دعا فاعلون جمعويون وأساتذة جامعيون إلى إطلاق تعبئة شاملة من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة و مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها للمغرب. وأوضح أحمد الصلاي المنسق العام للتنسيقية الوطنية للتعبئة الشاملة لتفعيل مبادرة الحكم الذاتي، خلال ندوة وطنية نظمتها هذه الأخيرة أول أمس بالرباط، أن هذه التنسيقية التي تتشكل من جمعيات مدنية وباحثين أكاديميين، تروم حشد التعبئة من أجل دعم مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، تحت السيادة الوطنية، الذي تقدم به المغرب لإيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ومن جهتها، أعلنت عائشة دستولي في كلمة ألقتها باسم هذه التنسيقية التي تأسست في 13 أكتوبر الجاري بالرباط، عن مجموعة من المبادرات التي ستطلقها التنسيقية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وعلى رأسها تنظيم مؤتمر دولي للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين في تيندوف، وتنظيم مسيرة وطنية في كل تراب المملكة للمطالبة بإطلاق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي يجهل مصيره لحد الآن، رغم الإعلان الكاذب بإطلاق سراحه، كما تعتزم تنظيم مسيرة، قالت إنها ستكون حاشدة، في اتجاه تفاريتي. ووقف الباحث الأكاديمي الشيخ ماء العينين تقي الله عضو المجلس الدستوري ورئيس المنتدى العالمي للتضامن الإنساني، في مداخلته، عند مجموعة من المحطات التاريخية والمهمة في تاريخ الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، ومواكبه من تفاعلات على مستوى الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن العالم اليوم، أصبح يستفيق من هذا المشكل الذي صنعته الجزائر لأطماع خاصة. وقال ماء العينين تقي الله «إن مجلس الأمن هو الذي يقررالحرب حسب المادة السابعة من ميثاق الأممالمتحدة، وهو الذي يحدد مراقبة الحدود ويتدخل من أجل استتباب الأمن في حالة الحرب، وهو أيضا من قال بالمفاوضات المباشرة»، مضيفا أن الجزء القليل من أبناء الأقاليم الجنوبية الذي يتفاوض باسم الكل، لا يمثلنا ولا يمثل الخط الوطني الذي ناضل من أجله أجددنا الذين حاربوا الاستعمار الإسباني، موضحا أن قضية التفاوض مع الأقلية التي لا تملك الشرعية، قضية تحتاج إلى إعادة النظر، لأنه لا ينبغي التفاوض مع الأقلية باسم الأغلبية التي تعيش الآن، فوق تراب وطنها المغرب». وأورد الباحث ذاته، أن جلالة الملك محمد السادس، بادر إلى إطلاق مبادرة وصفها المنتظم الدولي بالجريئة، وهي مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية، وتشكل فرصة عملاقة وتاريخية لا يمكن أن تعوض. وركزعزيز أغبالي مرابط عضو التنسيقية وأستاذ جامعي، على دور المجتمع المدني بأحزابه السياسية وجمعياته ونقابته، في تفعيل التعبئة الشامل حول مبادرة الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن وظيفة هذه المكونات المدنية هي تأطير المواطنين حول مشروع الحكم الذاتي الذي قال عنه «إنه مشروع مغربي بامتياز» يتعين تقديمه كدينامية جديدة لبناء المغرب العربي الكبير، لأن الحكم الذاتي حسب المتحدث، لا يمكن إلا أن يساهم في إحياء مشروع المغرب العربي الكبير. ووقف عزيز أغبالي على الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجالية المغربية المقيمة في الخارج في علاقتها بالجالية المغاربية، من أجل التعريف بالمقترح المغربي وبالإصلاحات التي يعرفها المغرب سواء في الأقاليم الجنوبية أو في مجال الديمقراطية والتنمية البشرية. من جانبه، أوضح الدكتورعبد الحفيظ ولعلو فاعل جمعوي، وعضو مؤسسة للتنسيقية الوطنية للتعبئة الشاملة لتفعيل مبادرة الحكم الذاتي، أهمية الدبلوماسية الموازية في الدفاع عن الوحدة الترابية، وأشار إلى أن الدبلوماسية الشعبية تعد رافدا من روافد الدبلوماسية الرسمية، كما أن لهذا النوع من الدبلوماسية، حسب عبد الحفيظ ولعلو، عدة خصائص أهمها أن تتميز بالحركية تتميز بالحركية وبالمرونة في الأساليب وباتخاذ المبادرة، بالإضافة إلى أن خطابها يتميز في الغالب، بالواقعية ويتوخى الإقناع والحوار مع الآخر كيفما كان موقعه. وأضاف ولعلو أن الدبلوماسية الشعبية تتميز في كثير من الأحيان، بالهجومية عكس الدبلوماسية الرسمية، ويمكنها أن تكيف خطابها مع التطورات التي تعرفها القضية الوطنية، وأن ترتكز على المكتسبات التي حققها المغرب في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان أمام كل الإدعاءات المغرضة، خاصة في العلاقة مع التطورات التي يعرفها وضع المناضل الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود. ويشار إلى أن هذه الندوة الوطنية التي حملت عنوان «التعبئة الشاملة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة»، عرفت حضورا مكثفا للعديد من الفاعلين الجمعويين والسياسيين وبرلمانين ومستشارين جماعيين، بالإضافة إلى حضور أخ مصطفى سلمة ولد سيدي مولود وأفراد من عائلته.