منحت جامعة (باريس أويست نانتير لا ديفانس)مؤخرا, الدكتوراه الفخرية لرئيسة جامعة الحسن الثاني بالمحمدية السيدة رحمة بورقية, وذلك اعترافا بجهودها في مجال البحث في العلوم الإنسانية, وانخراطها في المجتمع المعاصر. وقد تم تسليم هذه الشهادة الجامعية الفرنسية الرفيعة لعالمة الاجتماع والانثروبولوجية المغربية في حفل رسمي بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس هذه الجامعة. وحظيت البروفسورة بورقية بهذا التكريم إلى جانب أربع شخصيات دولية أخرى, من بينها المخرج الإيراني الشهير محسن مخملباف, والأمريكية سونيا سوتومايور, التي تعد من بين القضاة التسعة في المحكمة العليا بالولاياتالمتحدة, والناشطة المناهضة للعولمة والمهتمة بالبيئة الهندية فاندانا شيفا. وخلال تقديمها للمكرمين, قالت رئيسة جامعة نانتير, إن تكريم هذه الشخصيات الخمس, بغض النظر عن مسارهم الأكاديمي, يأتي «اعترافا بأعمالهم الرامية إلى تعزيز قيم الجامعة, وإسهاماتهم في عالم الفكر والثقافة والفنون والعلوم». ومن جهته, أشاد الأستاذ رايموند جامو مدير الأبحاث بالمركز الوطني للبحث العلمي بباريس, بالسيدة بورقية باعتبارها «باحثة مشهود لها بكفاءتها», وكفاعلة منخرطة في تحسين وضعية المرأة, وكمسؤولة عن جامعة مغربية, مشيرا إلى أن السيدة بورقية هي فيلسوفة وسوسيولوجية وأنثربولوجية في نفس الوقت. وأضاف أن العمل العلمي الذي تقوم به رحمة بورقية أظهر «كيف يمكن وينبغي لمجتمع ودولة لهما أكثر من ألف سنة أن يتطورا, وينفتحا على العالم الخارجي, مع احترام تقاليدهما وخصوصياتهما الاجتماعية ». وخلص إلى أنه « إذا كانت بورقية قد ساهمت في تحسين وضعية المرأة بالمغرب, فإنها هي بنفسها تقدم الدليل على أن المرأة المغربية بإمكانها الولوج إلى أسمى الوظائف العليا بالجامعية ». ومن جانبها, أكدت الأستاذة بورقية أن «هذا التكريم يعد مصدرا للتحفيز لمواصلة الطريق الذي سطرته من أجل استكمال مهمتها والمساهمة بكل تواضع في الأوراش الاستراتيجية للمغرب». وقالت «إن التشريف الذي حظيت به من قبل هذه الجامعة يعد, بكل تأكيد, شهادة اعتراف بمسار حياة أكاديمية ومهنية, لكن هذا الاستحقاق لا ينبغي أن يدفعني بتاتا إلى الإحساس بالفخر, والنسيان بأن ما وصلت إليه اليوم, وإن كان قد تحقق بالعمل والالتزام, فإنه يظل أيضا رهينا بأشخاص آخرين ساندوني». وتتوفر رحمة بورقية, التي ولدت سنة 1949 بالخميسات, على تكوين في الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا. وقد حصلت على إجازة في الفلسفة ودبلوم الدراسات العليا المعمقة في علم الاجتماع في التنمية, ودكتوراه السلك الثالث في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط. كما ناقشت دكتوراه في علم الاجتماع بجامعة مانشستر حول موضوع «الدولة والمجتمع القروي», وحصلت على جائزة (مالكولم كير) لأفضل دكتوراه بالولاياتالمتحدة سنة 1988, والتي تمنحها الجمعية الأمريكية للدراسات حول المغرب العربي والشرق الأوسط. وللباحثة رحمة بورقية قائمة طويلة من المراجع والمقالات التي نشرت باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية, والتي تشمل العديد من المجالات. فبالإضافة إلى «الدولة, السلطة والمجتمع», فإن لها عدة مؤلفات حول المغرب العربي والنساء (1991), و»النساء, ثقافة ومجتمع المغرب العربي» (1995), و»المرأة الخصوبة» (1999). وكانت الأستاذة رحمة برقية قد حصلت على جوائز دولية أخرى, من بينها الدكتوراه الفخرية لجامعة إنديانا (الولاياتالمتحدة), ثم لجامعة لييج (بلجيكا).