يتحسر المرء عندما يعلم بالوضعية المزرية التي يعيشها منذ السنين الأخيرة الفريق الثالث للعاصمة بعد الفتح الرباطي والجيش الملكي نادي اليوسفية الرباطية لكرة القدم، وذلك بسبب الإهمال الذي طال هذا النادي المنتمي للمدينة العتيقة، حيث كان إلى وقت قريب في الستينات والسبعينات من الأندية التي كانت تلعب الأدوار الطلائعية في بطولة القسم الوطني الثاني وسبق له أن حقق الصعود إلى القسم الأول مطلع السبعينات بقيادة المدرب واللاعب الدولي السابق لسطاد المغربي عبد القادر الرايس. رئاسة الفريق آنذاك كانت تحت قيادة الحاج رمزي، حيث كان هذا الأخير بحكم طبيعة عمله، يفرض على الجميع الاستقامة والانضباط خصوصا لدى اللاعبين، وبالرغم من عودته إلى حظيرة أندية القسم الثاني نظرا لانعدام تكافؤ الفرص عند الأندية في تلك الآونة، ظل هذا الفريق يتدبر شؤونه المالية بطريقة تقليدية «مساعدات من تجار وسكان الحي» ليست كالتي ينهجها الفتح الرباطي مثلا أو أندية أخرى كالكاك والمغرب الفاسي... لقد كان نادي اليوسفية بصريح العبارة فريق الحي الذي يسمى الجزاء، وهذا الأخير يهد بالفعل هو نقطة إنطلاق الشارع الكبير في العاصمة «شارع محمد الخامس». لقد استطاع بفضل لعبه الرجولي وتقنيات لاعبيه الفردية العالية أن يستقطب جمهورا عريضا من خارج المدينة العتيقة، وللتاريخ يجب قول كلمة حق في مسير قاد هذا الفريق طيلة فترة السبعينات وكان ينفق على الفريق بسخاء من ماله الخاص رجل الأعمال آنذاك السيد عبد الجليل الركراكي، وقد ضمنت هذه الشخصية الرياضية الاستمرار له للسنوات الموالية، وما أحوجنا الآن لمثل هؤلاء الرجالات في عالم التسيير الذي تسلط عليه حاليا الوصوليون وأصحاب النيات السيئة، لتأتي الأزمة من جديد في نهاية الثمانينات بعد اندحاره للقسم الشرفي «القسم الثالث» وتتواصل الأزمة حيث كان النادي مهدد بالانقراض وتقديم اعتذار عام، من هنا جاءت المبادرة من بعض الغيورين ومن بينهم ابن المدينة العتيقة حسن فزواطي الذي تسلم المشعل، وبالتالي اعتاد الجميع ولسنوات أن يكون اسم الفريق مرتبطا بأندية القسم الأول «هواة» بعد الهيكلة التي تم اعتمادها في التسعينات من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. إن المكان الطبيعي لفريق اليوسفية الرباطية هو المجموعة الوطنية الثانية، وعدم ارتقاء النادي إلى المستوى العالي سببه أشخاص كان همهم الوحيد هو الركوب عليه من أجل قضاء أغراض شخصية منها ما هو انتخابي أو الوصول إلى مصادر القرار بالجامعة، وهذا الطرح الأخير هو ما تبناه أعضاء المكتب المسير والمنخرطون وقدماء لاعبي الفريق الذين أسسوا جمعيتهم منذ عدة أسابيع تحت رئاسة اللاعب السابق عبد القادر السباعي والذين صبوا جام غضبهم على الرئيس الحالي كريم عالم الذي يستغربون كيف جاءت به القدرة إلى فريقهم حيث لا تربطه أي صلة باليوسفية، لكن الغاية للإتيان به كما يتم تداوله هو لغرض في نفس يعقوب، فلا الفريق تطور وحقق قفزة نوعية كما كان يسود الاعتقاد سابقا لدى كل فعاليات النادي، بل أصبح هذا الفريق الأصيل يتخبط في عدة مشاكل تهدده بالزوال والانسحاب من البطولة، والمسؤولية على عاتق من أتى به إلى الفريق الذي يعيش وضعية مزرية كما تصرح بذلك بعض الفعاليات من الفريق، حيث كان الأولى ترشيح أناس للرئاسة معروفون بصفة «محبي الفريق الحقيقيين». بقوة القانون على الرئيس الحالي أن يستجيب لمطالب القاعدة في هذا النادي وذلك بعقد الجمع العام الاستئنائي وبالتالي ترك الكلمة للديمقراطية، لأن الرئيس كما صرح أصحاب الانتفاضة لا يعير أي اهتمام لمشاكل فريقهم منشغل بأموره الشخصية وبعمله بالجامعة كمستشار للرئيس علي الفاسي الفهري الذي عينه مؤخرا مكلفا بلجنة الهواة. فمتى سيستجيب الرئيس الحالي لمطالب كل فعاليات فريق اليوسفية الجريح؟؟ فلننتظر؟!؟!