عن دار أفريقيا الشرق، صدر للباحث والمفكر المغربي محمد وقيدي كتاب يحمل عنوان «الإبستمولوجيا التكوينية للعلوم»، يبحث فيه تعريف الابستمولوجيا التكوينية وتحديد موضوعها ومناهجها التاريخية النقدية والنفسية التكوينية. وجاء في ورقة تقديمية للكتاب أن محمد وقيدي يواصل بحثه في الابستمولوجيا التكوينية منتقلا إلى مستوى آخر، هو تحليل شروط تكوُّن المعرفة العلمية في أصناف العلوم المختلفة، وتظهر المشكلات الإبستمولوجية للعلوم في مستويين هما المشكلات العامة المشتركة للمعرفة العلمية، ثم المشكلات الخاصة بكل علم على حدة. ويتابع المؤلف هذين المستويين، فيبحث في المستوى الأول منهما، عبر دراسته لنسق العلوم في الابستمولوجيا التكوينية، ثم يبرز بعد ذلك المشكلات الخاصة بالعلوم المنطقية - الرياضية والفيزيائية والبيولوجية ثم العلوم الإنسانسية التي يظهر بداخلها المستويان السالفا الذكر. وتبحث الابستمولوجيا التكوينية عن جذور المعرفة لدى الإنسان وأشكالها الأولية مما قاد بياجي، الذي خصص له الكاتب محمد وقيدي دراسة في السابق حول «الابستمولوجية التكوينية عند جان بياجي»، إلى الارتباط بعلم النفس التكويني في تحليلاته للمعرفة. ويترك الكتاب آفاق البحث مفتوحة في الابستمولوجيا التكوينية، على دراسات أخرى تهم تطبيقاتها في المجالات التي انشغل بها بياجي صحبة الباحثين الذين شاركوه في المركز الدولي للإبستمولوجيا التكوينية.