مباحثات رسمية بين وزير الداخلية ومسؤول في الخارجية الأمريكية حول دور المغرب في محاربة الإرهاب أبرز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فلتمان، أول أمس الثلاثاء بالرباط، الأهمية التي يوليها المغرب والولايات المتحدةالأمريكية لمحاربة الإرهاب. وأوضح فلتمان، في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها أول أمس مع وزير الداخلية الطيب الشرقاوي، الذي كان مرفوقا بكاتب الدولة لدى وزير الداخلية محمد سعد حصار، أنه تم التطرق خلال هذه المباحثات إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة التعاون الثنائي في مجال محاربة الإرهاب ودور المجتمع المدني في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبعد أن ذكر باللقاءات التي عقدها مع عدد من أعضاء الحكومة وممثلي المجتمع المدني، أوضح المسؤول الأمريكي، الذي يقوم بزيارة للمغرب، أن هذه الاجتماعات، التي وصفها ب»المثمرة»، شكلت مناسبة للتأكيد مجددا على الالتزام التام للولايات المتحدةالأمريكية بالعمل بشكل ملموس مع بلدان العالم لمحاربة الإرهاب سويا. كما تمحورت مباحثات السيدين الشرقاوي وفلتمان حول الوضع الأمني بمنطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، وكذا التطورات الأخيرة المتعلقة بالقضية الوطنية. واستعرض وزير الداخلية، خلال هذا اللقاء، مجهودات المملكة في مجال محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والهجرة السرية. إلى ذلك، قال النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسياسة الأمريكية بيتر فام إن المجموعة الإرهابية (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) «تستعين أكثر فأكثر بمرتزقة (البوليساريو) من أجل القيام بعملياتها الإجرامية بمنطقة الساحل». ونقل راديو صوت أمريكا (فويس أوف أمريكا) عن هذا الخبير الأمريكي قوله «خلال العامين الماضيين جندت (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) مرتزقة البوليساريو، باعتبارهم مقاتلين، قادرين على ضمان نجاح العمليات التي تقوم بها هذه الجماعة الإرهابية». وأضاف أن هذا التجنيد «يقوم على اعتبارات براغماتية وليس إيديولوجية، لأن الأمر يتعلق بتنفيذ عمليات خطف الرهائن وأيضا حماية مسار المخدرات التي تعبر منطقة الساحل». وذكر راديو «فويس أوف أمريكا» في هذا الإطار أن (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) «يواصل عملياته المتعلقة بخطف الرهائن والقتل بمنطقة الساحل»، مضيفا أن هذه المجموعة الإرهابية كانت قد قامت في 16 شتنبر الماضي بخطف خمسة رعايا فرنسيين ومواطن ملغاشي وآخر توغولي كانوا يشتغلون لحساب الشركة الفرنسية «أرفيا» بالنيجر. كما ذكرت الاذاعة الأمريكية بإعلان وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي مؤخرا عن تفكيك شبكة دولية للاتجار في المخدرات مرتبطة بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، مضيفة أن هذه الشبكة التي يديرها بارونات يحملون الجنسية الكولومبية والإسبانية نسجت علاقات قوية مع هذا التنظيم الإرهابي. من جانب آخر، ندد المجلس القيادي لحقوق الإنسان الأمريكي، أول أمس الثلاثاء، ب»أكاذيب (البوليساريو) والجزائر بخصوص الوضع الحالي للسيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود وحالته الصحية». ونقلت وكالة الأنباء (كريستيان نيوز واير) عن رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأمريكية لحقوق الإنسان كاثرين بورتر كامرون قولها إن «(البوليساريو) كذبت على وزارة الخارجية الأمريكية وعلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان حين ادعت إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود». وأضافت بورتر كامرون أن «الأسوأ من ذلك، أنهم كذبوا على عائلة رجل لم يفعل شيئا سوى أنه مارس حقه في حرية التعبير بالإعلان علانية عن مساندته للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره حلا نهائيا لقضية الصحراء». وتابعت أنهم إذا كذبوا بخصوص وضعية مصطفى سلمة، «فإنني أتساءل عن باقي أكاذيبهم»، مذكرة بأن هذا الأخير «تم توقيفه بشكل تعسفي وغير عادل من طرف السلطات الجزائرية يوم 21 شتنبر المنصرم». وينتمي المجلس القيادي لحقوق الإنسان لتكتل من المنظمات غير الحكومية الأمريكية لحقوق الإنسان الذي كان قد وجه رسالة للسلطات الجزائرية ولقيادة الإنفصاليين لوضعهم أمام مسؤولياتهم والتنديد بالاعتقال «التعسفي» لمصطفى سلمة، في انتهاك «صارخ» للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تعد الجزائر موقعة عليهما. من جهته، عبر الإئتلاف من أجل الإفراج عن الصحراويين المحتجزين بتندوف في الجزائر، للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يقوم خاليا بزيارة لستراسبورغ (شرق فرنسا)، عن قلقه بشأن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي لازال مصيره مجهولا منذ اختطافه في 21 شتنبر الماضي من قبل ميليشيات «البوليساريو». وعلم لدى مسؤولي الائتلاف أن هذا الأخير طلب في رسالة سلمت شخصيا لبان كي مون، من الأممالمتحدة «التدخل سواء لدى (البوليساريو) أو لدى الدولة الجزائرية من أجل ضمان السلامة الجسدية لمصطفى سلمة، والمطالبة بإطلاق سراحه فورا والدفاع عن حريته في التعبير عن رأيه». وذكرت المنظمة غير الحكومية المغربية أن «الذنب» الوحيد لمصطفى سلمة أنه عبر، أيام قليلة قبل اختطافه، عن تأييده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، اقتناعا منه بأن هذا المقترح هو في «مصلحة ساكنة المنطقة ويخدم السلم فيها». وأضاف المصدر ذاته أن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود «دعا أيضا في بادرة تنم عن شجاعة وتبصر، (...) الأممالمتحدة وكافة المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، لدعمه من أجل الحفاظ على حقه في حرية التعبير وضمان سلامته الجسدية». وقد تم تسليم هذه الرسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة عقب محادثات أجراها مع عضو مجلس الشيوخ الفرنسي وعمدة ستراسبورغ، رونالد رييس، من طرف أعضاء تنسيقية المغاربة بشرق فرنسا للائتلاف من أجل الإفراج عن الصحراويين المحتجزين بتندوف. وقد دعا عضو مجلس الشيوخ الفرنسي إلى هذا اللقاء الذي عقد بمقر عمدية العاصمة الأوروبية، النسيج الجمعوي المحلي بما في ذلك مجلس الأجانب المقيمين بستراسبورغ الذي يضم من بين أعضائه مغاربة.