بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي خلال لقائه الاثنين الماضي أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية أزمات المنطقة وتعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين. واستعرض الجانبان "مجمل العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والشراكات القائمة بين البلدين والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها". وتطرق اللقاء إلى "آخر المستجدات في المنطقة خاصة في ما يتعلق بملفات سوريا وليبيا واليمن وجهود البلدين في محاربة التطرف والجماعات الإرهابية والتنسيق بينهما في دعم أسس الاستقرار والأمن في المنطقة". وتم تبادل الحديث حول التطورات في النظام الدولي وانعكاساته وضرورة التواصل والحوار بين اللاعبين الدوليين الأساسيين لإيجاد تفاهمات إيجابية تدعم السلم والاستقرار في العالم. وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات تعطي العلاقة مع ألمانيا أهمية خاصة وتحرص على تطويرها وتعزيزها ودفعها إلى الأمام، وأنها تدعم الجهود المشتركة لبناء موقف إماراتي – ألماني فاعل ومؤثر في التعامل مع مصادر عدم الاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي. وتعتبر الإمارات الشريك التجاري الأول لألمانيا في المنطقة العربية. ويشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين -والذي بلغ 16 مليار دولار- تزايدا مستمرا في ظل ما يتوافر للتعاون الاقتصادي والتجاري بينهما من إمكانيات ومحفزات كبيرة خاصة في مجال التكنولوجيا والفضاء والطاقة المتجددة والسياحة. وقال مراقبون إن زيارة ميركل تأتي مكملة لزيارتين سابقتين أداهما الشيخ محمد بن زايد لألمانيا (2014، 2016)، مكرسة لتوجّه إماراتي نحو تنويع الشراكات عبر العالم، لا سيما مع القوى الكبرى والدول المتقدّمة. وأشاروا إلى أن الإمارات تبحث عن شراكة جامعة بين البعد الاقتصادي الحيوي ورؤية تقوم على إرساء الاستقرار في المنطقة، فضلا عن مقاربة دولية للحرب على الإرهاب تتأسس على توسيع الجبهة المعارضة للتطرف، والعمل على إحياء السلام وقيم التعايش والتسامح.