نطالب بتخصيص «كوطا» للاستثمار النسائي داخل السياسات العامة الاستثمار شكل السوق الدولي الأول للاستثمار النسائي الذي أقيم بالدارالبيضاء، فرصة لتوسيع مشاركة المستثمرات أعضاء الاتحاد والمشاركين من مختلف التخصصات والخبرات الاقتصادية والمالية، العربية والدولية، في وضع إستراتيجية تحدد الأهداف والآليات بهدف تحقيق التنمية المستدامة، والاستفادة من التجارب الناجحة، والإطلاع على المعوقات التي تواجهها قصد فرز السبل القادرة على التغلب عليها، مع إيجاد آليات للتواصل من خلال شبكات لتبادل الخبرات، وإقامة مشاريع مشتركة، تدعم تكاملية العمل العربي المشترك بين الرجال وسيدات الأعمال والمستثمرات في الوطن العربي، وحث الفاعلين الاقتصاديين والماليين، وطنيا وجهويا ودوليا، على اتخاذ تدابير خاصة، من شأنها أن تساعد على تطوير وتشجيع الاستثمار. أسماء مهيب.. امرأة مغربية برهنت بالفعل والعمل على أن أي مجال تخوضه المرأة المغربية والعربية إلا وتكون السيدة المناسبة في المكان المناسب... مهيب، بالإضافة إلى إشرافها على تنظيم السوق الدولي الأول للاستثمار، هي أيضا رئيسة ممثلية اتحاد المستثمرات العربيات بالمغرب، وتشرفت أخيرا في الدورة الثامنة لمؤتمر اتحاد المستثمرات العربيات، بتوليها الرئاسة المركزية للاتحاد بمنطقة شمال إفريقيا. * بداية، ما هو الهدف الأساسي من وراء تنظيم السوق الدولي الأول للاستثمار بالدار البيضاء؟ - في إطار تفعيل التوصية المنبثقة عن المؤتمر الأخير المنعقد بالصخيرات، والذي حظي برعاية جلالة الملك محمد السادس والرئاسة الفعلية للأميرة الجليلة للا حسناء، والتي ارتكزت على عقد ملتقى دوليا للاستثمار النسائي سنويا بالمملكة المغربية، كما التمس المشاركين من خلالها أن يحظى هذا الملتقى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الفعلية لإحدى الأميرات الجليلات، (تنفيذا لهذه التوصية) نظمت الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب بالمملكة المغربية السوق (الملتقى) الدولي للاستثمار النسائي بالدار البيضاء، من 23 إلى 26 نوفمبر الماضي. ولكي نضع القارئ في الصورة العامة، وجبت الإشارة إلى أن الهدف من عقد هذا الحدث الدولي هو السعي لتوسيع مشاركة المستثمرات أعضاء الاتحاد والمشاركين من مختلف التخصصات والخبرات الاقتصادية والمالية، العربية والدولية، في وضع إستراتيجية تحدد الأهداف والآليات بهدف تحقيق التنمية المستدامة، والاستفادة من التجارب الناجحة، والاطلاع على المعوقات التي تواجهها قصد فرز السبل القادرة على التغلب عليها، مع إيجاد آليات للتواصل من خلال شبكات لتبادل الخبرات، وإقامة مشاريع مشتركة، تدعم تكاملية العمل العربي المشترك بين الرجال وسيدات الأعمال والمستثمرات في الوطن العربي، وحث الفاعلين الاقتصاديين والماليين، وطنيا وجهويا ودوليا، على اتخاذ تدابير خاصة، من شأنها أن تساعد على تطوير وتشجيع الاستثمار. وفي هذا الإطار، وسعيا منا إلى المساهمة في تكريس هذا المشروع الهام في إطار تفعيل استراتيجياتنا لتنمية الاستثمار العربي والتنموي الذي اعتمده مؤتمرنا الأخير، نظمت التمثيلية الدائمة بالمغرب والمغرب العربي لاتحاد المستثمرات العرب بالدار البيضاء، ما بين 23 و26 نونبر الماضي: (السوق) الملتقى الدولي الأول للاستثمار النسائي تحت شعار: الاندماج الاقتصادي: «أي آفاق للعالم العربي و الاستثمار؟»، حيث برمجت اللجنة العلمية للملتقى الدولي للاستثمار محاضرات، جلسات، مناظرات كبرى، موائد مستديرة وأوراش الخبراء يسهر على تنشيطها شخصيات وخبراء دوليون ووطنيون، بالإضافة إلى تنظيم سوق دائم للاستثمار أو بورصة الأعمال، ومعرض، ولقاءات الأعمال والزيارات. * ما هي التدابير والإجراءات المتخذة لتطوير وتشجيع الاستثمار النسائي؟ - في البداية، وجبت الإشارة إلى أن جميع الدول النامية اليوم، تتنافس من أجل جلب استثمارات خارجية من خلال توفير مجموعة من الحوافز والضمانات. وهدفنا كمستثمرات عربيات، أن نعمل على توحيد سياسات موحدة فيما يخص الاستثمارات النسوية، لذا نهدف من خلال هذا الملتقى دراسة الوسائل الكفيلة بالنهوض ومصاحبة المرأة المستثمرة، وخاصة العربية، والعمل على اتخاذ تدابير ملائمة لتشجيع الاستثمار النسائي. ونساهم بهذا الصدد، مع شريكنا «أوسد مينا» على إيجاد الحوافز التي يجب طرحها على الحكومات العربية وأصحاب القرار من أجل النهوض بالاستثمار النسائي. * ما هي القيمة المضافة التي أعطاها هذا السوق الدولي للاستثمار النسائي بالمغرب والعالم العربي؟ - الملتقى كان فرصة وأرضية لبحث قضايا كثيرة، من شأنها أن تشكل خارطة طريق لمحددات الاستثمار النسائي بالمنطقة وبحث الأوضاع الاقتصادية في أفق الأزمة المالية العالمية، فالملتقى كان منطلقا وأرضية للمستثمرات العربيات، إلى جانب المستثمرين من مختلف التخصصات والقطاعات والخبرات الاقتصادية والمالية، العربية والدولية، لوضع إستراتيجية تحدد الأهداف والآليات، وتشجيع دعم المرأة العربية نظرا لدورها الرائد كرافعة للتنمية في المنطقة، وأيضا بهدف تحقيق التنمية المستدامة، والاستفادة من التجارب الناجحة، والإطلاع على المعوقات، التي تواجهها، وتلاقح الأفكار والتجارب، من خلال شبكات لتبادل الخبرات، تدعم تكاملية العمل العربي المشترك بين الرجال وسيدات الأعمال والمستثمرات العربيات، وحث الفاعلين الاقتصاديين والماليين، وطنيا وجهويا ودوليا، على اتخاذ تدابير خاصة، من شأنها النهوض بالاستثمار في المنطقة. كما أنه في خضم أشغال الملتقى، نوقشت قضايا كثيرة في إطار ورشات وذلك بهدف تحفيز المستثمرات العربيات لإقامة مشاريع عربية وأجنبية، للاستفادة من التكنولوجيا العالمية، ودعم الجهود الهادفة إلى تنمية الاستثمار العربي بشراكة جهوية وإقليمية ودولية. * ما هي قراءتك لواقع الاستثمار النسائي في المغرب ؟ - لا أعتقد أن هناك تحديات خاصة يفرضها الواقع المرتبط بظروف المرأة وخصوصية حياتها وارتباطاتها الأسرية أو العائلية اليوم، والواقع أصدق قولا، إذ أصبحت لدى المرأة المغربية حظوظ أكثر في مجال الاستثمار، لكنها ما زالت لا تتجرأ على الدخول بقوة للقطاعات الكبرى. كما أن الحضور النسائي متمركز في قطاعات عديدة، حيث إن المقاولات المغربيات يستثمرن بالأساس، في الصناعة التقليدية والسياحة، كما أن مجال الاستثمار تطور بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مقارنة مع السابق، ثم إن هنالك توجها نحو تشجيع المرأة أكثر في مجال المقاولات، الذي دخلته أخيراً مجموعة من النساء، اللواتي كنّ في فترات سابقة غائبات أو مغيبات عن هذا المجال. ولكن ما يجب أن يسلط عليه الضوء اليوم، هو أن المرأة في حاجة إلى تقديم تسهيلات أكبر لها، سواء من طرف الإدارات أو البنوك، للتوسع في مجال الاستثمار، مما يحتم ضرورة فتح الأبواب أكثر أمام النساء. فقد أقررنا خلال مؤتمر الصخيرات بضرورة العمل على خلق صندوق عربي لدعم ومصاحبة المرأة المستثمرة، كما ما زلنا نطالب ب»كوطا» للاستثمار النسائي داخل السياسات العامة الاستثمار. * هل يمكن القول أن المستثمرة العربية استطاعت الصمود في وجه الأزمة العالمية وآثارها؟ - آثار الأزمة وانعكاساتها على اقتصاد الدول العربية متفاوتة، حيث إن الأزمة أثرت أولا وبشكل أكبر، على دول الخليج، في حين كان تأثيرها أقل حدة على الدول المغاربية. إن طبيعة المقاولات النسائية في العالم العربي تتميز باستثماراتها في ميدان النسيج والقطاعات الخدماتية، لكن ليست لدينا دراسات وأرقام تبين انعكاسات الأزمة على المقاولة النسائية العربية. وقد أبرزت بعض الدراسات الدولية أن المقاولة النسائية بصفة عامة تأثرت أقل من نظيرتها الذكورية. إن إنشاء اتحاد المستثمرات العرب من شأنه أن يلعب هذا الدور لاسيما أن هناك سيدات عربيات لهن رساميل مهمة، وبالتالي فهن تبحثن على توظيفه واستثماره. ومن هذا المنطلق، نشتغل لجلب الاستثمارات النسائية في البلدان العربية. الملتقى شعاره «الاندماج الاقتصادي العربي»، والكل يرى بأن الأقطاب الاقتصادية الكبرى هي الوسيلة الأنجع للتصدي للأزمات الاقتصادية والمالية. وبالتالي لا يمكن مناقشة الاندماج الاقتصادي دون الرجوع إلى مسببات الأزمة وانعكاساتها والحلول الممكنة، وكذلك الحكامة الدولية اللازمة. * على أي أساس حاز المغرب على شرف رئاسة تمثيلية الإتحاد في المغرب العربي؟ - لا يخفى على أحد الدور الريادي الذي يلعبه المغرب اليوم في المنطقة على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالمغرب اليوم، أرض اللقاءات المثمرة وفضاء للتظاهرات الدولية لما يحظى به من سمعة طيبة في كل المنتديات. وبالإضافة إلى الدور الذي لعبه المغرب في تنظيم السوق الدولي للاستثمار النسائي، وما أبان عنه من انضباط وحسن تنظيم، فضلا عن الخط التصاعدي الذي عرفه مجال الاستثمار النسائي في المغرب، وواقع المرأة المغربية على ضوء ما عرفته القضية النسائية من حركية وغيرها، فإن كل ذلك، يجعل من المغرب أهلا لهذا التكليف ولهذه المسؤولية.