يحتضن المركب الثقافي وقاعة البلدية من 11 إلى 14 نونبر 2010 الدورة السابعة لملتقى إيموزار كندر لسينما الشعوب، الذي ينظمه سنويا نادي إيموزار للسينما بدعم من المركز السينمائي المغربي والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبتعاون مع عمالة إقليمصفرو والمجلس البلدي وجمعية الركاب للسينما والثقافة من فاس وجهات أخرى . يتضمن البرنامج العام لهذه الدورة الجديدة عدة فقرات من بينها : المسابقة الثانية للأفلام الأمازيغية القصيرة وعروض لأفلام مغربية وكندية وتونسية وجزائرية وفلامانية وتوقيع للإصدار الرابع من إصدارات النادي السينمائي بعنوان « التأسيس الثقافي للسينما الوطنية بالمغرب « (2010) وندوة حول موضوع « الذات والآخر في السينما المغاربية « يشارك فيها نقاد وباحثون من المغرب وتونسوالجزائر ويحضرها المخرج السينمائي التونسي المتميز رضا الباهي . فيما يلي أرضية هذه الندوة التي أعدها حميد اتباتو الذات و الآخر في السينما المغاربية يعد الحديث عن إشكالية الذات والآخر من صميم حديث الهوية، وتعد الهوية كما «الآخر « والذات» من بين مفاهيم الفكر الأساسية التي تم الإنطلاق منها لمساءلة وضعيات عديدة في الفكر والواقع كما تعددت النظرة إلى هذه المفاهيم جميعها إضافة إلى العلاقة في ما بينها تبعا لطبيعة المنطلقات النظرية والمرجعيات التي تتكئ عليها كل قراءة، وتماشيا مع التصور المؤطر للنظر لمفهوم الذات ومفهوم الآخر، ولكيفية التعالق بينهما داخل هوية فرد، مجتمع أو تجربة ثقافية فنية. لقد وفرت إشكالية الذات والآخر الأرضية الموضحة لرؤى تختلف إلى هذا الحد أو ذاك حد التناقض، فيمجد بعضها الكينونة الخاصة ويذهب طرف ثالث إلى تنسيب النظر إلى الذات وإلى الآخر فيما يفهم توجه رابع إشكالية الذات والآخر كانزلاق إلى مواقع المهيمن وتعبير عن مأزق التفكير المنتج لمثل هذه الإشكاليات الخاطئة الخ. والأساسي في كل هذا هو بروز وجهات النظر هاته لأنها تعين معنى الذات ومعنى الآخر وتعين ماهية كينونة ما وكل ذلك انطلاقا من مواقع مختلفة يهم كثيرا التعرف على منطلقاتها .وإذا كان من الطبيعي أن يتضخم الحديث عن الذات والآخر عن الهوية في مجتمع ما أثناء اهتزاز مشروعه الحضاري،واصطدام شعبه بواقع الإنتكاس الذي لا يرتفع، فإنه من الضروري أن تطرح إشكالية الذات والآخر في كل حقول المجتمع، وذلك لأن انتكاس المجتمع يعني بالضرورة انهيار مساعي التقدم داخل حقوله ومنها حقل الثقافة والفن، حيث لا يمكن عزلها في قراءة نهوض المجتمع أو انهياره . ولأن واقع مجتمعاتنا المغاربية تعيش الكثير من وقائع السقوط، على الرغم من كل نوايا التقدم المعلنة بصدق أو سوء نية وتقدير، نفترض أن يكون لنقاش محور» الذات والآخر في السينما المغاربية» قيمة في هذه المرحلة، ولهذا بالضبط اقترحناه للدورة السابعة من مهرجان إيموزار لسينما الشعوب الذي ينظمه نادي إيموزار للسينما ما بين 11 و 14 نونبر2010. إن التفكير في إشكالية «الذات والآخر» من داخل حقل السينما المغاربية هو مساءلة لهوية هذه السينما، ولمرجعياتها، ولآفاقها كذلك .إنه مدخل آخر لقراءة خصوصية التراكم المحقق، والوقوف عند ثوابته وابدالاتها، وعند طبيعة ما تفرضه المثاقفة داخل كل هذا، وماهية طبيعة المقترحات الخاصة لإغناء التجربة السينمائية الكونية .أكثر من هذا، فنقاش السينما المغاربية من مدخل الذات والآخر هو محاولة لحصر نوع الوعي الإجتماعي والسياسي والفني المهاجر في ممارستنا الثقافية وأهم الأطر الفاعلة فيه،وتوضيح مدى اختراقه بالنظرات النكوصية أو التغريبية أو المستلبة أو المجنونة أو المتوحشة الخ. وهو كذلك مناسبة لنقض منزلقات وجهات النظر، وتوضيح صلابة أو هشاشة قناعتنا بصدد القبول بالآخر وبالذات ومدى أهلية سينمانا لترجمة قناعة القبول بالإختلاف والعمل من أجل تحقيق ذلك خدمة لحضورنا الفاعل داخل قارة الثقافة الكونية . نظن أن السينما المغاربية وفرت ما يكفي من أعمال وإبداعات تجيب عن كل هذا، وهذا بالضبط ما نمثل له بأفلام عبد الرحمان سيساكو ومحمد هندو وسيدنا سوخنا من موريطانيا، وأفلام رضا الباهي ونوري بوزيد وخالد غربال من تونس، وأفلام محمد الزموري ومرزاق علواش وعز الدين مدور من الجزائر، وسهيل بنبركة، ونور الدين الخماري وعبد الرحمان التازي من المغرب. أكثر من هذا فصورة الذات كما صورة الآخر هما أهم ما يتم الإشتغال عليه في كل السينما المغاربية، ولا يكون الآخر هنا بالضرورة شيئا خارجا عن الذات، كما تكون الذات آخرا في سياقات محددة وهنا تتداخل الحدود بين الذات وبين الآخر وهو ما تعكسه السينما المغاربية في الكثير من تجاربها، ولهذا اقترحنا هذا المحور في مهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر وأملنا أن نجعل من الندوة فرصة إضافية لمساءلة التباسات الذات والآخر والعلاقة بينهما، والتباسات الهوية في السينما المغاربية، وأن توضح مداخلات المشاركين بعضا من هذا اللبس وأن تدفع بحرقة السؤال أكثر بغاية البحث عما ينقض بعض الرؤى المأزومة واقتراح ما يخلخل اليقيني بصدد أشياء تخص الهوية الفكرية والجمالية للسينما المغاربية بل بصدد حتى مشروعية مثل هذا المحور الذي نقترح له مداخل لمناقشته منها: حدود الذات وحدود الآخر في السينما المغاربية؛ صورة الآخر في السينما المغاربية؛ رؤية الذات في السينما المغاربية؛ السينما المغاربية أي هوية ؟ مرجعيات السينما المغاربية؛ تجليات الأثر المهاجر في السينما المغاربية ؛ مواصفات الذات والآخر في تجارب سينمائية مغاربية،( تجربة رضا الباهي- تجربة عبد الرحمان سيساكو- تجربة مرزاق علواش- تجربة سهيل بن بركة....تجارب أخرى...). ويمكن للمشاركين في الندوة أو الإصدار اقتراح مداخل إضافية تغني هذه الأرضية.