"لسنا بصدد البحث عن مجرد مقعد، بل عن فضاء مؤسساتي داخل الاتحاد الكروي الإفريقي لتجسيد برنامجنا التنموي على أرض الواقع…" التصريح لفوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم والهدف كسب عضوية داخل المكتب التنفيذي للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، والمناسبة هي المؤتمر الذي سينعقد يومه الخميس بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وهو أول رئيس جامعة مغربية "يتجرأ" على التقدم لعضوية هذا الجهاز الذي يتحكم في مصير كرة القدم الأفريقية. ويرى لقجع في عملية الترشيح هذه، رفعا لسقف التحدي عاليا، والدخول بقوة في غمار الانتخابات وفي مواجهة أشخاص قضوا سنين، بل عقودا، داخل الكاف الذي ظل المغرب لسنوات طويلة بعيدا عن مصدر القرار داخله، وهو ما كان له تأثير سلبي على جل مكونات كرة القدم المغربية، والوقت حان -حسب لقجع دائما- لاستثمار الذكاء الجماعي والإمكانيات المتوفرة التي تتيح لإفريقيا الذهاب بخطوات مهمة نحو التطور. ويتقاطع طموح لقجع مع الرغبة الجماعية التي تمتلك مختلف الأوساط المغربية، وتتجلى في ضرورة احتلال المغرب لمقعد داخل اللجنة التنفيذية ل (الكاف) في إطار القناعة التامة بضرورة تواجد الكفاءات المغربية بالأجهزة الكروية القارية والدولية. فلا يعقل لبلد كالمغرب بتاريخه الرياضي الزاخر بالإنجازات التي حققها أبطاله، والإمكانيات المهمة التي يضعها رهن إشارة القطاع الرياضي، والتجهيزات المتطورة والحديثة التي بات يتوفر عليها، أن يظل غائبا عن مصادر القرار داخل المؤسسات الرياضية للرياضة الأكثر أهمية على الصعيد القاري والدولي. وللوصول إلى حشد الدعم المطلوب قصد ربح الرهان، تحول المقر الجديد لجامعة كرة القدم خلال الشهور الأخيرة إلى قبلة للعديد من رؤساء الاتحادات القارية، حيث انتقل لقجع إلى السرعة القصوى في سعى حثيث لكسب أصوات مجموعة من الدول الأفريقية عن طريق ربط شراكات بصيغة رابح- رابح، وبالتالي ضمان أصوات ترجع كفته خلال الجمع العام. وفي حالة نجاح لقجع في الفوز بمقعد داخل الكاف عن منطقة شمال أفريقيا، قد يكون ذلك على حساب الجزائري محمد روراوة، فانه سيسجل بالمناسبة نصرا كبيرا، يعزز النصر السياسي الكبير الذي حققته المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، على جارتها الجزائر، نهاية شهر يناير الماضي، عقب الإعلان في القمة ال28 لرؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية بأديس أبابا، عن العودة إلى أحضان الاتحاد الإفريقي، والصراع سيتجدد مرة أخرى بين الدولتين الشقيقتين، لكنها هذه المرة على مستوى حقائب التسيير الرياضي على صعيد القارة السمراء. ومن غريب الصدف أن نفس العاصمة الأفريقية تشهد اليوم صراعا بطابع رياضي، لكنه بأبعاد سياسية، طرفاه فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومحمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري، والاختلاف هذه المرة، يكمن في أن كل من الرئيسين يسعى لإلغاء الآخر، وكسب العضوية داخل المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن منطقة شمال أفريقيا وأي شخص سيكسب مكانه سيكون على حساب العضو الآخر. ولعل الميزة المهمة التي يكتسيها ترشيح المغرب وتميزه عن باقي منافسيه، أن هذا التحرك لا تقف وراءه عملية انتخابية محضة ومجرد كسب الدعم ولعبة الأصوات، لأن الثابت من وراء اتفاقيات الشراكة المتعددة مع أكثر من دولة، هو تبادل الخبرات في مختلف المجالات، خاصة التكوين في الجانبين التقني والإداري، وإجراء مباريات دولية بين المنتخبات الوطنية، فضلا عن تسهيل برمجة تجمعات إعدادية لتحضير المنتخبات الصغرى، وهذه الأهداف لا تتوقف بالضرورة على نتائج مؤتمر العاصمة الإثيوبية. وبناء عليه، فمبادرة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حشد الدعم لكسب عضوية داخل المكتب التنفيذي للكاف، هي إنصاف للرياضة الشعبية الأولى على الصعيد الوطني، وخدمة للقارة، ومخاطبة الأفارقة بصوت العقل والضمير الحي للحكماء الرافضين لكل أساليب الاستغلال والحيف التي تتعامل به عقليات الاستعمار التي لا زالت للأسف تجد مروجين لها حتى من طرف أشخاص يدعون للأسف أنهم "أفارقة"…