عنوان مرحلة جديدة من أجل إشاعة ثقافة حقوق الإنسان يقودها الفنانون والمبدعون «الْوَاجْبَة» أغنية جديدة لمحمد الدرهم مكرسة لحقوق الإنسان أمسية احتفالية بامتياز احتضنها مساء الخميس الماضي المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط إعلانا عن اختتام فعاليات أول لقاء وطني للتواصل حول نشر وتعميم ثقافة حقوق الإنسان المنظم بشراكة بين المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والائتلاف المغربي للثقافة والفنون. فتحت شعار»دينامية إبداعية متفاعلة ..من أجل مواطنة فاعلة»، احتفى الفنانون والمبدعون إلى جانب عدد من المعتقلين السياسيين السابقين، ورفقة رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أحمد حرزني وكاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي لطيفة العابدة، وأعضاء سابقين بهيئة الإنصاف والمصالحة، وأعضاء المكتب التنفيذي ومكونات للائتلاف المغربي للثقافة والفنون، بإطلاق مرحلة جديدة تنحو نحو إشاعة ثقافة حقوق الإنسان عبر مختلف تراب المملكة بحيث تتملكها جميع الفئات وتصبح نهجا يحتكم إليه في جميع الممارسات اليومية سواء تلك الصادرة عن مؤسسات السلطة أو المواطن أو الهيئات السياسية والمدنية. وفي هذا السسياق قالت لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا اللقاء يعد من المبادرات الداعمة لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع المغربي في الاتجاه الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرزت بالمناسبة أهمية الاتفاقيات التي وقعت في إطار هذا اللقاء التواصلي للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن أهميتها تكمن في كون الفنانين أقرب الناس إلى قلوب المواطنين وعقولهم، وبالتالي فإن رسالة الدفاع عن حقوق الإنسان التي يحملونها تشكل قيمة مضافة لهذا الورش الحقوقي الذي يقوده جلالة الملك. وأكدت العابدة أن الحقوق، وكما جاء في الرسائل التي تخللت هذه الأمسية الفنية، تكون دائما مرتبطة بالواجبات، وأن «السلوك المدني هو توازن بين هذه الحقوق والواجبات»، مبرزة في هذا الإطار اهتمام قطاع التربية بموضوع ثقافة حقوق الإنسان انطلاقا من اتفاقيات الشراكة التي تربطه بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان التي تروم نشر هذه الثقافة في الفضاء المدرسي. وهكذا افتتح الحفل بالنشيد الوطني أداه تلميذات وتلاميذ مدرسة عبد المالك السعدي بحي الرحمة بسلا الذي يعد أحد الأحياء التي تعاني الهشاشة، وذلك كعنوان على أن حقوق الإنسان ليست ترفا أو تخص نخبة أو فئة بل مبادئ يجب أن تطال ويتمتع بها جميع مواطني وناشئة هذا البلد، لتتوالى بعد ذلك فقرات الحفل الذي شارك فيه كل من الفنان محمد الدرهم بأغنية ألفها خصيصا لهذا الملتقى، وأداها بحرفية وصدق نالت إعجاب الجميع، والفنانة الشابة نبيلة معن والفنان نعمان لحلو بأغانيه التي تحيل على جمالية أرض المغرب. من خلال أغنية «أمانة عليك يامركب» حيث اختلطت كلمات الأمل التي تبعثها هذه الأغنية بعرض صور أرشيف جلسات الاستماع العمومية التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة وتنقل أعضائها عبر مختلف مناطق المغرب للاستماع إلى من عاش من ضحايا سنوات الرصاص واكتشاف قبور من توفي منهم. ويتأكد من خلال ذلك التداخل أن المغرب اختار حقوق الإنسان نهجا وأن مسار المصالحة تم بكل جرأة وأن طريق أجرأة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة يسير بثبات. كما شاركت في هذا الحفل مجموعة «ناس الغيوان» ومجموعة «أرشاش، والفنانة الباتول المرواني التي عبرت عن اعتزازها بهذه المشاركة، هذا فضلا عن الفنان حميد القصري ومجموعته والفنان عسكوري وسعيد مسكر وفرقة بنان للرقص. وللتأكيد أن كل الفنون انخرطت في هذا اللقاء التواصلي الأول حول ثقافة حقوق الإنسان، خصص المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان مسابقة ومعرضا للفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية تؤرخ لمسار المصالحة تم عرضها ببهو المسرح الوطني محمد الخامس بمشاركة الفائزين في المسابقة، والفنانانين جعفر عاقيل وصوفيا فلسي من شعبة الإعلام والتواصل ومركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان بالمجلس الإستشاري لحقوق الإنسان. هذا وتم تخصيص جوائز للشباب المشاركين في مسابقة الفن التشكيلي التي تنافس فيها تلاميذ المدرسة العليا للفنون الجميلة والمركز التربوي الجهوي بالدار البيضاء، وأشرف عليها الأستاذان عبد النبي دشين وعبد الحي الملاخ، حيث تم ليلتها توزيع هذه الجوائز على الفائزين الثلاث الأوائل. وفي هذا الصدد حاز على الجائزة الأولى الشاب محمد عسول، أما الجائزة الثانية فقد فاز بها مناصفة الشاب عمر بركاوي ورشيد حرشاو، فيما الجائزة الثالثة فاز بها مناصفة أيضا الشابان رشيد أولكوش ومحمد أمين. وتكونت لجنة تحكيم هذه المسابقة من الأساتذة الفنانين عبد الرحمن رحول وعبد الله الحريري وعبد الرحمن بنانة وعبد الحي الملاخ. هذا وأكد عدد من الفنانين والمبدعين المشاركين في هذا الحفل على انخراطهم والتزامهم برفع تحدي نشر ثقافة حقوق الإنسان عبر مختلف ربوع الوطن، واستعمال مختلف أنواع الفنون من موسيقى ومسرح وسينما لإيصال هذه الرسالة التي تؤسس لمستقبل تنتفي فيه الانتهاكات ويسود فيه الحق والقانون.