مغاربة مليلية المحتلة يرون في الزيارة أملا لنقل معاناتهم إلى العالم وكسرا للتعتيم الإعلامي الإسباني في خطوة غير مسبوقة، توجه وفد صحافي يمثل مختلف المنابر الإعلامية المغربية، إلى الثغر المحتل مليلية، في محاولة لتوجيه إشارات إلى الحكومة الإسبانية، تذكرها بأن الصحافة المغربية لم تنسى المواطنين المغاربة في مليلية، وأن نقل معاناتهم إلى أبعد الحدود، يشكل أمانة التزم بها الصحفيون المغاربة. فالأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينةالمحتلة، دفعت الجسم الصحفي للوقوف عن كثب على أسباب الحركة الاحتجاجية التي شهدتها المدينة في الأيام الأخيرة، حيث بلغت نسبة البطالة منذ عدة سنوات إلى مستويات عالية جدا. ولم يترك الوفد المغربي الفرصة تمر دون زيارة الشاب سفيان أعمار منصور البالغ من العمر 18 سنة، القاطن رفقة أسرته بحي «قامايو» بمليلية المحتلة، والذي سبق وأن تعرض لاعتداء عنصري متمثل في إصابته بطلقة نارية من الرصاص الحي أثناء احتجاجه رفقة مجموعة من الشباب والمطالبة من المندوبية الحكومية بالمدينة السليبة، بإدراجهم في قائمة التشغيل التي استهدفت المواطنين الإسبان فقط. وفي سياق ذلك، قال يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة، إن التعتيم الذي يمارسه الإعلام الإسباني والتجائه إلى تشويه الحقائق، بالإضافة إلى التقصير الكبير لوسائل الإعلام الوطنية، دفعنا إلى التوجه إلى الثغر المحتل للوقوف على ما يجري بالمنطقة، ومعاينة الوضعية المزرية التي يعيشها المغاربة في مجموعة من الأحياء الهامشية. وشدد مجاهد في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، على ضرورة فتح مكاتب للمنابر الإعلامية، في كل من سبتة ومليلية المحتلتين، لتكون قريبة من الأحداث الواقعة وكسر التعتيم الإعلامي الممارس من قبل السلطات الإسبانية. هذا وشكلت الزيارة التاريخية للوفد الصحافي فرصة مناسبة للاستماع إلى شهادات تشخص الوضعية الاجتماعية للمواطنين المغاربة القاطنين بمناطق أرادت منها الحكومة المحلية أن تعيش الحرمان والتهميش، فالصورة هناك مختلفة، إذ تفتقر تلك المناطق لمجموعة من التجهيزات الأساسية التي تتميز بها باقي الأحياء التي يقطنها الإسبان بمدينة مليلية السليبة. وفي تصريحاتهم لمختلف وسائل الإعلام المغربية، أعرب مجموعة من المواطنين المغاربة عن استنكارهم الشديد إزاء الممارسات العنصرية الممارسة ضدهم إلى جانب حرمان الشباب المغربي بالثغر المحتل من فرص الشغل وظروف الحياة الكريمة، وهو ما أكده مجموعة من الشباب العاطل بمليلة والذين أعربوا عن استعدادهم لمواصلة الاحتجاج بشتى أشكاله والنضال من أجل الحق في الشغل. فالمهمشون المغاربة في مليلية المحتلة، رؤوا في هذه الزيارة بصيص أمل يكسر جليد التعتيم الشامل الذي يمارسه الإعلام الإسباني، في معالجة قضاياهم، ومتمنين من الإعلام المغربي الدخول بقوة إلى ساحة المعركة، ونقل معاناتهم إلى العالم.