تواصلت يوم أمس الجمعة أشغال الدورة الخامسة للمنتدى الدولي إفريقيا و التنمية التي نظمها نادي افريقيا للتنمية لمجموعة التجاري وفابنك بالدار البيضاء، حيث انضم إلى هذا الحدث،الذي حمل هذه السنة شعار النماذج الجديدة للنمو الشامل بإفريقيا، أزيد من 1500 فاعل اقتصادي ومؤسساتي يمثلون ما يربو عن 20 دولة إفريقية وأجنبية. ويندرج هذا الملتقى في سياق تجسيد إرادة الدولة وتصورها،حيث تسارعت الدينامية الاقتصادية المغربية، بعد أزيد من عقد من الاستثمارات الخاصة شملت أكثر من 20 بلدا إفريقيا. وبفضل استراتيجيتها الإفريقية واسعة النطاق و بإيعاز من مساهمها المرجعي المتمثل في الشركة الوطنية للاستثمار، نظمت مجموعة التجاري وفا بنك الدورة الأولى للمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية في سنة 2010. واعتبارا للتشكيلات الجديدة التي باتت تميز الساحة الاقتصادية العالمية ورهانات القارة الإفريقية والفرص التنموية المتاحة بها والتي ترتكز جلها على القطاعات الحيوية بالنسبة للساكنة )الفلاحة، الكهربة، السكن، البنيات التحتية، التعمير… إلخ(،عكف المشاركون في الدورة الخامسة طيلة يومين على دراسة النماذج الجديدة للنمو الشامل بإفريقيا، لاسيما عبر المشاركة في ثلاث ورشات عمل أشرف على تنشيطها خبراء مرموقون، حيث ناقشوا دور الفاعلين الخواص في خلق قيمة مشتركة في إفريقيا، والتعمير من مرحلة القطيعة إلى رافعة للنمو والإدماج عبر فرص الاستثمار، بالإضافة إلى الإجابة عن سؤال كيف نسرع الإدماج المالي؟ كما تمت المشاركة في مواعيد عمل ثنائية الأطراف تمت برمجتها مسبقا. والمشاركة في سوق الاستثمار حيث حلت هذه السنة 8 دول كضيوف شرف. وتمت دعوة الوفود الرسمية لهذه الدول لتقديم برامجها الوطنية للتنمية وبنوك المشاريع الاستثمارية. وفضلا عن الأروقة الخاصة بضيوف الشرف، شهد سوق الاستثمار عرض مشاريع مهيكلة لهذه البلدان وكذا دورات خاصة بتقديم مبادرات الفاعلين الاقتصاديين لفائدة المقاولات الإفريقية. كما تمت المشاركة في "مواعيد عمل موجهة للحكوماتن وأيضا المشاركة في جوائز التعاون جنوب-جنوب التي تتوج أفضل ثلاث مقاولات ساهمت في تطوير المبادلات والاستثمارات بين الدول الإفريقية. وخلال هذه التظاهرة، تم كذلك توزيع التنمية المستدامة و«ريادة الأعمال الاجتماعية» و«الابتكار» في فئة. ويعتبر هذا الموعد كذلك لحظة للاحتفاء تلتقي فيها الكفاءات الإفريقية من أجل تجسيد روح تضامنية واثقة في قواها الذاتية. ومنذ إحداثه، ضم المنتدى أزيد من 5.500 فاعل في 36 دولة، من ضمنها 24 دولة إفريقية، وساعد في تنظيم 13000 موعد ثنائي الأطراف، متمكنا دورة بعد أخرى من استقطاب اهتمام الفاعلين الاقتصاديين في القارة وشركائهم وإبرام شراكات وعقود موقعة في هذا الإطار. في هذا السياق، شكلت الدورات السابقة للمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية صدى لانشغالات الفاعلين الاقتصاديين والتطورات المهيكلة للبرامج الوطنية للتنمية في بلدان التعاون جنوب-جنوب. للتذكير، تم إحداث نادي إفريقيا والتنمية لمجموعة التجاري وفابنك في سنة 2016 بطلب من المشاركين في الدورات الأربع السابقة وبإيعاز من مساهمها المرجعي الشركة الوطنية للاستثمار. ويروم النادي إضفاء الطابع المؤسسي على المنتدى وضمان تتبع نفعي لكافة مطالب الفاعلين والمجموعات الاقتصادية العاملة في مختلف بنوك شبكة مجموعة التجاري وفا بنك، على مستوى ربط العلاقة بين رجال الأعمال واكتشاف الأسواق والبعثات القطاعية والولوج للمعلومة الموثوقة وطلبات العروض الصادرة في 13 دولة إفريقية. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس البوركينابي، روش مارك كريستيان كابوري، ترأس الجلسة الافتتاحية للنسخة الخامسة للمنتدى، أكد، خلال الكلمة الافتتاحية أن السياسات الاقتصادية الإفريقية، يجب أن تسعى مستقبلا لتلبية الاحتياجيات الأساسية لساكنة القارة، خاصة الفقراء والمعوزين. وقال إنه يتعين على أصحاب القرار والسياسيين ورؤساء المقاولات، والشركاء في مجال التنمية، بلورة اختيارات استراتيجية شجاعة تروم ضمان التنمية الاقتصادية، وتكون في مصلحة الجميع، وذلك بغرض تحقيق سلم حقيقي ومستدام على مستوى القارة الإفريقية وباقي مناطق العالم. وبالنظر للاحتياجات الكبيرة التي تواجهها القارة الإفريقية في مختلف القطاعات، يضيف الرئيس البوركينابي، فإنه يتعين العمل على تضافر جهود الأفارقة بغية إيجاد حلول جماعية لتلبية هذه الاحتياجات، وهذا يتطلب تعزيز وتسريع دينامية التعاون بين البلدان الإفريقية.واعتبر الرئيس كابوري، أنه لهذا السبب تحديدا يتعين إنجاز مشروع التبادل الحر على مستوى القارة، من أجل تسريع عملية تنقل الأشخاص والممتلكات. ومن أجل مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، شدد أيضا على أهمية النهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، وتشجيع خلق فرص الشغل بالنسبة للشباب والنساء. وفي سياق متصل، أشاد الرئيس البوركينابي بالدينامية التي يشهدها المغرب، الذي يعمل على بلورة مبادرات عملية في مجال الاستثمارات المباشرة على مستوى القارة الإفريقية. عبد الحق ديلالي – تصوير: عقيل مكاو