تنفيذ قرار الإفراغ في حق مجموعة من سكان حي مطار آنفا بالدارالبيضاء قامت القوات العمومية صبيحة يوم الأربعاء الماضي، بتنفيذ قرارات الإفراغ في حق خمسة أسر من سكان حي المطار آنفا بالدارالبيضاء، بعد أن رفع صندوق الإيداع والتدبيردعاوي الإفراغ في حقهم، في وقت سابق، بدعوى احتلالهم للعقار الذي تقطن به 254 عائلة. وكان السكان قد نظموا في وقت سابق عدة وقفات احتجاجية، عبروا فيها عن رفضهم للقرارات القضائية الإستعجالية القاضية بإفراغهم، لكون المنازل التي يقطنونها، حسبهم، لا تدخل في إطار السكن الوظيفي التابع للأملاك المخزنية وغير القابل للتفويت، وأنهم سكنوا هذا الحي منذ نصف قرن تقريبا، وكانوا يؤدون واجبات الكراء المستحقة وأنهم نالوا موافقة التمليك لمنازلهم منذ سنة 2001 خلال اجتماع عقد بإدارة الأملاك المخزنية. ويقطن بهذا الحي، العاملون بقطاعات الطيران المدني والأرصاد الجوية والقواعد الجوية، وهم إما موظفون أو متقاعدون، وأغلبهم تقنيون ومهندسون عملوا أوما زالوا يعملون بالقطاعات المذكورة. تجدر الإشارة، أن عشرات من قرارات الإفراغ، صدرت في الأسابيع الأخيرة، ضد السكان، وأنه في الوقت الذي كان فيه السكان يتهيؤون لإبرام عقود البيع، بعد أن حددت اللجنة الإدارية للخبرة أثمنة تلك المساكن، بتاريخ 19 أبريل 2005، فوجئ الجميع، بعد ذلك برد وزارة المالية والخوصصة بمجلس النواب عن سؤال حول موضوع مآل حي مطار آنفا، أن «حي المطار آنفا، المعني بالتفويت يخضع للدراسة ضمن مشروع تهيئة منطقة آنفا وبالتالي توقيف عملية تفويت المساكن المذكورة إلى حين استكمال الدراسة الشمولية من طرف الجهات المكلفة بهذا الملف». لكن يبدو أن الرياح جرت بما لاتشتهيه السفن، فعوض أن يحتضن هذا المشروع سكان الحي، لأحقيتهم في الاستفادة منه كانوا أولى ضحاياه. وفي نفس الإطار، ذكر صندوق الإيداع والتدبير في بلاغ له، أن تنفيذ قرارات الإفراغ هذه، جاءت بعد أن استنفذ الصندوق جميع المحاولات من أجل إيجاد صيغة توافقية، دامت زهاء ثلاث سنوات من المفاوضات مع ساكنة الحي بحضور السلطات المحلية، وبعد العديد من التنازلات التي قدمتها إدارة الصندوق، والمتمثلة في تخصيص بقع أرضية بدار بوعزة أو بحي النسيم إسلان بأثمنة رمزية أدنى بكثير من الأثمنة المخصصة للعموم أو تقديم تعويض جزافي نقدا. وأضاف ذات البلاغ، أن 147 من الأسر القاطنة بالحي (من أصل 254)، التي وافقت على أحد الاقتراحين السابق ذكرهما،» أخلت مساكنها بصفة نهائية، في حين تعنت ما تبقى من الأسر برفضها رفضا باتا جميع الحلول المقترحة»، مشيرا في الوقت نفسه، أن تواجد هذه الدور السكنية يعرقل سير الأشغال الجارية لإنجاز كل من، المشروع الاستراتيجي الدارالبيضاء أنفا ومشروع طرمواي الدارالبيضاء، الذي سيخترق خطه الأول الوعاء العقاري للحي المذكور بكامله.