يبدو أن المنشط التلفزيوني عماد نتيفي، قد وجد ملاذه وضالته في البرنامج الفني الأسبوعي «سهران معك الليلة» الذي تبثه القناة الثانية للتلفزة المغربية، منذ شهور عدة. تدرج نتيفي بمجموعة من البرامج التلفزية بالقناة نفسها، وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى باعه الطويل في التنشيط الثقافي، وبالنظر كذلك إلى أن لكل برنامج عمر افتراضي معين، وتلك سنة الحياة الاعلامية. غير أن ما يجمع بين جل البرامج التي نشطها نتيفي حتى اليوم، يجمع بينها خيط ناظم هو الفن، وبصفة خاصة فن الطرب والغناء، مع الانفتاح في بعض الحالات على التنشيط الفكاهي. إن حرص عماد نتيفي على تنشيط نوع معين من الفنون دون غيره، طيلة مسيرته الاعلامية، ينم عن وعيه بأن التخصص غالبا ما يعطي الثمار المرجوة. لقد سمح له تخصصه في تنشيط البرامج الغنائية، الإحاطة بهذا الفن ونجومه، سواء داخل الوطن أو خارجه. فلا تكاد حلقة من حلقات البرنامج الذي يتواصل بثه راهنا، ليلة كل سبت بالقناة الثانية، تحت عنوان «سهران معك الليلة»، لا تكاد تخلو حلقة من حلقاته من حضور مطربين من دول الخليج والشرق العربي عموما، فضلا عن الفنانين المغاربة من أجيال مختلفة، مع تخصيص فقرة للاحتفاء بوجه فني بارز، حيث يقوم منشط البرنامج بمحاورته بأسلوب تلقائي صريح، إلى حد أن بعض الأسئلة التي يلقيها عليه، تأخذ طابعا حميما. من خلال مختلف البرامج التي أعدها ونشطها نتيفي، حتى اليوم، يتبين شغفه بالعمل الاعلامي المركب، هذا العمل الذي يتطلب انجازه الاعتماد على سيناريو مؤلف بدقة وباحترافية، وبعيدا عن الارتجالية، وبات متمرسا على ذلك، حيث أن فقرات برنامجه، تمر بسلاسة ومرونة، وحيث أن المشاهد، لا يكاد يشعر بالملل وهو يتابع منتوجا إعلاميا تفوق مدته الساعة والنصف. وبالرغم من وقوعه في بعض اللحظات المربكة التي يزجه فيها الضيوف المشاغبون؛ فإنه عادة ما يتمكن من الخروج من حالة الارتباك هاته، دون أن يلفت انتباه متتبعيه، معتمدا على خبرته وحنكته في إدارة هذا النوع من البرامج. يتسلح بالابتسامة المعبرة، التي يزرعها في كل فجوة من فجوات برنامجه، أو كلما استدعت اللحظة ذلك، ابتسامة صريحة وغير مجانية، وإذا فتشنا في ثناياها لا نلمس فيها أدنى نفاق. غير أن ما يعاب على هذا الإعلامي الطموح، أنه يستضيف في العديد من المرات، فنانين مغمورين، في الوقت الذي يسعى فيه المشاهد إلى متابعة النجوم ،ولعل حسن نية نتيفي، في العمل على إتاحة الفرصة والمجال للأصوات التي تغيبها الظروف عن المشهد الإعلامي،من أجل البروز والتأكيد على قدراتها الفنية، يشفع له في ذلك، سيما وأن خريطة برامج التلفزة المغربية، تفتقر إلى حصص خاصة بهذه الفئة من الفنانين الصاعدين أو سيئي الحظ مع الشهرة.