في التاسع من مارس يتم الاحتفال باليوم الوطني للكاتبة، الذي نادت إليه رابطة كاتبات المغرب، بالمناسبة كان لبيان اليوم اتصال برئيسة هذه الرابطة الأستاذة والأديبة عزيزة يحضيه للحديث حول الوضعية الراهنة للرابطة، وظروف الاستعداد للاحتفال بهذا اليوم الوطني وأبرز الأنشطة التي قامت بها خلال المدة الأخيرة وكذا التحديات التي تواجهها. كيف هو الوضع الحالي لرابطة كاتبات المغرب؟ أولا رابطة كاتبات المغرب تستعد لإقامة مؤتمرها الأول، بحيث عرفت سنوات التأسيس صعوبات جمة على كل المستويات رغم كل ما تحقق بفضل جهود حثيثة اتسمت بسعة الصدر ونكران الذات، ولعبنا خلالها دور سياسة الدولة الثقافية من خلال تطبيق سياسة ثقافية راعت ولامست العمق المغربي بمختلف تلويناته ومكوناته، من خلال تأسيس الفروع بالجهات والأقاليم داخل المملكة وعند مغربيات العالم، حتى نضمن انخراطا واسعا في المشروع الثقافي للرابطة وتأسيس فعل المساهمة في إغناء المشهد الثقافي وتزويد خزانة الكتاب في المملكة بأعمال تحفظ التنوع ونبرزه في بلد تتعايش فيه مكوناته الثقافية ويضمن حقوق المبدع ويروج لإنتاجه الفكري ويسوقه، كما وفقنا إلى حد كبير من خلال تعزيز مكانة أسماء أدبية كبيرة، كانفتاحنا على جامعات في العالم خصص بعض طلبتها أطروحاتهم لنيل الماستر والدكتوراه في قراءة لأعمال كاتبات مغربيات، وهذه السنة استقبلنا طالبات من اسبانيا يشتغلن على أعمال الروائية والناقدة زهور كرام والكاتبة رشيدة بنمسعود. وفتح الباب أمام أسماء جديدة، وبذلك نجحنا في التطبيق الفعلي للامركزية، ولا تمركز لعمل رابطة كاتبات المغرب، ومع ذلك يعتبر المؤتمر الوطني انطلاقة حقيقية نحو أحد أهم أركان المشروع الثقافي، وهو الهندسة الثقافية التي سنحقق من خلالها برامج وأهداف ستمكننا من الانطلاق إلى مشروع نبني عليه حلما كبيرا وهو الصناعة الثقافية، حتى نضمن للكاتبة المغربية والمغاربية التي أسسنا لها رابطة سميناها رابطة الكاتبة المغاربية لمبدعات الدول الخمس المكونة للاتحاد المغاربي، واختيار اسم الاتحاد المغاربي بدل المغرب العربي، يأتي احتراما للمكون الثقافي الأمازيغي والحساني، كما نعمل على ضمان مواصلة الإنتاج الفكري والترويج له وحفظ حقوق التأليف. وضعية رابطة كاتبات المغرب في سنة 2017 تخطت عسر الولادة وألم التكون، تتمتع بكامل حواسها الفكرية وحساسياتها الثقافية، واشتد ساعدها الإبداعي، وتتميز بتنظيم داخلي قوي الأطراف وبحضور نوعي وستكون لها كلمتها قريبا في جعل الميدان الثقافي يذر العملة الصعبة على خزينة الدولة. كيف كانت مشاركة الرابطة في الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء باعتباره أهم حدث ثقافي سنوي يعقد ببلادنا؟ بالنسبة لمشاركة رابطة كاتبات المغرب في المعرض الدولي للنشر والكتاب للسنة الخامسة على التوالي. على مستوى المردودية، الحمد لله كل دورة ورواق رابطة كاتبات المغرب يحقق نجاحات خيالية ويلعب دوره في التواصل بين المبدعات وبين المهتمين والمتتبعين للشأن الثقافي المغربي من الداخل ومن الخارج ومع القراء، كما حقق الانفتاح على كل التجارب ويترجم ذلك عدد طلبات الانخراط في الرابطة ورقم التوقيعات وعدد الكتب المعروضة ورقم المبيعات وعينة الزوار. وبالمناسبة لي كلمة أوجهها الى معالي وزير الثقافة ومدير مديرية الكتاب، فبما أن الدولة والحكومة منخرطة في محاربة الصورة النمطية للمرأة المغربية في وسائل الإعلام الأجنبية، والرابطة تلعب دورا كبيرا في تصحيحها من خلال برامجها وفروعها ومن خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال حضورها النوعي والكمي في مشاركات عضواتها في الملتقيات الثقافية خارج المملكة، تطرح أمامي عدة علامات استفهام، أولها لماذا يتم وضع رواق رابطة كاتبات المغرب على خريطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدارالبيضاء في أماكن هامشية، يتبادر إلى ذهني كونهم وهم يوزعون الأماكن أن الرابطة غير مرغوب فيها، أو أن الإنتاج الفكري بنون النسوة تحكمه المرأة ناقصة عقل ودين وأننا وصمة عار، أو أن تواجدنا يقلل من احترام المرأة المثقفة في بلادنا، كما أطرح السؤال لم الوزارة لا تعتمد على التنقيط بالنسبة لأروقة مجموعة "د" وبذلك تسمح لنا الوزارة مرغمة برواق على الواجهة. وبالنسبة لمشاركة رابطة كاتبات المغرب في الدورة الأخيرة من المعرض عرفت تنظيما داخليا، بحيث خصص كل يوم من أيام المعرض لفرع جهوي، مما أضفى على الرواق تنافسا ثقافيا شريفا، وتوجنا بزيارات لمثقفين ومثقفات وقراء ينتمون لكل جهة. كانت لرابطة كاتبات المغرب مبادرة إنشاء يوم وطني للكاتبة يحتفل به كل تاسع مارس، ماذا أعدت الرابطة للاحتفال بهذا العيد إذا جاز القول؟ أولا، نفتخر بالحظوة الملكية السامية التي منحنا إياها راعي الثقافة في بلادنا والحريص على إشعاعها جلالة الملك محمد السادس بمنح جلالته الرعاية السامية لاحتفالنا بيومنا الذي اخترنا له تاريخ التاسع مارس من كل سنة، توثيقا من الكاتبة المغربية لقيمة ونتائج الخطاب الملكي لنفس التاريخ الذي نتج عنه دستور جديد للمملكة، وفصله التاسع عشر الضامن للمناصفة والمساواة بين الجنسين والذي تأسست رابطة كاتبات المغرب على إثره. كما كنت أتمنى ألا تمر ولاية الوزير محمد الأمين الصبيحي إلا ويوم التاسع مارس اليوم الوطني للكاتبة المغربية، ضمن أجندة الأيام الوطنية، ويحسب بالفعل في تاريخ توليه لحقيبة الوزارة . ثانيا، بعد أن كنا نحتفل باليوم الوطني للكاتبة المغربية في لقاء وطني، اخترنا ونحن على أبواب المؤتمر الوطني، أن نجرب الاحتفال به رسميا في الجهات والأقاليم، أنشطة تعدها وتسهر عليها الفروع، وسيكون للمكتب المركزي للرابطة رسالة في الموضوع. كيف يتموقع الأدب النسائي المغربي في الساحة الثقافية الوطنية؟ أفضل عبارة الإنتاج الفكري بتوقيع نون النسوة، لأن رابطة كاتبات المغرب تهتم بالإنتاج الابداعي في مختلف المدارك الفكرية، وعليه أقول المعاناة واحدة بأي توقيع كان، رجاليا أو نسائيا، نفس الإكراهات والعوامل، إلا أننا نسجل في السنوات الأخيرة غزارة الإنتاج لدى النساء، بالنسبة لي هي ظاهرة جد صحية إذا عملنا بقاعدة المرأة نصف المجتمع، ولما تكون أم ومربية وكاتبة سنربح أبناء يعيشون داخل بيوتهم أجواء الكتابة والمتابعة الفكرية، وبذلك نضمن جيلا من القراء لهم احتكاك يومي بالكتاب. ما هي الإكراهات والتحديات التي تواجهها الرابطة؟ كل عمل مهما كان نوعه تواجهه تحديات وتقابله إكراهات، وطريق النجاح يمر عبر هذه العوامل والأشواط، ورابطة كاتبات المغرب ليست على منأى من ذلك، فهي لم تجد الطريق معبدة، ونحمد الله على دماثة عضواتها، وقد حققنا جزء كبيرا من أهداف مشروعنا على مستوى التأسيس والبناء، نأمل أن تتحقق اقتراحاتنا، من قبيل مشروع اليوم الوطني للمآثر التاريخية، والذي اخترنا له 12 من يناير أي مباشرة بعد احتفالنا بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، لما لليومين من مغزى وتقوية أواصر ارتباط الناشئة بتاريخ بلادها والتعريف به.