تقدم المستشار العربي خربوش رئيس فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين (حزب التقدم والإشتركية)، يوم الثلاثاء الماضي، بسؤال شفوي موجه لوزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن حول مساهمة الوزارة في مواجهة صعوبات التطبيق السليم لمدونة الأسرة، متسائلا عن مدى مساهمة الوزارة في إشاعة الوعي بمكتسبات مدونة الأسرة، خاصة فيما يتعلق بالطفولة المغربية وتوعية النساء بحقوقهن والرجال بالتأثير الإيجابي لاحترام حقوق النساء والأطفال على الحياة الأسرية ودورها في مواجهة صعوبات وعوائق التطبيق السليم للمدونة. وقد أوضح المستشار خربوش، في معرض سؤاله، أن تطبيق مدونة الأسرة عرف عوائق متعددة يرجع بعضها إلى ما تراكم من سلوكات في مجالات الإدارة والقضاء، ويرتبط بعضها الآخر بالمجتمع وبالتصورات الثقافية والعقلية الذكورية التي سادت لقرون، وكذا إلى الأمية والجهل بالحقوق والمكتسبات الهامة لهذه المدونة، للأسرة وللنساء بوجه خاص، مما يفرض، إضافة إلى حرص قضاء الأسرة على سلامة تطبيق بنود المدونة، تعريفا أكبر بالحقوق والواجبات وسط المجتمع خاصة وسط النساء. وفي جوابها، قالت وزيرة التنمية الإجتماعية والأسرة والتضامن، نزهة الصقلي أن نتائج تطبيق مدونة الأسرة تتطلب وقتا طويلا، لكون الأمر يرتبط بسلوكات وعقليات وثقافة ترسخت في المجتمع منذ قرون مما يتطلب وقتا لتغيير هذه العقليات وغرس الثقافة الجديدة التي أتت بها مدونة الأسرة. وبالنسبة لآليات مواكبة هذا الإصلاح الكبير، قالت الوزيرة، أن الحكومة المغربية تعمل على نشر نتائج تطبيق المدونة سنويا من طرف وزارة العدل، واختيار يوم 10 اكتوبر كيوم وطني للمرأة المغربية ومناسبة لتقييم تطبيقها بتشارك مع وزارة العدل، هذا إضافة إلى العمل على تحديث آليات وزارة العدل لمواجهة القضايا وتحسين ولوج النساء إلى النظام القضائي ووضع شبكة للإخبار وتكوين القضاة. أما الجانب المتعلق بالتحسيس، فقالت الوزيرة، أن الوزارة أعدت دليلا بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذي يتضمن أسئلة وأجوبة حول قانون الأسرة ويحتوي على مقتضيات سوسيولوجية وتربوية، هذا إضافة إلى مركز الاستماع الوطني الذي يجيب على جميع تساؤل المواطنات والمواطنين. في تعقيبه، أشاد المستشار محمد عداب الزغاري بالمجهودات التي تقوم بها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بالعمل على إشاعة الوعي بالحقوق والواجبات التي تتضمنها مدونة الأسرة، مؤكدا أن تظافر مجهودات كل القطاعات الأخرى المتدخلة وكذا المجتمع برمته سيؤدي لامحالة إلى تغيير العقليات التي ترسخت منذ قرون، والتي تنعكس سلبا على التطبيق السليم لمدونة الأسرة. واغتنم محمد عداب الزغاري المناسبة ليعبر عن الألم الذي شعربه كل المغاربة عند مشاهدة تحقيق عن تزويج قاصرات ووجود مطلقات وأرامل لايتجاوزن 10 سنوات أحيانا، في بعض مناطق الأطلس، وهو ما يستدعي تعبئة شاملة يمكن أن تساهم فيها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر التوعية في المساجد، ووزارة الداخلية عبر الجماعات والسلطات المحلية لتأطير وتوعية المواطنين بخطورة الوضع للكف عن القيام بمثل هذه الممارسات. وفي جوابها، أكدت الوزيرة أن بعض الممارسات في حق القاصرات والأطفال والنساء، هي فعلا مؤلمة مما يستدعي تظافر الجهود وتدخل جميع الأطراف المعنية.كما ذكرت بالمناسبة، بالدراسة الوطنية التي قامت بها الوزارة حول تأثير تطبيق مدونة الأسرة على العقليات والسلوكات في المغرب، والتي أبانت أن القيم الجديدة للمدونة أصبحت تترسخ شيئا فشيئا داخل المجتمع المغربي الذي أصبح يؤمن بمبدأ المساواة بين الجنسين الذي سيكون له تأثير إيجابي على الأسرة المغربية، مؤكدة على ضرورة تكثيف التعبئة للقضاء على كل الممارسات التي تمس بكرامة الأطفال والنساء قصد بناء مجتمع ديمقراطي وحداثي.