فاز فيلم "The Empty" للمخرجة داهي جونغ، وهو انتاج كوري جنوبي فرنسي مشترك، بالجائزة الكبرى للدورة 16 للمهرجان الدولي لسينما التحريك الذي احتضنته مدينة مكناس خلال الفترة ما بين 17 و22 مارس. أما الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم فعادت للفيلم القصير "Une Tête Disparaît" من فرنسا لمخرجه فرانك ديون في حين عادت جائزة أفضل فيلم تخرج من معاهد السينما للفرنسي أوجين بويتسوف عن فيلمه القصير "La Table" وفاز فيلم " Le Fil d'Ariane" لكلود لويي(سويسرا) بجائزة لجنة الشباب الخاصة بالفيلم القصير بينما فاز بالجائزة الخاصة بالفيلم الطويل "Ethel and Ernest" للمخرج روجي مينوود (بريطانيا لوكسمبورغ ( في حين عادت جائزة الجمهور لفيلم " Silence" للبناني شادي عون. وقد عرفت الدورة 16 للمهرجان الدولي لسينما التحريك مشاركة العديد من أفلام سينما التحريك (تتراوح مدة كل واحد منها بين 4 و11 دقيقة ) من فرنسا وبلجيكا وألمانيا والبرتغال وروسيا وسويسرا والمكسيك وكوريا الجنوبية ولبنان. واحتفت هذه الدورة بالمخرج الأمريكي ديفيد سيلفرمان مخرج عائلة سيمبسون كما شكلت مناسبة لتسليط الضوء على الفيلم الهولندي التحريكي وكذا احتفاء بالمسار الاستثنائي للمخرج الفرنسي ميشيل أوسلو ضيف شرف الدورة. كما عرف هذا الحدث الفني والثقافي تنظيم ورشات لتكوين الطلبة المغاربة المنتمين إلى مدارس الفنون والمهارات السمعية والبصرية. الذي نظم بشراكة وتنسيق مع " مؤسسة عائشة " التي أكدت أن مشروع تزويد مدينة مكناس بمدرسة متخصصة في تدريس سينما التحريك في مراحله النهائية. الدورة السادسة عشر في أرقام: وحسب بلاغ للمنظمين فإن الدورة المنقضية قد شهدت تقديم ما يقرب من خمسين عرض. واستقطبت فقرة الشاشة الكبرى، 6000 متفرج يتكونون أساسا من الأُسر والطلبة. وأكثر من 7500 تلميذ، 24 عرض مدرسي لصالح مدارس مدينة مكناس و 8000 متفرج متوقعون خلال الجولة التي تشمل 10 مدن من المملكة. والجدير بالذكر أن هذه الأرقام لا تشمل الجمعيات التي تحضر مجانا، وتُعد دور السينما المغلقة وعدم وجود البنية التحتية لعرض الأُفلام بالبعد الثلاثي حاجزا حقيقيا لتلبية الطلب المتزايد. وأكدت وداد الشرايبي، الأمين العام لمؤسسة عائشة، أن الجمهور الشاب أصبح أكثر دراية بخيارات العروض السينمائية لفيكام. فتحمس المدارس للأُفلام بالبعد الثلاثي والإقبال الخاص على الأفلام كفيلم "حياتي كالكوسة" للمخرج كلود باراس وفيلم "إقبال الطفل الذي لم يخف" للمخرجين ميشيل فوزيلر وبابك بايامي وفيلم "إيفان تساريفتش والأميرة المتغيرة" للمخرج ميشيل أوسلو، يدل على جودة العمل التربوي وأدوات التقدير الفني لصالح التلاميذ، وذلك بفضل العمل الدؤوب الذي قامت به مؤسسة عائشة طوال الموسم الدراسي. وأضاف نفس البلاغ، أن هذه الدورة قد عرفت حضور أكثر من 250 طالبا ينتمون إلى مدارس ومعاهد السمعي البصري والفنون الجميلة للمملكة. 150 طالبا استفادوا من تداريب محددة مرتبطة بسينما التحريك. هؤلاء الطلاب استفادوا من شبكة المخرجين الكبار والمتخصصين في سينما التحريك. و لم يستطع المنظمون الاستجابة لتلبية جميع طلبات الأسر لاقتناء تذاكر برنامج "نزهة عائلية" التي بيعت جميعها. ولم يتم تلبية كل الطلب خلال المهرجان رغم تمديد فيكام هذه السنة. ومن جهته أكد آلان مايو مدير المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس، الذي تقدم بالشكر للداعمين والشركاء ووسائل الاعلام التي غطت التظاهرة وكافة الضيوف الحاضرين "أن مهرجان مكناس لسينما التحريك الذي أضحى موعدا سنويا للاحتفاء بالإبداع وبالمشتغلين في هذا اللون الفني يشكل مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين والمبدعين وبحث أنجع التصورات لخلق مشاريع سينمائية مشتركة . وأضاف أن هذا الحدث الثقافي والفني الذي حضره العديد من المبدعين والفنانين والمهووسين بسينما التحريك خاصة من الشباب شكل نافذة لهواة هذا النوع من السينما للانفتاح على العالم والتعرف على التجارب السينمائية الرائدة في هذا المجال وتقاسم التجارب وتبادل الخبرات بين السينمائيين المحترفين والمبدعين الشباب. وبدوره أكد ماردوشي ديفيكو المدير العام ل " مؤسسة عائشة " أن التراكم الذي حققته هذه التظاهرة على المستوى الوطني والدولي منذ انطلاقتها قبل 16 سنة مكنتها من أن تصبح موعدا للعديد من المهتمين بالشأن السينمائي والفنانين والمبدعين في قطاع فن التحريك وعشاق الرسوم المتحركة من مختلف الفئات العمرية من اجل الالتقاء وتبادل الخبرات والإطلاع على الإبداعات الفنية الجديدة في هذا المجال . وعرف حفل الافتتاح فوز الثنائي"عمر الحمزي" و"صابرينا تيمسيت" من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان بجائزة عائشة الكبرى لفن التحريك البالغة قيمتها 50 الف درهم بالإضافة الى اقامة فنية بفرنسا ومنحة للمعهد الفرنسي بمكناس. يشار إلى أن من بين الأفلام الطويلة والقصيرة التي تم عرضها خلال هذه الدورة "السمبسون" و "فيانا أسطورة آخر العالم" و "ايفان تساريفيتش و"الأميرة المتغيرة" و "لويز في الشتاء" و"السلحفاة الحمراء" و "الجميع على خشبة المسرح" و "روايات افريقية " و "حياة روزي" و كان مسك الختام مع فيلم "إقبال الطفل الذي لا يخاف". ومنذ انطلاق الدورة السادسة عشر أكد الفيكام أنه مهرجان يستشرف المستقبل ويتطور باستمرار من خلال رهانه على تيسير الطرق لأجيال جديدة من أجل تعاطي فن التحريك بالمغرب، ومنح مدينة مكناس وضعها كعاصمة لسينما التحريك في مجمل القارة الافريقية، من خلال إعطاء سينما التحريك مكانها الصحيح ضمن تعزيز استراتيجية جيدة للترويج الثقافي بشكل خاص وتثقيف الشباب.