عقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ندوة صحفية لعقد الصلح بين الوداد الرياضي وشباب الريف الحسيمي على هامش مبارتي نصف نهائي كأس العرش بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، بحضور رشيد الوالي العلمي و ممثلين عن الفريقين. وصرح الوالي العلمي عقب هذه الندوة، أن أحداث الشغب التي عرفها ملعب ميمون العرصي لا تمت بصلة بالرياضة، كما أنها تقع في جميع بطولات العالم، حتى الأوربية التي تشهد مثل هذه الأحداث، لكن المهم هو أن نعيد الحياة إلى العلاقة الأخوية والروح الرياضية بين العائلتين الريفية والودادية، لأنه تربطهما علاقة أخوة قبل كل شيء، وبصفتنا مسؤولين على الجهاز الوصي سنتصدى لمثل هذه الأعمال، وسنصدر عقوبات قاسية في حق مثيري الشغب في جميع الملاعب الوطنية. يتضح من خلال هذا أن الجامعة لن تتساهل مع مثيري أعمال الشغب، خصوصا بعد القرار الذي كانت قد أصدرته الجهات المختصة بمنع القاصرين من ولوج الملاعب الكروية، لكن مفعوله مازال يراوح مكانه، ذلك أن مثيري هذه الظاهرة سواء داخل الملعب أو في محيطه هم من الفئة السالفة الذكر التي أصبحت القوة الضاربة التي باتت تحدث الرعب في ملاعب كرة القدم. كما أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وجدت نفسها في حرج كبير إزاء ما حصل من أحداث شغب، وهي التي رفضت بإجراء المباراة في ملعب لم تكتمل مواصفاته الأمنية ومعايير مطابقته للسلامة. علما أن الشرارة الأولى جاءت من خارج الملعب، حيث قام بعض المشجعين الذين لم يتمكنوا من الدخول إلى الملعب برشق المدرجات بالحجارة مما أدى إلى حصول المواجهات الدامية بين أنصار الفريقين. فالجامعة أخطأت التقدير في برمجة المباراة بالملعب الجديد، وضد فريق يتوفرعلى قاعدة جماهيرية كبيرة، إضافة إلى ضعف الحضور الأمني، وهي عوامل ساهمت بشكل كبير في إثارت أحداث أعمال الشغب التي كانت تؤدي إلى كارثة أكثر من التي وقعت لولا توقيف المباراة من طرف الحكم الرويسي الذي أنقذ الموقف. هذا يتضح أن الجامعة هي السبب الرئيسي في الأحداث التي عرفها ملعب ميمون العرصي، وغيرها من الملاعب الوطنية التي أصبحت تشهد عمليات التكسير والتراشق بالحجارة، وهذا ناتج عن الأعداد الكبيرة التي أصبحت ترافق بعض الأندية في رحلتها إلى مختلف المدن، خصوصا فريقي العاصمة الإقتصادية، وما تخلفه من اصطدامات دامية في بعض الأحيان مع الجماهير المضيفة نتيجة تبادل السب والشتم وما على ذلك... بعيدا عن العقوبات التي ستصدرها اللجنة التأديبية التابعة للجامعة في حق المتسببين في أعمال الشغب خلال مباراة الحسيمة، يجب أن تكون هذه القضية درسا للجميع حتى لاتتكرر مثل هذه الأحداث التي أصبحت تخدش الصورة الجميلة التي كانت تعرف بها كرة القدم الوطنية في الماضي. إذا، هناك خلل ما داخل المنظومة الكرة الوطنية، لأنه من غير المعقول أن يتكرر نفس السيناريو خلال كل مباراة، وكأن المنظمين عن الملاعب وكذا الأجهزة الأمنية لاتقوم بعملها على ما يرام، وأصبحنا نشهد أن الملاعب تتحول عند نهاية كل أسبوع لمعارك حربية بين مجموعة من المتهورين من أجل إفراغ مكبوتاتهم وحقدهم الإجتماعي خاصة من خلال التكسير والسرقة وغير ذلك. يمكن القول أن المساعي التي قامت بها الجامعة بعقد صلح بين مسؤولي الوداد وشباب الريف الحسيمي كانت فرصة مناسبة لنزع فتيل الغضب التي تركته مباراة الفريقين من جرح غائر في نفوس المهتمين بالشأن الرياضي، خصوصا أن هذا دليل على اعتراف الجامعة بخطئها، لأن التوقيت الذي اختارته من أجل افتتاح ملعب ميمون العرصي لم يكن مناسبا. نتمنى أن تقوم الجامعة بقرارات جريئة لاجتثات هذه الآفة التي أصبحت تضر بالممارسة الرياضية ببلادنا، وأن تضرب بقوة على أيدي المتسببين فيها حتى لايتكرر سيناريو الحسيمة مرة أخرى.