فازت الروائية المصرية ميرال الطحاوي بجائزة نجيب محفوظ لهذه السنة عن روايتها الجديدة «مرتفعات بروكلين» (بروكلين هايتس)، كما أعلنت عن ذلك، رئيسة لجنة تحكيم الجائزة التي تشرف على تنظيمها الجامعة الأميركية في القاهرة بمناسبة عيد ميلاد الروائي المصري الحائز جائزة نوبل للآداب. وألقت رئيسة اللجنة سميرة محرز كلمة أكدت فيها أن «الرواية تعتبر رواية غربة واغتراب بامتياز وهي تجربة متميزة عن العلاقة بين الشرق والغرب، خصوصا أنها لم تسر على التقاليد المسبوقة، وهي رواية ذات أبعاد إنسانية، لأنها تستوحي التجربة الفردية وهي تلامس فساحة العالم ومتاهته». وتابعت «إنها رواية المسكوت عنه تجلى في إشكاليات الزمان والمكان والتسامح والتعصب والتفات الكاتبة الثاقب للتفاصيل على مستوى رسم الشخصيات واستخدام اللغة وتوظيفها واختيار النبرة والإيقاع، هي كلها عناصر ساهمت في إخراج هذا العمل شديد التميز». ووصفت أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة عضوة اللجنة هدى وصفي، الرواية الفائزة بأنها «ترسم خريطة دقيقة لواقع مشحون بالخيانة والتفسخ والجحود. واقتحمت عوالم متعددة وصفتها بأدق المشاعر والانفعالات وولجت عالما روائيا جديدا ومختلفا من منظور ثقافية وانثروبولجي». ورأى رئيس المركز القومي للترجمة عضو اللجنة الناقد جابر عصفور في الرواية «تجربة ممتازة عن العلاقة بين الشرق والغرب، خصوصا وأنها لم تسر على التقاليد المسبوقة في تناول هذه العلاقة، إنما حرصت على أن تعطي وجها للشبه بين المقموعين في الوطن الأصل وفي المكان المضيف. ولذلك كان العالم الذي تصفه في الولاياتالمتحدة، هو عامل المهمشين الذي يوازي أمثالهم في الوطن الأم». ورأى عضو اللجنة الروائي والناقد المغربي محمد براده أن «الرواية اتخذت شكل رحلة مزدوجة إلى خارج الوطن والمنفى والمهجر، وفي الآن نفسه رحلة إلى أعماق الطفولة والمراهقة وبداية الشباب» معتبرا أن الرواية «تمتاز بلغة جميلة ودقيقة ومعبرة كما تتميز برسم شخصيات طريفة ودالة في لغة مقتضبة تترجم ما التقطته عين نافذة». وسلم رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة ديفيد ارنولد الجائزة إلى الفائزة وهي عبارة عن ميدالية ذهبية ومبلغ ألف دولار يتم تخصيصها من ريع كتب نجيب محفوظ التي يتولى قسم النشر في الجامعة ترجمتها ونشرها في لغات عالمية مختلفة. والروائية المصرية الفائزة ميرال الطحاوي ولدت في محافظة الشرقية لأسرة بدوية من قبيلة الهنادي. حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة العام 2006 واختارت الرحيل إلى الولاياتالمتحدة لتقوم بالتدريس بأحد جامعاتها. وصدر لها روايات «الخباء» و»الباذنجانة الزرقاء» و»نقرات الظباء» إلى جانب مجموعة قصصية «ريم البراري والمستحيل». أما الرواية الأخيرة «مرتفعات بروكلين» فصدرت العام الحالي عن دار مريت للنشر وقد اختيرت قبل أيام ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2011 (البوكر العربية) التي تتضمن ست روايات. من جهة أخرى، أشار مدير قسم النشر في الجامعة الأميركية إلى أن القسم توصل إلى ترجمة أكثر من 100 عمل خلال الفترة السابقة، ومن أهم ما ترجم ونشر خلال العام الحالي، خمس روايات لنجيب محفوظ هي «قشتمر» و»عصر الحب» و»الباقي من الزمن ساعة» و»قلب الليل» و»حب تحت المطر». واستطاع هذا القسم خلال عشرين عاما من توليه نشر أعمال نجيب محفوظ، إصدار حوالى 500 طبعة بأكثر من 40 لغة، في جميع أنحاء العالم، ووصل عدد الكتب المترجمة من تأليفه إلى 35 رواية، فضلا عن 7 مجلدات من القصص القصيرة والسيرة الذاتية.