بعد تجاوزه في نصف نهاية كأس الاتحاد الافريقي في كرة القدم للفريق العنيد الاتحاد الليبي وتأهله عن جدارة واستحقاق لنهاية هذه المسابقة الافريقية لأول مرة في تاريخ النادي العريق نادي اتحاد الفتح الرياضي، يكون هذا الفريق قد خطا خطوة هامة لإحراز هذا اللقب القاري الغالي الذي سيعزز لامحالة خزانة الفتح المتلئلئة بأربع كؤوس للعرش لسنوات 1968 و1974 و1977 و1995. لنكن منطقيين مع أنفسنا فكل الجمهور الرياضي المغربي والفتحي منه على وجه الخصوص وكذا المتتبعين والأخصائيين والمحللين الرياضيين، لم يكن يراهن على صمود الفتح في هذه المنافسة القارية المليئة بالمخاطر، وظل الممثل الوحيد للمغرب فيها بعد أن تهاوت كل الأندية الوطنية المشاركة في هذه المسابقة ومثيلتها عصبة الأبطال، الواحد تلو الآخر وبالضبط في الأدوار التمهيدية، علما أن الجميع يصف الأندية المغادرة مبكرا في تعليقاته وتحاليله بأنها الفرق التي تجر قاطرة كرة القدم المغربية..!! قد سبق للمدير العام لنادي اتحاد الفتح الرياضي حسن مومن أن صرح منذ أكثر من سنة ونصف في حوار مطول مع «بيان اليوم»، بأن مجيئه رفقة اللاعب الدولي السابق للفتح عموته للإشراف تقنيا على هذا النادي، كان بعد حصول اتفاق من أول أهدافه باعتباره الفريق الأول لعاصمة المملكة ووفق طموحات المكتب المسير، أن يعود إلى التوهج وحصد الألقاب على الصعيدين الوطني والقاري - انتهى كلام حسن مومن -، لكن من سمع هذا الكلام في تلك الآونة. لم يكن يعتقد أن قطف وجني الثمار سيكون على المدى القريب بل البعيد وبعد مرور على الأقل ثلاث أو أربع سنوات، لكن بعدما لعب الفتح نهاية كأس العرش للسنة المنصرمة ضد فريق الجيش الملكي وانهزم بالضربات الترجيحية وتأهله هذه السنة إلى نهاية نفس الكأس والتي سيخوضها ضد المغرب الفاسي وظهرو بمستوى جيد في البطولة الوطنية لهذا الموسم ووصوله لنهاية كأس الكاف بعد أسبوعين، يكون الإطار التقني المتكون من حسن مومن وزميله عموته قد حققا للفريق الرباطي نسبة مهمة من الأهداف والغايات المرسومة. وأكيد أن العمل التقني الجيد لم يكن ليظهر بالصورة التي عاينها الجمهور الرياضي المغربي من خلال حماس اللاعبين ولعبهم بقتالية قل نظيرها حتى في منتخبنا الوطني داخل وخارج أرض الوطن، وراءه عمل إداري احترافي صرف للمكتب المسير للنادي الذي يوفر كل المتطلبات المادية والمعنوية واللوجستيكية. ولج فريق الفتح الرباطي عالم المقاولة الرياضية من بابه الواسع، ولربما سيكون هو الفريق المغربي الأول الذي سينسجم بسرعة مع نظام الاحتراف الذي سيطبق انطلاقا من الموسم الرياضي المقبل. على ضوء هذه النتائج الإيجابية لهذا النادي العريق الذي تأسس إبان فترة الحماية من طرف الوطنيين الأحرار وبالضبط سنة 1944، لن يرض جمهور الفتح العريض خارج الملاعب والقليل في المدرجات ومعه الجمهور الرياضي المغربي المطالب في الفترة الحالية بمساندة ممثل المغرب في نهاية الكاف، سوى بالفوز بهذه الكأس الإفريقية الثمينة، لأنه تبين من خلال عطاءات لاعبي الفتح أنهم تأقلموا مع أجواء المباريات في الأدغال الإفريقية، وليسوا أقل مستوى من منافسيهم، بل قادرون على رفع التحديات وتحقيق المبتغى بالحصول على لقب جديد للكرة المغربية في هذه المسابقة بعد الكوكب المراكشي والرجاء البيضاوي والجيش الملكي، وذلك لرابع مرة في تاريخ المشاركة المغربية. نعود لنؤكد أنه منذ عدة سنوات لم تذق الأندية الوطنية طعم الفوز على العديد من الأندية المغاربية والعربية والافريقية، الشيء الذي حققه الفتح في هذه المنافسة الافريقية، حيث فاز على الصفاقصي التونسي بالرباط والاتحاد الليبي في بنغازي وعلى حرس الحدود المصري ذهابا وإيابا نفس الشيء بالنسبة لزاناكو الزامبي، وبذلك يكون نادي اتحاد الفتح الرياضي قد أعاد الاعتبار لكرة القدم المغربية مغاربيا وعربيا وإفريقيا، وحظ سعيد للفتح في نهاية كأس الكاف التي ستجري مباراة ذهابها على أرض المغرب يوم 27 و 28 من الشهر الجاري.