أكدت مصادر رسمية ونقابية أن مواجهات عنيفة حصلت يوم الجمعة الأخير بين متظاهرين والشرطة في ولاية سيدي بوزيد في وسط غرب تونس وأسفرت عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وأكدت وزارة الداخلية التونسية مقتل شخص واحد وجرح اثنين من «مهاجمي» رجال الشرطة, وجرح عدد من رجال الأمن, اثنان منهم في حالة غيبوبة. وقال مصدر نقابي لوكالة فرانس برس إن المواجهات التي حدثت في منزل بوزيان المدينة الواقعة على بعد ستين كيلومترا من سيدي بوزيد التي تشهد اضطرابات اجتماعية منذ عدة أيام, إلى سقوط قتيل وعشرة جرحى. وأكد محمد فاضل العضو في نقابة التعليم الثانوي التونسية, لفرانس برس أن المتظاهر الذي قتل يدعى محمد عماري ويبلغ من العمر 18 عاما. وقد أصيب برصاصة في الصدر. وشارك نحو ألفين من سكان منزل بوزيان (280 كلم جنوب العاصمة تونس) في التظاهرة التي وصفها المسؤول نفسه بأنها كانت «عنيفة جدا». ونشرت وزارة الداخلية والتنمية التونسية توضيحات حول الحوادث. وقال مصدر مسؤول باسم الوزارة إن «أحداث شغب جدت ظهر الجمعة (...) قامت خلالها مجموعات من الأفراد بحرق قاطرة لأحد القطارات وإضرام النار في ثلاث سيارات للحرس الوطني قبل أن تهاجم مركز الحرس بالمدينة». وأضاف أن «المجموعات المتورطة في أعمال العنف والشغب عمدت إلى محاصرة ومهاجمة مركز الحرس الوطني بقذفه بالزجاجات الحارقة والحجارة بعد أن وضعت الحواجز في الطرقات القريبة». وتابع أن هذه المجموعات «أقدمت على إضرام النار في بناية المركز من الخارج بينما حاول في الآن نفسه عدد من الأفراد اقتحام مركز الحرس بالقوة». وأوضح المتحدث أن «أعوان الحرس الوطني سعوا إلى صدهم عن ذلك بتوجيه عديد التحذيرات لهم وبإطلاق النار في الهواء لكن الجموعات واصلت محاولتها اقتحام المركز مستخدمة الزجاجات الحارقة». وأضاف أن ذلك «اضطر بعض أعوان الحرس إلى استعمال السلاح في نطاق الدفاع الشرعي عن أنفسهم». وأكد المتحدث في بيانه أن ذلك «أدى إلى مقتل أحد المهاجمين وجرح اثنين آخرين فيما أصيب عديد أعوان الحرس الوطني بحروق من بينهم اثنان في حالة غيبوبة». وقال فاضل إن الشرطة استقدمت تعزيزات من سيدي بوزيد حاصرت مدينة منزل بوزيان ومنعت الدخول والخروج منها. وأضاف أن الشرطة قامت بتوقيف عدد كبير من الأشخاص. وتشهد ولاية سيدي بوزيد اضطرابات اجتماعية منذ 19 ديسمبر بعد يومين من محاولة انتحار أقدم عليها بائع متجول احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربته التي يستخدمها لبيع الخضر والفواكه في مدينة سيدي بوزيد. وقد قام بإحراق نفسه وأصيب الشاب بحروق يعالج منها في المستشفى قرب العاصمة تونس. وعاد الهدوء الاثنين إلى سيدي بوزيد بعد يومين من المواجهات بين رجال الأمن ومواطنين إثر إقدام الشاب الجامعي على إحراق نفسه. وأكدت السلطات أن الصدامات كانت «حادثا معزولا» ودانت استغلالها لغايات سياسية من قبل المعارضة. وتحدثت مصادر في المدينة الأربعاء الماضي عن تراجع التوتر في سيدي بوزيد بعد الإفراج عن عدد كبير من المتظاهرين الذين احتجزتهم أجهزة الأمن السبت والأحد. ولكن مساء يوم الأربعاء, في 22 ديسمبر, ذكر المسؤول النقابي علي زارعي أن شابا تونسيا أقدم على الانتحار في مدينة سيدي بوزيد حيث أدى ارتفاع نسبة البطالة إلى تأجيج التوتر الاجتماعي. وقال النقابي إن الشاب تسلق عمود كهرباء للتوتر العالي وهو يصرخ «يكفي بؤس, يكفي بطالة».