1 لأي زمن، أنتِ الصدح بلغة لا تفهم معناك؟ لأي وعد، اجتزتِ المسافات؟ ألكِ الجناح، وأنتِ تطوين الفراغ، ولك الملاءة منصاعة لعتمها؟ أنا على الأرض راحلة، وأنت المقيمة في الظل، حيث حلَّ وغاب مندسة في أنفاس الصباح. لأي نعل سأكتب هذا الطريق؟ مثل البزق المترنح بين أنامل عازفه؛ مثل وقع الدف، مثل نقراته المتراتبة، لحنكِ يعاتب ما كتب على اللوح. بأي أمر ولأي أمر كنا هنا؟ خطي سطركِ، واتركي ظلَّ الحبر يتحرر من خطوه. خطي سطركِ، واتركي ورق العين يفرش للإيقاع باحته. خطي سطركِ، وانتظريني عند باب هو فاتحة الخواتم. 2 المعاني الخفية، الأسطر، عناقيد الجمل، الإيقاعات المنسابة في دروب الروح، والآذان التي تستضيف أعضائي الغريبة، تأخذ السمع المدفون في خمول المزمار والدف والبزق، وفي أمزجة صاعدة من نقرة أو نفخ. ماذا تقولين أيتها الإيقاعاتُ؟ فرع مزهر بماء المعنى وآخر تائه، كأني هي.. لعلها غمغمة النهاوند، أو بحة أصبهان باكٍ جانحٍ، أو نقرة مكرورة، أو نايات تورق بالصوت. فرحٌ يانعٌ يفوح بربيع الروح من صوت البزق، ألمٌ طافحٌ بناي يؤجج إيقاعه النفخ، كأنه الكور. لهب التوشية بتعداد الأشكال والألوان، يتوعد بلازمة تمشط كل الغناء. ألمٌ تسلق ألما، تسلق صوتا مجهولا، تسلق أذنا، تسلق إيقاعا صادحا، لا تحده الأرجاء، راهب الشجو هادىء الخبب هذا الصوت، واهب المعنى هذا الدف، الكمنجة، العود، الطبلة، السنتور، السه تار، الناي، التنبك، الصهباء مطبلي، وهذا البزق. 3 أيتها الإيقاعات، شبيهان كنا ببضعنا قبل الخلق، أنا من اختلاج الوحشة، في جنان الغيب، وأنتَ مثلي، وكنا دوخة الطفرة، الأنس الغريب، وهزة الغيبة، كنا آنية الخلق، بل فورة ما قبلها، ثم صرنا وجوهاً للمعاني وأقنعة للكلام. خطي سطركِ، واتركي ظل الحبر يتحرر من خطوه. خطي سطركِ، واتركي ورقَ العين يفرش للإيقاع باحته. خطي سطركِ، وانتظريني عند باب هو فاتحة الخواتم.. 4 أيها الصدح، حلقتِ الطيرُ وهزَّ غناؤها الشجرَ المغتربَ، وجئتَ إلى عذوبة الأسماع سهواً مسمىً في دواري جذباً لصهيل بلا امتزاج، طيفاً معلوماً في ميزان الرؤى، إيقاعاً حائراً، طيفه الآخر بعضي. هيللة تكبير مستزيد من عطش الأمواج الهاربة، ليتنا معاً في جزر الليل شعاباً. 5 ترنيمة، شبيهتي لها لون الغريب وطعم الموحش. خطي سطركِ، واتركي ظل الحبر يتحرر من خطوه. خطي سطركِ، واتركي ورقَ العين يفرش للإيقاع باحته. خطي سطركِ، وانتظريني عند باب هو فاتحة الخواتم.