم من اليضائع والسلع المختلفة الاشكال والالوان فهو يشتهي ويتشهى له ذوق ايضا فهلا التفتنا الى هذه الفئة التي تعاني وتعاني ورمضان ليس شهر( راسي راسي وصاف)، ولهذا فمن واجبنا احترام الفقراء والمساكين ومراعاة مشاعرهم خصوصا فيما يخص منه الاكل والشرب، ولايجب ان ننسى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم׃״ لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه وما يحب لنفسه״ الحديث. كما تدخل هذه الهدية الالهية بالاكل الكثير على المائدة التي ابت الا ان تقول كلمتها هي الاخرى وتحتفل وتقيم مهرجانا خاصا بها مادام من هب ودب يقيم مهرجانا فمن حقها ايضا القيام بذلك في هذا الشهر، فهي لم ترى في حياتها ما تراه في رمضان، حيث تكون ممتلئة على اخرها ولا مكان فارغ اذ تفتح شهية صاحبها منذ توظيبها واعدادها . فشهر رمضان يضيع عندنا بين مائدة تملاء واسواق تغرق بالسلع والمواد الغذائية لذلك لماذا لاتملاء موائدنا واسواقنا في الايام الاخرى؟ و التي تفوق القدرة الشرائية لبعض المساكين، الذي لابد من ملء مائدته هو الاخر وتوفير له سلع في المتناول كي يحس انه واحد من هذا المجتمع، وان الامة المغربية لازالت بخير..كي نعيش شهر رمضان لعامة الناس . لحسن بلقاس [email protected]