تكريمات متوالية، مشاركة مغربية مثيرة للجدل وطلبة معاهد السينما يشرعون باب الأمل على مستقبل سينمائي مغربي واعد تكريم من على منصة قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات، هذه المنصة التي دخلت التاريخ من خلال قيمة وعدد نجوم السينما العالميين الذين توالوا عليها، من أمثال سيغورني ويفر، سوزان ساراندون، شون كونري، ليوناردو دي كابريو، بن كينغسلي وكريستوفر والكن، وقف مساء أول أمس الأربعاء نجم أمريكي آخر، هو هارفي كايتل لينضاف إلى لائحة مكرمي المهرجان الطويلة. ويعتبر هارفي كايتل الذي تسلم نجمة التكريم من يدي النجمة سوزان سراندون، من الممثلين غزيري الإنتاج، في الأدوار الثانية حيث تعامل مع مخرجين من كل الأنواع في أمريكا وأوروبا قبل أن يسطع نجمه خلال لسنوات الأخيرة في أدوار رئيسية. ووطنيا كرمت الدورة العاشرة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، بقصر المؤتمرات، كذلك، ذكرى الفقيد الحاج العربي الدغمي، مساء الثلاثاء الماضي، ومنحت نجلي الفقيد نجمة المهرجان تسلماها من يدي المخرج الأمريكي باري ليفينسون. وخلال نفس الأمسية تم أيضا تكريم المخرج محمد عبد الرحمان التازي، عن مجموع أعماله ورياديته في مجال الفن السابع في المغرب وتسلم النجمة الذهبية من يد الممثلة المصرية يسرا، التي ألقت كلمة نوهت من خلالها بهذا المخرج المغربي وبعطاءاته الغزيرة. هذا الأخير الذي كان جد متأثر إلى حد الإجهاش بالبكاء في هذه اللحظات، تحدث عن مفهومه للسينما وكذلك عن تجربته التي تتجاوز الأربعة عقود. ويعتبر التازي من المخرجين الذين يحرصون على توخي الجودة في إنتاجاتهم القليلة، وقد بدأ التازي مشواره بشريط «إبن السبيل», عن سيناريو لنور الدين الصايل، لعب بطولته الإعلامي المعروف علي حسن، وصولا إلى «البحث عن زوج امرأتي» و»لالة حبي» بطولة الفنان البشير سكيرج، و»جارات أبي موسى» للأديب المغربي أحمد التوفيق، وهو الشريط الذي كان من بين الأفلام المغربية التي عرفت نجاحا كبيرا. المشاركة المغربية يبدو أن المشاركة المغربية بل وحتى العربية في منافسات مهرجان مراكش الدولي للفيلم مازال ينتظرها الكثير لكي تشكل مشاركة فعلية في حلبة التباري، بالنظر إلى الفرق الشاسع بينها وبين ما يعرض من أفلام من حيث المستوى، فبعد مغامرة نرجس النجار بفيلمها «انهض يا مغرب» وتجربة الأخوين نوري السنة الماضية بشريطهما «الرجل الذي باع العالم»، مازالت السينما المغربية في مسابقات المهرجان وعلى عكس الواقع، تقدم نفسها باعتبارها سينما تجريبية غير واضحة الملامح وفي متاهة البحث عن الذات، وهذا أبسط انطباع يخرج به المشاهد من فيلم «أيام الوهم»، للمخرج طلال السلهامي، وإنتاج نبيل عيوش، بعد عرضه يوم الثلاثاء الماضي في إطار المسابقة الرسمية. وتدور أحداثه حول قصة خمسة شباب يجمعهم حلم الظفر بمنصب شغل لدى إحدى الشركات العالمية الكبرى التي أحدثت فرعا لها بالمغرب، وبحاجة إلى موارد بشرية بمؤهلات غير عادية, يحاول الفيلم مناقشة موضوع الطموح القاتل والأنا وغريزة البقاء والهواجس والمخاوف الإنسانية. «أيام الوهم» فيلم ذو وجهين، فهو من حيث تجسيده للحلم القاتل، يحيل بشكل كبير على الشريط الأمريكي « Le Trésor de la Sierra Madre «، للمخرج الأمريكي جون هيوستن، إنتاج سنة 1948، بينما في الوجه الآخر يحيل على الرعب الخيالي الشديد والعنف الدموي المقزز، في فيلم ستانلي كوبريك Shining إنتاج 1980 . عنف شديد وتغليب تناول العوامل والنوازع النفسية لشخصيات الفيلم وإقصاء مطلق للواقع وتمرد انهزامي في وجه الذات والآخر. قصة الفيلم توخت أن تكون قريبة من هموم الشباب خصوصا في الجانب المتعلق بالبحث عن شغل، لكن هذا الشباب في الفيلم ليس مغربيا وإن كان يتحدث الدارجة، وإن كان كل شيء يدور تحت سماء المغرب بمقدمته التي لا تتجاوز 3 دقائق في شوارع الدارالبيضاء، وبعدها فضاء صحراوي قاحل بورزازات، في محاولة تجريبية لصياغة حوار سينمائي مغلق داخل مجال مفتوح، حيث لم يكن موفقا بشكل كبير، لكن من باب الإنصاف، تجب الإشارة إلى أن بالفيلم جوانب مضيئة كالتحكم في أداء الممثلين، الذين بدوا متألقين كل حسب دوره عصام بوعلي (سعيد)، كريم السعيدي (هشام)، عمر لطفي (سمير)، مريم الراوي (أسية)، مصطفى الهواري (جمال)، إريك سافان ( ألكسندر جيرمان)، وإدارة الكاميرا عبر كادرات هائلة، ومؤثرات صوتية ومرئية بديعة، ولكن للأسف الشديد هذه المواصفات وحدها لا تكفي لصنع عمل سينمائي جيد ما لم يكن هناك تكامل بين جل العناصر. ومعلوم أن طاقم الفيلم الفني في معظمه مكون من الفرنسيين: فالموسيقى لكزافيي كولي، والمونتاج لنويمي مورو، بينما السيناريو وهو الجزء الأساسي في الفيلم من كتابة كريستوفر مورديلي، وربما هذا ما جعل من «أيام الوهم» فيلما دون شخصية أو هوية واضحتين. ومخرج الفيلم طلال السلهامي الذي ازداد بالعاصمة الفرنسية باريس سنة 1982, والذي بدأ حياته المهنية بالكتابة والإخراج وسنه لا يتجاوز 18 سنة، يعد من بين المخرجين الشباب الذين يشقون طريقهم في السينما الفرنسية, بعد تقديمه لمجموعة من الأفلام القصيرة من بينها فيلمه القصير الرابع سنة 2006 الذي حصد به مجموعة من الجوائز بعدد من المهرجانات العالمية. مستقبل واعد وجميل بدأت ترتسم معالم مستقبل السينما بالمغرب من خلال الدورة الأولى لمسابقة الأفلام القصيرة لطلاب مدارس السينما، وهي مسابقة عرفت إقبالا كبيرا سواء من حيث المشاركة أو من حيث عدد الجمهور الوافد عليها. وتضمنت هذه المسابقة الشبابية 14 مشاركة سينمائية قصيرة, تم انتقاؤها من بين مجموعة من الإبداعات توصل بها المهرجان لا تتجاوز مدتها 29 دقيقة, وقد صورت بكاميرا رقمية أو بشريط 16 ملم أو 35 ملم، وجاءت على الشكل التالي: «2=1=0» لريم مجدي، «أناروز» لسامية بولقايد، «مسودة» لعلاء أكعبون، «الشيخ» لسفيان شتين، «الاتجاه المعاكس» ليوسف مامان، «وأنا» لعمر البعيزي، «شطحة المعلقين» للمهدي عزام، «جندب الصغير» لعدنان بركة، «العرس» لعلاء الدين الجم، «أبيض وأسود» لطه لمباركي، «الجولة التي لا نهاية لها» لياسين بنجامع، «نحو حياة جديدة» لعبد اللطيف أمجكاك، و»من أنا» لعبد الرفيع العبديوي. فاز من بينها شريط غفوة للطالبة محاسن الحشادي بالنجمة الذهبية للمهرجان إضافة إلى جائزة مالية تشجيعية تقدر ب 300.000 درهم وهي منحة خاصة من الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وتهدف إلى الكشف عن مواهب جديدة من بين طلبة المدارس ومعاهد السينما بالمغرب، في تجربة رائدة تروم منح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين الشباب. وسلمت الفنانة الأمريكية إيفا منديس جائزة الفيلم القصير للدورة العاشرة لمهرجان مراكش الدولي للسينما للمخرجة الحشادي في حفل جمع عددا من السينمائيين العالميين. ويحكي الفيلم الفائز بالجائزة قصة فتاة تعتني بوالدها آخر أيامه وكيف كانت تهتم به حتى آخر رمق في حياته. وقال رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، السينمائي الألماني فولكلر شلوندورف، «إن هذه الجائزة تتفرد بميزتين، أولاهما أن الأفلام المشاركة في المسابقة كلها من إنجاز طلبة المدارس، والثانية أن المبلغ المخصص لها سيمكن الفائز بها من إنجاز عمل في ظروف مهنية لائقة. وأشاد فولكر شلوندورف بهذه المبادرة التي ستشجع الكفاءات الشابة بطريقة عملية. مشيرا - فيما يتعلق بالأفلام المشاركة في هذه المسابقة - إلى أنه بالإضافة إلى تميزها بالإبداعية، فهي مستلهمة في مجملها من المعيش اليومي، وأن ما يشكل عامل تلاحم بينها حضور المجتمع، الأسرة والدين. وتكونت لجنة تحكيم هذه المسابقة، بالإضافة إلى رئيسها، من هيام عباس (فلسطين) وكزافيي بوفوا وإيمانويل سينيي (فرنسا) وعادل الفاضلي (المغرب) ومرجانة ساترابي (إيران). ويمكن القول بأن فوز شريط المخرجة محاسن الحشادي لا يعني أن الأعمال المشاركة الأخرى كانت أقل مستوى، بل ثمة تجارب متميزة تؤكد وجود طاقة تخييلية وإبداعية وحكايات وطرق حكي مختلفة ومتميزة لدى الشاب. الفائز الوحيد هو مهرجان مراكش بتأسيسه لهذا التقليد الذي سيعتمد بشكل رسمي خلال الدورات القادمة، بل يجدر القول بأن مستقبل الممارسة السينمائية في المغرب سيكون في النهاية الفائز الحقيقي والوحيد. أصداء المهرجان الدولي للفيلم بمراكش دعم من أجل المشاهدة تكفلت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بمصاريف حوالي 100 من الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر من عشاق السينما من مختلف مدن المملكة, وذلك ما بين 6 و 11 دجنبر الجاري. وتندرج هذه المبادرة في إطار تقنية الوصف السمعي للأفلام التي تقترحها مؤسسة المهرجان تحت شعار «الكلمة من أجل المشاهدة» إذ سيتمكن المكفوفون وضعاف البصر من الاستمتاع بسبعة أفلام منها بالخصوص «السيمفونية المغربية» للمخرج كمال كمال. مائدة مستديرة نظمت يوم أمس الخميس بقصر المؤتمرات بمراكش مائدة مستديرة حول موضوع «دور السينما في ولوج المكفوفين وضعاف البصر إلى عالم المعرفة», من خلال تقنية الوصف السمعي. وشارك في هذه المائدة المستديرة مهنيون سينمائيون وصحفيون وعدد من المكفوفين وضعاف البصر, وأدارها الأستاذ الجامعي محمد الدكالي (كفيف), ورئيس مصلحة السمعي البصري في جمعية فالونتان هايو بباريس باتريك سوني. ماستر كلاس افتتح المخرج الأمريكي الكبير فرانسيس فورد كوبولا, يوم الثلاثاء الماضي, سلسلة دروس السينما التي دأب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على تنظيمها كل سنة. وقال مخرج ثلاثية «العراب» ، إنه سعيد بالمناظرة مع طلبة المعاهد السينمائية بالمغرب حول تقنيات السينما خاصة تقنيات السيناريو والتصوير وغيرها. وبالإضافة إلى فرانسيس كوبولا, سيلقي المنتجان البلجيكان جون بيير ولوك داردين والمخرج وكاتب السيناريو الكوري الجنوبي لي شونك دونك, بدورهم, دروسا في السينما. يشار إلى أن الماستر كلاس تقليد رسخه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش, حيث حاضر كل من مارتن سكورسيزي سنة 2007 وألفونسو كواروم وجيم جارموش وإمير كوستوريتسا سنة 2009.