رهان الفوز النهائي لقضيتنا الوطنية هو، أولا وأخيرا، رهان بناء مغرب الوحدة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية نبيل بنعبد الله: وحدة الحزب وتماسكه وضمان استقلالية قراراته فوق كل اعتبار صادقت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المنعقدة في دورتها الثالثة ببوزنيقة، يومي السبت والأحد الماضيين، بالإجماع على جميع الوثائق المعروضة على الدورة والمتمثلة في تقرير المكتب السياسي الذي قدمه نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، وتقارير اللجن الدائمة، والبيان العام للدورة، بالإضافة إلى البيان التضامني مع الوفد الشبابي المغربي المشارك في المهرجان العالمي للشباب والطلبة بجنوب إفريقيا. وصادقت اللجنة المركزية بالإجماع على تقرير المكتب السياسي مع امتناع 13 عضوا عن التصويت، نفس الإجماع حظيت به كل الوثائق المعروضة عليها، بعد نقاش مستفيض خلال الجلسة العامة التي التأمت صباح أول أمس الأحد. ومكنت مسطرة الاشتغال المعتمدة خلال هذه الدورة، من مساهمة أزيد من 150 متدخلا في إغناء النقاش وتقديم المقترحات الوجيهة التي أدرجت، سواء ضمن تقرير المكتب السياسي، أو ضمن تقارير اللجن الدائمة التي تمت هيكلتها خلال هذه الدورة. وشددت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، في البيان العام الصادر في ختام أشغالها، على ضرورة الحرص على إجلاء حقيقة ما وقع في تدبير وتطور أحداث العيون الأليمة، في ظل الظرفية السياسية التي تهيمن عليها مستجدات قضية الوحدة الترابية، بارتباط مع تلك الأحداث، وما خلفته من تداعيات على المستويات المحلية والوطنية والدولية. مؤكدة على تحديد المسؤوليات في مستوياتها المختلفة، بهدف استخلاص الدروس الممكنة من هذه الأحداث التي تم توظيفها ضد المصالح العليا للبلاد، خاصة من طرف البوليساريو والجزائر، مدعومين ببعض وسائل الإعلام الإسبانية. واعتبرت اللجنة المركزية أن موقف البرلمان الأوروبي، بخصوص تلك الأحداث، كان متسرعا يجافي الوقائع، وفيه إجحاف كبير للحقيقة، وعداء واضح للمغرب غير مفهومة دواعيه. وأوضح البيان العام، أن حزب التقدم والاشتراكية، الذي اضطلع، دائما، بواجبه، في إطار الإجماع الوطني، يعتبر أنه آن الأوان لاستخراج العبر من التطورات التي عرفتها القضية الوطنية في السنوات والشهور الأخيرة، في أفق وضع توجه شمولي عقلاني، يحدد لكل طرف، من أطراف القوى الحية في البلاد، دوره، في احترام تام للمؤسسات ومهامها، وفي إطار من الشفافية والوضوح، تتحمل فيه السلطتان التنفيذية والتشريعية مسؤولياتهما، كل في مجال اختصاصاته، وتشرك فيه جميع القوى الجادة، من أحزاب ومكونات المجتمع المدني، وفق خطة عمل قابلة للإنجاز، يتم إقرارها وإعطاؤها طابع الاستمرارية، على أن تصب كل هذه الجهود في إطار «الإستراتيجية المندمجة» التي وردت مضامينها في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 35 للمسيرة الخضراء. وجددت اللجنة المركزية تشبث حزب التقدم والاشتراكية بضرورة تقوية الجبهة الداخلية، من خلال الانكباب على إيجاد الحلول للمطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة، المعبر عنها في كل أرجاء البلاد، ومواصلة مسار البناء والتنمية، في ظل الاستقرار والسلم والتقدم والعدالة الاجتماعية، وتوطيد البناء المؤسساتي والممارسة الديمقراطية، وضمان حق الممارسة الفعلية للحريات الفردية والجماعية، وتعزيز المصداقية في العمل السياسي، في إطار دولة القانون والمؤسسات. مؤكدة على أن رهان ربح معركة الوحدة الترابية يمر بالضرورة عبر كسب رهان بناء مغرب الوحدة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وفي ذات السياق عبر البيان العام للجنة المركزية، على أن الجيل الجديد من الإصلاحات، الذي يقترحه حزب التقدم والاشتراكية، يشكل مدخلا أساسيا، لا محيد عنه، لتشييد مغرب الحرية والديمقراطية والسلم والعدالة الاجتماعية. وكان الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، أكد في تعقيبه على مجمل مداخلات أعضاء اللجنة المركزية، أن المكتب السياسي قام بتدبير الوضع الذي أفرزته أحداث العيون ومحاولة جر الحزب لاتخاذ موقف على ضوء تصريحات عضوة المكتب السياسي، كجمولة منت أبي، على أحسن وجه، مشيرا إلى أن الحزب هو الذي كان مستهدفا من تلك الحملات المغرضة، من قبل أطراف سياسية وإعلامية، لأنه عبر بوضوح، عن رفضه لما يجري في الساحة السياسية من انحرافات، يعتبرها الحزب تشكل خطرا حقيقيا على مسار المسلسل الديمقراطي بالبلاد. وذكر بنعبد الله، أنه بعد استماع أعضاء اللجنة المركزية، لتوضيحات كجمولة منت أبي، باعتبارها واحدة ممن عايشوا تلك الأحداث بتكليف من الدولة وبتنسيق مع قيادة الحزب، أن ما عبرت عنه لوسائل الإعلام كان على صواب. وأضاف أن الظرفية لم تكن مواتية، لأن خصوم الوحدة الترابية قاموا باستغلالها بشكل بشع. وأكد بنعبد الله، أن حزب التقدم والاشتراكية في حاجة إلى عطاء كل مناضليه، داعيا إلى ضرورة وضع وحدة الحزب وتماسكه وضمان استقلالية قراراته فوق كل اعتبار، مطالبا أعضاء اللجنة المركزية وكل الهياكل التنظيمية للحزب بالاستمرار في الدفاع عن القضايا الوطنية بكل تجرد بما يحفظ استقلالية الحزب ووحدته. وخلف تدخل عضوة المكتب السياسي، كجمولة منت أبي، ارتياحا كبيرا لدى الأعضاء، وتبنت أغلبيتهم مواقفها وطالبوا برد الاعتبار إليها وتحديد دقيق للمسؤوليات عن أحدث 08 نونبر بالعيون، وتقييم موضوعي ومسؤول لحصيلة المرحلة. وعبرت كجمولة منت أبي، في مداخلة سياسية واضحة ورصينة خلال مناقشات الجلسة العامة، عن اعتزازها بما قدمته من مجهودات لحل المشكل الذي كان قائما، واصطدامها بمخططات جهات أخرى كان همها توجيه الأحداث لما يخدم مصالحها السياسوية الضيقة دون مراعاة للمصالح العليا للبلاد. وذكرت كجمولة، أعضاء اللجنة بمجمل مجريات الأحداث بمخيم «اكديم إزيك» منذ بداية تشكله إلى حين اندلاع الأحداث. وجددت تشبثها بحزب التقدم والاشتراكية، وبالمبادئ التي يناضل من أجلها، وقالت إن تصريحاتها خلفت ارتياحا على المستوى المحلي، وهي تصريحات وصفها العديد من أعضاء اللجنة المركزية أنها «صادقة وبعيدة عن لغة الخشب المعهودة في مثل هذه الحالات».