عين جلالة الملك محمد السادس، مساء أول أمس الأربعاء، بالقصر الملكي بالرباط، الحكومة الجديدة برئاسة سعد الدين العثماني. ويتضح، من خلال هيكلة الحكومة الجديدة، أن الخيارات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى للمغرب التي دشنتها الحكومة السابقة، بدت بارزة بشكل قوي. فمن خلال الهندسة التي اعتمدتها هذه الحكومة، تم تركيز القطاعات الحكومية في أربعة أقطاب رئيسية وهي القطب الاقتصادي والمالي، والقطب الاجتماعي، ثم قطب التربية والتكوين، بالإضافة إلى قطب العلاقات الخارجية الذي يبرز التوجه الجديد للمملكة في هذا المجال مع عودتها القوية إلى الاتحاد الإفريقي. حكومة سعد الدين العثماني، التي جاءت بعد مخاض دام أزيد من ستة أشهر، والتي تضم 20 وزيرا و6 وزراء منتدبين و13 كاتب دولة، بصمت، من خلال هندستها، على توجه جديد يزاوج بين الاستمرار في مواصلة الإصلاحات الكبرى التي دشنتها الحكومة السابقة، وابتكار مجالات جديدة للاشتغال تنسجم مع الرغبة في إعطاء نفس جديد يتوخى الفعالية والنجاعة في الإنجاز، وذلك من خلال إدراج قطاعات جديدة، كالارتقاء بحقوق الإنسان من مندوبية وزارية إلى قطاع وزاري يتكلف بتدبريه وزير الدولة مصطفى الرميد، أو من خلال تجميع بعض القطاعات الكبرى وإدماجها في قطاع واحد من قبيل الإسكان والتعمير وإعداد التراب وسياسة المدينة، الذي تكلف بتدبيره محمد نبيل بنعبد الله، وكذا الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وهو القطاع الذي تكلف بتدبيره عزيز أخنوش. كما تمت إعادة هندسة بعض القطاعات الحكومية، حيث تم الجمع بين الاتصال والثقافة، والتعليم العالي والتربية الوطنية، ودمج السياحة مع الصناعة التقليدية مع إضافة النقل الجوي لهذا القطاع. وبهدف تنزيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بقضايا المناصفة والمساواة، تمت إضافة هذا المقتضى والتأكيد عليه من خلال الوزارة التي كانت تشرف عليها بسيمة الحقاوي والتي باتت تحمل في الحكومة الجديدة اسم وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية. وبالمقارنة مع الحكومة السابقة، ارتفعت التمثيلية النسائية في حكومة سعد الدين العثماني، بشكل ملفت، حيث ضمت الحكومة الجديدة 9 نساء، عوض 5 في الحكومة السابقة، أي ما يمثل 23 في المائة من التشكيلة الحكومية، لكن على الرغم من هذا الحضور العددي، فإن ذلك لم يرق إلى مستوى تطلعات الحركة النسائية، التي انتقدت اقتصار الحكومة الجديدة على وزيرة واحدة وحصر الباقي في كاتبات دولة. وكان رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني قد صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه التشكيلة الحكومية اتفقت، بجميع الأحزاب السياسية المشكلة لها، على "المضي قدما في تنفيذ الإصلاحات التي بدأتها الحكومات السابقة، واضعة مصلحة المواطن المغربي فوق كل اعتبار، سعيا إلى تحقيق الأهداف التي وعدنا بها". محمد حجيوي ***** قالوا بعد تعيين الحكومة *العثماني: لحكومة الجديدة ستواصل مسلسل الإصلاحات الذي بدأته سابقاتها "واضعة مصلحة المواطن المغربي فوق كل اعتبار" أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الأربعاء، إن الحكومة الجديدة ستواصل مسلسل الإصلاحات الذي بدأته الحكومات السابقة "واضعة مصلحة المواطن المغربي فوق كل اعتبار". وقال العثماني في تصريح للصحافة، عقب ترؤس جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مراسم تعيين أعضاء الحكومة الجديدة، إن هذه التشكيلة الحكومية اتفقت بجميع الأحزاب السياسية المشكلة لها، "المضي قدما في تنفيذ الإصلاحات التي بدأتها الحكومات السابقة، واضعة مصلحة المواطن المغربي فوق كل اعتبار، سعيا إلى تحقيق الأهداف التي وعدنا بها". وأوضح العثماني أن الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة التي تمثل الأغلبية وتعكس الإرادة الشعبية، أملته التطورات العديدة التي شهدتها المملكة، إلى جانب الكثير من المعطيات من قبيل ضرورة دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والإسراع في المصادقة على الميزانية. بنعبد الله: التشكيلة الحكومية الجديدة ستعمل على مواصلة مسيرة الإصلاح والدمقرطة التي انخرط فيها المغرب قال محمد نبيل بنعبد الله وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، الأربعاء، إن التشكيلة الحكومية الجديدة ستعمل على مواصلة مسيرة الإصلاح والدمقرطة التي دخلها المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين. وأعرب بن عبد الله في تصريح للصحافة، عقب ترؤس جلالة الملك محمد السادس، مراسم تعيين أعضاء الحكومة الجديدة، عن أمله في أن "يرقى هذا الفريق الحكومي إلى مستوى التطلعات التي يحملها صاحب الجلالة بالنسبة لبلادنا داخليا وخارجيا". وأضاف"سنعمل بكل ما أوتينا من قوة على إعطاء الدفعة الديمقراطية والإصلاحية التي ينتظرها الشعب المغربي في شتى المجالات"، سعيا إلى إحراز المزيد من التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والمزيد من الحريات والحقوق بالنسبة لكافة نساء ورجال المغرب. *أفيلال: المطروح الآن هو التوافق حول أولويات أساسية، على رأسها الجانب الاجتماعي قالت شرفات أفيلال إن تعيين الحكومة الجديدة التي يرأسها الدكتور سعد الدين العثماني من طرف جلالة الملك، محطة أساسية في المسار الديمقراطي المغربي وفي مسار تنزيل دستور 2011، وقد أقول بأن هذه الحكومة وبعد مخاض سياسي أو تمرين ديمقراطي عسير توجت بإخراجها بمكونات سياسية مهمة وأيضا من خلال العمل على صياغة برنامج عمل حكومي واعد من أجل مواصلة الإصلاح وتنمية البلاد ومواصلة تعميق ودمقرطة الحياة السياسية ببلادنا. وشددت، في تصريح لبيان اليوم، على أن المطروح أمامنا الآن هو أن نتوافق حول أولويات أساسية، وعلى رأسها بالنسبة لنا في حزب التقدم والاشتراكية، الجانب الاجتماعي الذي يرى الحزب أنه من بين الأولويات الأساسية بالبرنامج الحكومي، وسنعمل مع شركائنا وحلفائنا السياسيين في إطار الائتلاف الحكومي على أن نجعل من البعد الاجتماعي بعدا أساسيا ضمن البرنامج الحكومي الذي سيعرض على المؤسسة التشريعية من أجل تنصيب الحكومة. وما استبشرنا به خيرا في الحكومة الجديدة هو ارتفاع تمثيلية النساء حيث انتقلنا من ست نساء إلى تسعة، وهذه خطوة مهمة من أجل تفعيل مبدأ المساواة والمناصفة وأيضا من أجل فتح مراكز القرار أمام النساء ليساهمن ويباشرن بدورهن في تطوير البلاد وتنميتها. *الوردي: سنعمل على تقديم الأجوبة الصريحة والدقيقة للملف المطلبي لجميع مهنيي قطاع الصحة التنصيب في الحكومة الجديدة من طرف جلالة هو تكليف أكثر منه تشريف، نتمنى أن نكون عند حسن صاحب الجلالة وعند حسن ظن جميع المواطنات والمواطنين المغاربة. بالنسبة للعمل الحكومي اشتغلنا خلال الولاية السابقة على العديد من المخططات والاستراتيجيات الأساسية كسياسة صنع الأدوية وتخفيض ثمنها، مواكبة تشريعية وقانونية للقطاع بوضع أزيد من 103 من القوانين والمراسيم بالإضافة إلى الاتجاه نحو تغطية صحية شاملة. لذا سنعمل خلال الولاية القادمة وخلل السنوات الخمس المقبلة على مستويين الأول هو أن نبذل مجهوداتنا جميعا، من أطر صحية وأطر الوزارة، على أن نمكن المواطنات والمواطنين من لمس الاستراتيجيات التي أطلقتها الوزارة في المرحلة السابقة كتوفير الأدوية بشكل كافي وتحسين الولوجيات إلى الخدمات الصحية في مختلف مناطق المملكة، الاتجاه الثاني يتعلق بالموارد البشرية، حيث سنحاول أن نوفر الأجوبة الصريحة والدقيقة في ما يخص الملف المطلبي لجميع مهنيي قطاع الصحة الذين يعملون بجدية والذين جلهم نزهاء وشرفاء والذين أحييهم، وأقول لهم أن هذا هو الاتجاه الذي سنعمل عليه خلال الخمس سنوات القادمة خاصة الإجابة عن ملفاتهم المطلبية. *أخنوش: التشكيلة الحكومية الجديدة تتوفر فيها عناصر التكامل والانسجام وتضم في صفوفها كفاءات عالية قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد عزيز أخنوش، الأربعاء، إن التشكيلة الحكومية الجديدة تتوفر فيها عناصر التكامل والانسجام وتضم في صفوفها كفاءات عالية. وأوضح أخنوش في تصريح للصحافة، عقب ترؤس جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مراسم تعيين أعضاء الحكومة الجديدة، أن التشكيلة التي حظيت بالثقة المولوية السامية "منسجمة ومتكاملة وتضم في صفوفها كفاءات عالية، قائلا "لا يسعنا إلا تهنئة رئيس الحكومة على المشاورات الناجحة والموفقة التي قام بها، والتي أفضت إلى تشكيل هذا الفريق الحكومي". وأضاف أخنوش "هناك أوراش إصلاح عديدة تنتظرنا (…) فالمغاربة ينتظرون الكثير من قطاعات التعليم والصحة والتشغيل ومحاربة الهشاشة والبطالة"، مؤكدا على ضرورة منح الثقة للمواطنين والمستثمرين على حد سواء. ساجد: سأعمل من خلال الوزارة المسندة لي على النهوض بعدد من القطاعات الحيوية التي تشكل رافعة للتنمية الاقتصادية قال محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، الأربعاء، إنه سيعمل من خلال الوزارة المسندة له على النهوض بعدد من القطاعات الحيوية التي تشكل رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية. وقال ساجد في تصريح للصحافة، عقب ترؤس جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مراسم تعيين أعضاء الحكومة الجديدة، إن القطاعات التي تشملها الوزارة المسندة له تعد "قطاعات حيوية تشغل عددا كبيرا من الناس، ومن ثم تشكل رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية". وأعرب الوزير عن أمله في أن يكون عند مستوى التحديات المطروحة وانتظارات الشعب المغربي.