أسدل الستار عن بطولة القسم الأول للنخبة بتتويج الوداد البيضاوي باللقب الثاني عشر في تاريخه بعد الفوز على الفتح الرياضي وهزيمة الرجاء أمام الجيش الملكي وتعادل الدفاع الحسني الجديدي، فيما من المحتمل أن يرافق لاتحاد الزموري للخميسات الجمعية السلاوية إلى قسم المظاليم. ويعتبر فوز الوداد البيضاوي ببطولة هذا الموسم حلقة أخرى تنضم لحلقات مضت عبر فيها الوداديون أنهم الأكثر إمكانيات، والأكثر تنظيما، ويعزى ذلك للظروف التي أنعمت عليهم في انتداب نجوم أضاءت وأبدعت وساهمت بقسط كبير في هذا الإنجاز. إذا مبروك لأصدقاء هشام اللويسي ومبروك للهداف بيضوضان وهنيئا للجماهير الودادية التي لم تبخل عن فريقها بالمساندة الكبيرة والرائعة طيلة دورات البطولة، سواء بمركب محمد الخامس أو خارج الدارالبيضاء. لقد فاز الوداد باللقب كفريق له تاريخ تليد وطنيا وقاريا وعربيا ودوليا، ولكن ماذا بعد الفوز؟. وماهو موقع مستوى كرتنا في خريطة العطاء والإبداع ومقارعة الجيران عربيا وقاريا، لكون بطولتنا مازالت لم ترق إلى المستوى المطلوب والعودة إلى سالف عهدها رغم الإمكانات الهائلة المرصودة لها. فالجامعة ما فتئت تخطيء ولا تريد أن تعترف بأخطائها، ولكن من البديهي ان يخطيء البشر، وهذا ليس عيبا، ولكن الكارثة الكبرى ان يخطيء العاقل والرزين ويسكت، بل يهرب من من خطئه ولا يريد أن يعترف به. لقد عاشت كرة القدم الوطنية موسما كله أخطاء، موسم تميز ببعض القرارات الغير الصائبة انعكست في مجملها على كرة القدم عموما والأندية على وجه الخصوص، خاصة على مستوى التحكيم الذي كان وراء تغيير نتائج بعض المباريات. كما أن المنتخبات الوطنية التي تعد بمثابة مرآة تعكس مستوى الأندية انسلخت عن أمجادها وتحولت إلى أشباح وجاءت نتائجها كارثية، ورغم ذلك سكتت الجامعة عن الكلام المباح، وصامت عن الدفاع عن مواقفها. ولعل الإيجاب في هذه البطولة أنها عرفت الإثارة والتشويق حتى آخر دورة من دوراتها بالرغم من ضعف المستوى العام لها، وقد استمرت الدورات الهيتشكوكية بين ثلاثة أندية هي الوداد والرجاء والدقاع الجديدي، ليحسم في نهاية المطاف على صعيد المقدمة ببتويج القلعة الحمراء باللقب، ونزول اتحاد الزموري للخميسات بعد صراع مرير مع فرق أولمبيك أسفي وشباب المسيرة والفتح الرياضي. وتبقى النقطة المضيئة في هذه البطولة الجماهير التي ساندت بكل ما لديها من وسائل التشجيع فرقها، بارغم من أنمها تطمح إلى متابعة بطولة سليمة ونظيفة من كل التلاعبات والبيع والشراء. وتبقى النقطة السوداء داخل هذه البطولة هو التحكيم باعتباره القشة التي قسمت ظهر البعير، فالحكام بالحجة والدليل والبرهان مارسوا تعسفات في حق بعض الفرق ولاعبيها، ومع ذلك لم تتخذ في حقهم عقوبات زجرية رادعة. خلاصة القول، فقد أسدل الستار على بطولة عرفت العديد من العيوب، لذا يجب وضع نظام بناء وقانون متماسك، خصوصا ان الإقصائيات مقبلة ونحن في حاجة لأندية قوية تمثلها قاريا وعربيا أحسن تمثيل، وفي حاجة إلى مسيرين أكفاء ونظيفين وشرفاء، وفي حاجة على حكام نزهاء، وفي حاجة إلى الإخلاص لمبادئنا وأخلاقنا والروح الرياضية.