طاقة استيعابية لاستقبال حوالي 7 ملايين مسافر و700 ألف شاحنة للنقل الدولي الطرقي سنويا أكد مسؤولون بالوكالة الخاصة طنجة المتوسط على أن ميناء طنجة-المتوسط للركاب يعتبر منشأة قادرة على مواكبة نمو حجم نقل المسافرين والبضائع بضفتي البحر الأبيض المتوسط على المدى البعيد. وأبرز المسؤولون، خلال زيارة للصحافة لهذه الأرضية المينائية، أن ميناء المسافرين الجديد سيرفع بشكل مهم من طاقة الاستقبال بموانئ الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق، من خلال توفير 8 أرصفة مينائية إضافية. وبالافتتاح الكلي لهذه المنشأة المينائية في يوليوز المقبل، ستصبح موانئ الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق تتوفر على طاقة استقبال تقدر ب 12 رصيفا بحريا مخصص لنقل البضائع والمسافرين، إذ بالإضافة إلى أرصفة ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، سيتم الاحتفاظ بثلاثة أرصفة (اثنين لنقل المسافرين وثالث تحسبا لأي طارئ) بميناء طنجة المدينة، بالإضافة إلى رصيف ثالث للنقل المدحرج (مرور العربات مباشرة إلى السفن) بميناء طنجة المتوسط الأول. وأبرز رئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة طنجة المتوسط سعيد الهادي على أن هذه الطاقة الاستيعابية ستمكن من مواكبة نمو حجم النشاط البحري بين ضفتي مضيق جبل طارق على الأمد البعيد. وتفيد معطيات الوكالة الخاصة طنجة المتوسط على أن ميناء الركاب سيصبح، بعد انتهاء الأشغال كلية، قادرا على استقبال حوالي 7 ملايين مسافر و700 ألف شاحنة للنقل الدولي الطرقي سنويا. وشرع ميناء طنجة المتوسط للمسافرين منذ أمس الاثنين في استقبال جميع البواخر العاملة على الخط البحري بين الجزيرة الخضراء (جنوبإسبانيا) وميناء طنجة المدينة، إذ تمكن خلال اليوم الأول من معالجة حوالي 500 شاحنة للنقل الدولي الطرقي (تصدير واستيراد) واستقبال حوالي 700 راكب. وخلال عملية عبور 2010، ستعمل 12 باخرة، من بينها سفينتين سريعتين، على نقل الركاب بين مينائي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط للركاب، إذ من المنتظر أن يبرمج انطلاق الرحلات كل نصف ساعة خلال أوقات الذروة، ما سيمكن من تدبير جيد لتدفق المسافرين على ضفتي مضيق جبل طارق. وأشار عدد من المسافرين إلى أن عملية العبور من خلال هذه المنشأة المينائية صارت "أسهل" و"أسرع"، إذ تقلص زمن الرحلة بين الميناءين إلى النصف (من 3 ساعات إلى ساعة ونصف)، فضلا عن قرب الميناء من الطريق السيار، ما سيجنب المسافرين زحمة الطريق داخل المدار الحضري. بالمقابل، سيواصل ميناء طنجة المدينة، خلال عملية العبور وإلى غاية أكتوبر المقبل، استقبال المسافرين على متن الرحلات البعيدة القادمة من موانئ برشلونة (إسبانيا) وسيت (فرنسا) وجنوة (إيطاليا)، وأيضا القادمين على متن الخط البحري بين طنجة وطريفة (جنوبإسبانيا). على مستوى التجهيزات داخل ميناء طنجة المتوسط للركاب, تتوفر هذه الأرضية المينائية على 35 هكتارا من الأراضي المسطحة لتنظيم الرواج داخل باحة الميناء، كما تتوفر على امتداد طبيعي على مساحة 30 هكتارات للمراقبة الحدودية للمسافرين والعربات. ومن أجل تنظيم جيد للسير والجولان داخل الميناء، تم تقسيم بوابات هذه الأرضية المينائية حسب الأنشطة، إذ تمتد نقطة مراقبة نشاط شاحنات النقل الدولي الطرقي على مساحة 8 هكتارات وتتوفر على جهازي سكانير، وجهازين لكشف نبضات القلب (لمحاربة الهجرة السرية) وبناية للتفتيش اليدوي تتوفر على تجهيزات التحكم في الحرارة للبضائع السريعة التلف، ومختبرا لمراقبة جودة المنتجات النباتية والحيوانية، وهو ما يمكن من معالجة 140 شاحنة في الساعة. بينما يمر المسافرون من خلال البوابة الثانية للميناء، والتي تعتبر محطة ركاب عصرية تسير وفق "معايير المحطات الجوية بالمطارات"، حسب تصريح مدير ميناء طنجة المتوسط مصطفى الموزاني. وقد تم تقسيم هذه المنطقة، التي تمتد على مساحة 6 هكتارات، إلى باحة مخصصة للمسافرين على متن العربات الخفيفة والحافلات، وأخرى للمسافرين الراجلين، كما تم توفير مجموعة من الخدمات. وتصل طاقة معالجة هذه المنطقة إلى حوالي ألف سيارة في الساعة، أي بطاقة أكبر من معدل تنقل المسافرين خلال أوقات الذروة من عملية عبور المغاربة المقيمين بالخارج.