يختتم مهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك رحلته السادسة عشر، مساء يومه الأربعاء، الرحلة الغنية بالمشاهدات والاكتشافات واللقاءات، التي تواصلت منذ السابع عشر من هذا الشهر. الدورة سلطت الضوء على السينما الهولندية من خلال المشاركة الوازنة والمتميزة للمخرج ميشيل دودك دويت والمنتج وليام تيجسن. كما استقبل المهرجان أبرز نجوم سينما التحريك : كلود باراص، بيل بليمطون، آن ماري فليمينغ، جان فرانسوا لاغويني، ميشيل أوسلو، دافيد سيلفرمان ... وتضمن برنامجها العديد من الفقرات منها: تقديم أفلام جديرة بالمشاهدة، لم يسبق عرضها، معارض، موائد مستديرة، لقاءات، "كأس شاي مع" الذي استضاف العديد من الوجوه البارزة في سماء سينما التحريك، كما خصص المهرجان محورا هاما لتكوين طلبة معاهد الفنون الجميلة والسمعي البصري. وكان للجمهور الناشىء فرصة ربط حبل المودة مع الفرجة السينمائية. وبخصوص المنافسة الرسمية فإنها، وكما سبقت الإشارة إلى ذلك سابقا، تجري بين خمسة أفلام ذات قيمة عالية: وهي "المنتقمة" (الولاياتالمتحدةالامريكية)، "السلحفاة الحمراء" (فرنسا – بلجيكا – اليابان )، إضافة إلى "حكايات إفريقية" (الجزائر)، وكذا "ايتيل وارنيست" انجلترا (لوكسمبورغ ) "حياة متفائلة" (كندا) وكلها أفلام عرضت في حضور مخرجيها. وكانت الدورة السادسة عشرة من المهرجان الذي ينظم في إطار شراكة بين المركز الثقافي الفرنسي في مكناس ومؤسسة عائشة، قد انطلقت مساء يوم الجمعة الماضي، بحفل تسليم جائزة عائشة الكبرى للتحريك وكانت من نصيب كل من بينوم صابرينا تيمسيت وعمر الهمزي من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، عن مشروعهما الذي لاقى ترحيبا من طرف لجنة التحكيم التي نوهت بقيمته التقنية والفنية. ومعلوم أنه وبموازاة مع مهرجان الفيكام تستضيف مكناس خلال الفترة المتراوحة ما بين 13 مارس و 10 أبريل 2017 الدورة الثانية للإقامة الفرنكوفونية المخصصة لكتابة أفلام سينما التحريك المنظمة من طرف الكتابات الجديدة لفيلم التحريك و المعهد الفرنسي و مؤسسة عائشة، وذلك من أجل تطوير هذا المجال على المستوى الوطني. وهذه الإقامة تمنح الفرصة لكتاب فرانكوفونيين من دول الشمال والجنوب للإقامة في مكناس قصد تطوير مشاريع أفلامهم. ويستفيد الكتاب الذين تم انتقائهم للإقامة من: منحة للكتابة و والمواكبة من طرف سينمائي محترف وذلك بهدف إبراز المشاركة في مهرجان الفيكام وتطوير سينما التحريك بإفريقيا. ويشارك في إقامة الكتابة لسنة 2017 الفنانون : نيكولا برو (كندا) ، هبة شعري (المغرب) ، يوسف كوديل (الجزائر) ، صوفي ماركاتاتوس (بلجيكا) ، أنطوان بيكوش (فرنسا) ،لازار سيي بال (بوركينا فاس). برنامج المهرجان غني، شمل عروضا سينمائية مختارة سواء ما تعلق منها بأفلام المسابقة الرسمية أو تلك التي تعرض خارجها من أجل متعة المشاهدة فقط، دون الحديث عن العديد من الفقرات التي تشمل حلقات تكوين ولقاءات موضوعاتية حول دور الصورة في التعليم ومعارض حول سينما التحريك تقام لأول مرة، ودروس الماستر كلاس التي يستفيد منها الطلبة المغاربة على أيدي أسماء وازنة في الساحة الدولية في مجال سينما الكرتون، هذا المجال الذي يضم في محتواه ما هو إبداعي يتمثل فن الرسم، أو الكتابة السيناريستية، أو ما هو تقني محض، ناهيك عن الحمولة التي تتوزع على ما هو تربوي، ترفيهي، وانتقادي ساخر. وحسب محمد بيوض المدير الفني للمهرجان، فإن هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي تنظم بشراكة وتعاون مع عمالة مكناس والمركز السينمائي المغربي وزارتي الاتصال والثقافة والجماعة الحضرية لمكناس تروم خلق فرجة سينمائية لساكنة العاصمة الاسماعيلية وصقل المواهب الإبداعية في الصناعة السينمائية لمجموعة من الطلبة في القطاع السمعي البصري ومعاهد الفنون بالمغرب من خلال العديد من الأنشطة والمبادرات المبرمجة ومن بينها تنظيم ورشات تكوينية يؤطرها مجموعة من المخرجين السينمائيين العالميين . ويضيف محمد بيوض أن هذا الموعد التربوي والفني يسعى بالأساس إلى تقديم فرجة سينمائية عالمية في تقنيات التحريك مع تطوير وإشاعة هذا النوع من الفن السينمائي في بلدان القارة الإفريقية. وأوضح أن دورة هذه السنة تعرف تقديم عروض لحوالي 100 فيلم في سينما التحريك من فرنساوالولاياتالمتحدةالامريكيةوكنداوبلجيكاواليابانوالجزائر والمملكة المتحدة واللكسمبورغ وإيطاليا. يشار إلى أن من بين الأفلام الطويلة والقصيرة المبرمجة خلال هذه الدورة "عائلة سمبسون" و "فيانا أسطورة آخر العالم و "ايفان تساريفيتش" و"الأميرة المتغيرة " و "لويز في الشتاء" و "السلحفاة الحمراء" و "الجميع على خشبة المسرح" و "حياة روزي" و "إقبال الطفل الذي لا يخاف" وتشارك الجزائر خلال هذه الدورة من خلال شريط " حكايات افريقية " للمخرج الجيلالي بسكري. حكايات افريقية ويسلط هذا الفيلم المنتج سنة 2016 الضوء على حكمة الشعوب الإفريقية وثقافات إفريقيا، ويدور موضوعه حول روايات إفريقيا الوسطى، ويدخل ضمن سلسلة الرسوم المتحركة المسماة «تالز أوف أفريكا»، حيث تتمحور القصة حول «نزنو»، الشيخ الحكيم بعباءته البيضاء الذي يخرج في نزهة بين المدن متوكئا على عصاه، ويقص على المارة حكايات على وقع ربابته، ليكشف عن حقائق تبعد بجمالها مستمعيها عن انشغالاتهم اليومية، حيث يختفي العالم المادي شيئا فشيئا أمام كلمات الشيخ الحكيم، و يأخذ الطابع السردي الشفوي مداه البعيد في صوت الراوي الذي يقودنا نحو عظمة وحكمة القارة السمراء عبر الصورة الى قارة غنية بالألوان والأشكال. الجميع على خشبة المسرح فيلم من الولاياتالمتحدة، للمخرج غارث جينينغز، الذي أثبت ببراعة في أول ظهور له في عالم الرسوم المتحركة مع هذا الفيلم الذي أخرجه وأعد له السيناريو. هو فيلم كارتوني جميل وممتع، وتبدأ أحداثه مع الكوالا "باستر مون"، وهو صاحب مسرح يمر بأوقات عصيبة وأزمة مالية كبيرة قد تهدد بإغلاق مسرحه، لكنه عازم على أن يعيد اليه الحياة مرة أخرى بأية طريقة، وتبقى أمامه فرصة أخيرة، وهى أن يتجه لتنظيم مسابقة غنائية كبيرة داخل المسرح لجذب أنظار واهتمام الجمهور بالمسرح من جديد. شارك في أداء الأصوات نخبة من النجوم، أبرزهم: "ماثيو ماكونيهي" و"ريز ويذرسبون" و"سيث ماكفيرلين" و"جون سي رايلي" و"تيرون إغرتون" و"سكارلت جوهانسون" و"تيري كيلي" و"جينيفر ساوندرز" و"جينيفر هادسون". قصة الفيلم كوميدية في المقام الأول، إلا أنها لا تخلو من الدراما والجدية، بالإضافة للمَشاهد الغنائية والاستعراضية، وبالتالي الفيلم يملك قدرة كبيرة على جذب الكبار قبل الصغار. فبشخصياته الملونة، يبدأ الفيلم بقوة دون أن يواجه أي هبوط مفاجئ في مستواه. طوال الدقائق ال 110 التي تجري خلالها أحداثه موظفا الموسيقى منذ خمسينات القرن الماضي إلى وقتنا الحاضر بداية من سيناترا الى كاتي بيري، مرورا جيبسي كينغ، إلتون جون، وليونارد كوهين …) مع حس نادر من كوميديا الموقف التي ترافق مجمل الأدوار. كل ذلك دون تكلف، ومع تلك الفكاهة المنعشة القادرة على إغواء الشباب ومختلف الشرائح والأعمار. ويجدر التذكير بأن هذه المهرجان قد رصد له هذه السنة غلاف مالي بقيمة تفوق الثلاثة ملايين درهم، فد أكد من خلال هذه الدورة تطوره المستمر إن على مستوى البرمجة أو قيمة الدول المشاركة والأسماء ذات الوزن الكبير في مجال سينما التحريك التي استقطبتها هذه الدورة من أمثال السويسري كلود براص والمخرج الهولندي مايكل ديدوك، والمخرج والموسيقار والكاتب الهولندي روستو، وكاتب السيناريو الهولندي وليم تيجسن، فضلا عن أسماء أخرى معروفة في مجال سينما التحريك.