أشرف عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مرفوقا برئيس الاتحاد الإفريقي ألفا كوندي، أمس الثلاثاء، على افتتاح فعاليات الدورة الثانية عشر للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس الذي يقام هذه السنة تحت شعار "النشاط التجاري الزراعي وسلاسل القيمة الفلاحية المستدامة، التحدي الجديد لفلاحة القرن الواحد والعشرين". وقام عزيز أخنوش وألفا كوندي بزيارة لأروقة المعرض الدولي للفلاحة الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، والذي يقام على مساحة إجمالية تقدر ب 172 ألف متر مربع، 90 ألف منها مغطاة، حيث اطلعا على العروض والمنتوجات التي يقدمها المشاركون هذه السنة. وتميز الافتتاح الذي ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش بحضور العديد من الشركاء الفلاحيين للمغرب، وخصوصا إيطاليا، ضيفة شرف الدورة الحالية، والتي تصنف فلاحتها في المرتبة الثالثة على الصعيد الأوروبي، كما تعتبر شريكا تاريخيا للمغرب بتوقيعها أول اتفاقية مع المملكة سنة 1961 والذي جعلها أيضا تحتل المرتبة 17 بين الشركاء التجاريين للمغرب. وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أعلن، أول أمس الاثنين بمكناس، أنه من المرتقب أن يحقق إنتاج الحبوب برسم الموسم الفلاحي 2016- 2017 رقما قياسيا يبلغ 102 مليون قنطار، بارتفاع يقدر ب 203 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي، وهو الرقم الذي يتجاوز الأهداف التي حددها مخطط "المغرب الأخضر". وقال أخنوش، في كلمة بمناسبة افتتاح المناظرة التاسعة للفلاحة، إن التقديرات تشير إلى أن الإنتاج القياسي لهذه السنة موزع على الأنواع الرئيسية الثلاثة من الحبوب بواقع 49.4 مليون قنطار من القمح اللين، و28.9 مليون قنطار من الشعير، و23.3 مليون قنطار من القمح الصلب. وأشار إلى أن الموسم الحالي تميز بتساقطات مطرية مهمة وموزعة بشكل جيد حسب المكان والزمان، مصحوبة بدرجات حرارة معتدلة، مكنت من تحقيق وفرة في المدخلات الفلاحية ومستوى استعمالها. وأبرز في هذا الصدد، أن مستوى مبيعات البذور المعتمدة سجل ارتفاعا هاما بنسبة 52 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، فيما تجاوزت المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية نسبة 52 في المائة. كما سجل نموا ملحوظا في إنتاج مجموع السلاسل الفلاحية، حيث بلغ إنتاج الحوامض 2,4 مليون طن "زائد 20 في المائة"، والتمور 117 ألف طن. وبخصوص حصيلة مخطط المغرب الأخضر، أعلن الوزير أن هذا المخطط مكن من خلق أزيد من 300 ألف استغلالية فلاحية، لتنتقل من مليون و500 ألف إلى مليون و800 ألف . وأوضح أخنوش التقدم الملموس الذي سجل في مكننة الفلاحة المغربية، بحيث وصلت إلى 8.03 جرار لكل 1000 هكتار عوض 4.9 قبل تفعيل مخطط المغرب الأخضر ". وفيما يتعلق بتحسين جودة وإنتاجية السلاسل الحيوانية التي تعد أحد أهداف مخطط المغرب الأخضر، أشار الوزير إلى تسجيل زيادة في عدد قطيع الخرفان والماعز ب 4 ملايين رأس من الأغنام، "زائد 18 في المائة"، ليصل إلى 26.1 مليون رأس، و1مليون رأس من البقر "زائد 43 في المائة" ليصل إلى 3.3 مليون رأس. ولفت أخنوش إلى أن الموسم الفلاحي الحالي شهد إعداد الإحصاء الفلاحي العام الذي يعد تفعيله إنجازا هاما للفلاحة الوطنية، مضيفا أن هذا الإحصاء، الذي سيصبح أساس السجل الوطني للفلاحة، سيمكن من الوقوف على أبرز المنجزات التي تحققت منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر. وتم بفضل المعطيات الأولية للإحصاء العام، بحسب المتحدث، الوقوف على القفزة النوعية التي حققها مخطط المغرب الأخضر حيث تم تحويل 700 ألف هكتار من الأنظمة الفلاحية إلى استغلالات ذات قيمة مضافة عالية تم زرعها بالأشجار المثمرة، بالإضافة إلى استغلال جديد ل 20 في المائة من الأراضي البورية غير المستعملة . وقد تميز اليوم المخصص للمناظرة الوطنية للفلاحة بتوقيع العديد من الاتفاقيات كان أبرزها عقدي برنامج يهدفان إلى تطوير قطاع الصناعات الغذائية والفلاحة، ويهدف عقد البرنامج الأول المرتبط بتطوير الصناعات الغذائية بالمغرب، بقيمة 12 مليار درهم، منها 4 ملايير درهم من تمويل الدولة، إلى تطوير قطاع الصناعات الغذائية بالمملكة، وتسريع الإدماج بين سلاسل الإنتاج وسلاسل التحويل والتصنيع والتثمين. ويتوخى هذا العقد البرنامج، الذي يندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر، خلق توافق بين مختف الفاعلين في القطاع الفلاحي بالمغرب، وخلق سلاسل تنافسية للقيمة قادرة على الاستجابة لانتظارات الأسواق الوطنية والدولية. ومن شأن عملية الإدماج التي ترتكز على الصناعات الفلاحية عالية المستوى، خلق حوالي 40 ألف منصب شغل إضافي في مجال الصناعة، وقيمة مضافة تقدر ب 13 مليار درهم. وبتشجيع نظام فلاحي وصناعة فلاحية تنافسية، تواكب عبرها الدولة الفلاحة الوطنية في تطورها، كما تدعمها من أجل الانتقال إلى مستوى جديد في عملية تنميتها. ووقع هذا العقد البرنامج كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزير الاقتصاد والمالية، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ورئيس الفدرالية الوطنية للصناعات الغذائية، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، ورئيس الفدرالية البيمهنية للحوامض، ورئيس الفدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر، ورئيس الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، ورئيس الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، ورئيس الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب، ورئيس الفدرالية البيمهنية المغربية للزيتون، ورئيس الجامعة الوطنية للمطاحن، وفدرالية صناعات المنتوجات الفلاحية المصبرة بالمغرب، ورئيس الجمعية المغربية لصناعة المعجنات الغذائية والكسكس، ورئيس جمعية صناعة البسكويت والحلويات والشوكولاته بالمغرب، ورئيس الفدرالية البيمهنية لسلسلة الأشجار المثمرة بالمغرب. ويتعلق العقد البرنامج الثاني بمشروع لحماية سهول سايس خلال الفترة ما بين 2017 و2022 بغلاف مالي يقدر ب 4.8 مليار درهم، فضلا عن قرض ب 120 مليون أورو من البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية. ويتوقع منظمو هذه الدورة، التي تمتد إلى غاية الأحد المقبل، أن يتجاوز عدد زوار المعرض رقم المليون. بالنظر إلى نسبة وفاء الزوار طيلة دورات المعرض السابقة والتي لا تقل عن 87 بالمائة. بالإضافة إلى العروض المقدمة، حيث أوضح المنظمون أن دورة هذه السنة تتميز بعروض جديدة تهم العديد من المجالات الفلاحية، وتتميز كذلك بالتوقيع على العديد من الشراكات بين المغرب والشركاء الإفريقيين وبين المغرب وشركائه في الاتحاد الأوروبي. يشار إلى أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب ينتظم في منطقتين كبيرتين. المنطقة "أ" التي يؤمها العديد من الزوار وتضم عدة أقطاب، وهي قطب الجهات المهيكل حسب التقطيع الجهوي الجديد (12 جهة)، بالإضافة إلى قطب المحتضنين والمؤسسات ورواق الفلاحة المغربية الذي يجمع كل الفاعلين المرتبطين بوزارة الفلاحة وقطب المنتجات المحلية وقطب تربية الماشية ثم قطب المكننة. والمنطقة الثانية "ب" التي يرتكز فيها القطب الدولي، وقطب التموين الفلاحي، وقطب المنتجات، وقطب الطبيعة والحياة، بالإضافة إلى مركز للندوات المكون من ستة قاعات، فضلا عن مركز للصحافة ومركز للأعمال.