استحضر منظمو الدورة الثانية لمهرجان زاكورة، بعض الطقوس الأصيلة التي لازمت الشعر العربي في لحظاته الزاهية وذلك من خلال تنظيم «خيمة الشعر والطرب» التي تعاقب عليها شعراء وزجالون ينتسبون إلى مختلف مناطق المغرب ويمثلون تجارب متنوعة في فن القريض. وتعد «خيمة الشعر والطرب» إحدى السمات المميزة التي ينفرد بها مهرجان زاكورة الثقافي والفني والرياضي، إذ يعتبر الشعر من بين المكونات الحاضرة على الدوام في البيئة الصحراوية التي تشكل الطابع الغالب على المجال الجغرافي لإقليم زاكورة. وكانت أولى اللحظات الحميمة التي استمتع بها جمهور مهرجان زاكورة من نصيب الشاعر المغربي المتفرد الحاج إسماعيل أزويريق الذي شنف ضيوف الخيمة الشعرية بمقاطع من نظمه المتدفق الذي تجاوز ثلاثين ديوانا شعريا زاوج فيها بين شعر التفعيلة، والنظم الحر. كما تناول في هذه الدواوين جميع الأغراض الشعرية المتداولة وذلك بلغة سلسة تنفذ إلى عمق الوجدان. وكان للنظم المحلي المعروف باسم «الرسمة» مكانة وازنة ضمن فقرات «خيمة الشعر والطرب»، حيث أنشد الشيخ محمد العكيدي مجموعة من المواويل التي تمزج ما بين اللغة الفصيحة والمفردات العامية البليغة، وذلك على إيقاع طبلة، مصحوبة بين الفينة والأخرى بترديد جزء من هذه المواويل من طرف منشدين يؤديان دور «الكورال». واحتفى مهرجان زاكورة بالشعر العامي أيضا، حيت استطاع الزجال الشاب عبد العزيز الناصري من أسر مسامع الجمهور طيلة فترة إلقاء نظمه، خاصة وأن لديه قدرة كبيرة على تطويع الأمثال الشعبية، وتوظيف الكلام العامي البليغ في أداء مهمة النصح، ودفع المستمع إلى طرح بعض التساؤلات حول ماهية وجود الإنسان. وإلى جانب المكون الشعري، خصصت خيمة مهرجان زاكورة مكانا للطرب الرفيع، حيث استطاعت الفنانة الشابة الواعدة ليلى البراق من إبهار جمهور المهرجان بأدائها المتميز لكشكول من أنجح الأغاني المغربية والعربية التي أداها فنانون وازنون أمثال المرحوم المعطي بنقاسم، والفنانة وردة وغيرهما. كما استضافت «خيمة الشعر والطرب» الفنان المغربي المجدد نعمان لحلو الذي أدى بعض أغانيه التي تمجد الإنسان وتتغني بحب الوطن من ضمنها على لخصوص أغنية «أمانة عليك يامركب» و»بلادي يا زينة البلدان». وتواصلت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان زاكورة بتنظيم معرض الصناعات التقليديةوالأنشطة والمسابقات المخصصة للأطفال.