عنواني هذا جزء منه مستوحى من كتاب فريد ورائع للدكتور المهدي المنجرة، والذي تناول فيه وشرح باستفاضة وبسط التركيبة الخماسية لذلقراطية والتي تظم " الجهلقراطية والفقرقراطية والشيخقراطية والمخزنقراطية (بالنسبة لحالتنا في المغرب) هي التي أفرزت مجتمعة التخلفقراطية" (1). كما أشار إلى أن انتفاضة فلسطين إنما هي نتاج طبيعي لهذه التركيبة، متمثلة في الشعب الفلسطيني الأبي التواق –مثلنا جميعا- للحرية، وستفرز أيضا شبيهات لها بكل الدول العربية التي جعلت من الخماسية إياها منظومة فكرها ونظام حكم لشعوبها، في الأخير استنبأ قائلا "من هنا فالانتفاضات القادمة لن تكون رد فعل بقدر ما ستحول إلى فعل يتغيأ التغيير ونيته الديمقراطية"(1). كما أن سنة الكون التغير كما قال ابن خلدون" كل الأمم تتغير في شكلها، الكون ذاته يخضع لتحولات شاملة... طبيعته دائما بصدد التغيير وذلك كله يساعد على خلقه من جديد". وكما تحدثنا في مقالات لنا سالفا أن الحرية ليست مرضا حتى نقول إنها تنتقل (عدوى)، فالإنسان يبحث عن مرحلة سعيدة حيث يكون حرا ومصانا. انه يجدها في بداية نهاية النظام الاجتماعي... بين النظام واللانظام تسود مرحلة لذيذة على قول مونتيسكيو. فثورات البلدان العربية كتونس ومصر لم تكن القشة التي قصمت ظهر البعير ولا النقطة التي أفاضة الكأس بين من لهم قوة الحق على أرضهم ومن لهم "حق" القوة في امتلاكها، ولكن أيضا بين من لهم الشرعية التاريخية في اختيار الحاكم ومن لهم القوة في اختياره وفرضه واستصدار سلطة القرار من بين يديه. بقدر ما اعتقد أن ثورات الشعوب العربية إنما هي ثورة على من سلمت لهم أمريكا وحلفائها قبل أنفسهم شرعية التمثيل وهي أيضا "موجهة إليهم: إلى تخاذلهم والى هشاشة قراراتهم إلى تردي وضعهم إلى ضعف تحركهم، إلى استخفافهم بشعوبهم وقمعهم لها وتكميم أفواهها خشية على "قدسية" الاستقرار واسترضاءً للذين لا يدفعون بمبدأ التغيير ولا مصلحة لهم في أن يسود"(1). كما أن الثورات القائمة والتي قامت بالبلدان العربية لم تأت من فراغ كما نعلم جميعا ولا من عدم، بل هي أتت من اختمار ماض مر ومترد من حاضر ملئه اليأس، ومن أمل في المستقبل ينشد البديل الجدري، لا الترقيع المرحلي أو الحلول الوسطية المُهادنة، وكل هذا نرجوا أن تستفيد منه الأنظمة الأخرى والمغرب منها، وإلا ستكون الثورات الشعبية التي قامت هي وقود لثورات حقيقية يقودها أُناس تعرضوا لحيف وظلم المتسلطين الذين انسبت لهم أمور ليسوا أهلا لها. ولعل موقعة مدينة سوق السبت للفتاة التي حرقت نفسها ذات الواحد وعشرين ربيعا شاهدة عن ردة فعل لفرد واحد، قبل ما يستمر النزيف...فهل من مجيب... [/ B] 1 : انتفاضات في زمن الذلقراطية المهدي المنجرة B]