كثر النقاش في الاونة الاخيرة في مدينة القصيبة اقليمبني ملال ، حول الكتابات والرسومات على الجدران. وما يحز في النفس ان مثل هذه الاعمال تخدش الحياء ومخلة بالاخلاق، الا انها ليست كلها على نفس المنوال، اذ منها ما له صلة بفن الجداريات وهذا مهم ولابد من لفت الانتباه اليه في هذه الكلمة المتواضعة ومنها ايضا اخراج المكبوتات بمثل هذه الاعمال من طرف شباب لايجد الفضاء المناسب لصقل مثل هذه المواهبة. يقوم مجموعة من الشباب، وخاصة منهم المراهقين، فتيان تاثروا خاصة بموجة الراب ﴿هذا النوع من الموسيقى الذي غطا مجموعة من المدن المغربية﴾، باخراج ما بدواخلهم في رسومات وكتابات على جدران المنازل والاماكن العامة. اذ يعتبرها البعض فنا تشكيليا، الا اننا اصبحنا نلاحظ ونرى ان هناك تيار اخر يشوه هذا المسمى فنا بصور تخدش الحياء، وتسبب ازعاجا للناظر اليها، وكتابات لاتمت باية صلة للفن ولا للاخلاق والقيم. ومما ذهب اليه البعض ان هذه الكتابات والرسومات، تنم عن جهل اصحابها، وعدم قدرتهم على المواجهة الصريحة والمباشرة. فيما ذهب البعض الاخر الى انها اعمال تخدش الحياء، وضد ذوق العامة من الناس ،وتكتب غالبا في الليل من طرف سكارى فاقدي الوعي. وهناك من يردها الى عدم وجود دوريات للجهات المسؤولة والمختصة للحد من هذا التصرف الغير لائق. فهذه الاعمال لها اسباب عاطفية من وجهة نظر بعض الساكنة ايضا، اذ يرى ان بعض الجدران يكتب عليها اسماء فتيات وكلمات الحب والغرام . كما ان هناك جدران يكتب عليها كلمات كره ورسومات شرانية . وهناك من يذهب بعيدا ويرسم ويكتب عبارات سياسية. هذا دون ان نستثني العبارات والرسومات الرياضية، وكل هذا يسيء الى جمالية المدينة، مع العلم ان الانسان يقوم بطلاء بيته بالصباغة، وياتي شاب او فتى فيقوم بالرسم والكتابة على الجدار، وهذه من بين الاعمال السيئة والسلبية التي يجب على المسؤولين اخذها بعين الاعتبار والحد منها، كما يجب على الشباب ايضا ان يعوا هذا السلوك السيء . ولما نتكلم عن الجداريات لابد من ان نصوب نظر البعض صوب دور هذه الكتابات، خصوصا منها الرياضية والسياسيةفي بيان حنكة هؤلاء الشباب، واخراجهم للمسكوت عنه الى الوجود. و لابد من ان نشير الى ملاحظة في هذا الصدد، الى ان القصيبة تتوفر على فنانين تشكليين كبار يمتازون ببعد النظر وعلو الكعب في هذا المجال، ومعظمهم شباب يعانون التهميش والاهمال، مما يدفع البعض منهم الى اتخاذ الجدار كلوحة فنية يقوم فيها باستعراض فنه. وهنا ندعوا المسؤولين الى توفير مكان يليق بمثل هذا النوع من الفنون والا سيبقى الجدار هو المتنفس الوحيد لهؤلاء الفتية. وفي الختام لابد من تظافر الجهود بين المنزل والمؤسسات التعليمية والدرك الملكي، وكل من تقلد بمسؤولية في هذا البلد لاعطاء طابع اخر وصورة اخرى تشد بايدي شباب مورس عليهم جميع اشكال الغزو. وكما هو معلوم ان لكل داء دواء، ولكل مشكل حل، فمن بين الحلول المقترحة للحد شيئا ما من هذا المشكل نجد ׃ • القيام بالقاء محاضرات داخل دار الشباب او بعض المؤسسات التعليمية. • التواصل وهو مبدا اساسي مع هذه الشريحة الاجتماعية. • الانفتاح على هؤلاء الشباب والاستماع اليهم ومعرفة مشاكلهم. • محاولة ايجاد فضاءات لذلك العمل الذي يقومون به، مع صقل مواهبهم وتقنينها. • قيام الجمعيات والجهات المختصة بدورها في هذا المجال من تاطيروتكوين هؤلاء الشباب. ل حسن بلقاس كاتب و مراسل صحفي [email protected] إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل