تحت عنوان «رسام القطع النقدية» يعرض الفنان التشكيلي اليزيد جبيل بالمركب الثقافي سيدي بليوط آخر أعماله وهي عبارة عن لوحات تمثل مسكوكات نقدية قديمة تعود الى فترة حكم الأسرة العلوية ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر من التقويم الهجري، وافتتح المعرض مساء يوم الأربعاء سادس أكتوبر ليستمر حتى الثلاثين من نفس الشهر. الناقد عبد الواحد المهتاني يرى أن في هذه التجربة الجديدة، يستمر الفنان العصامي اجبيل اليزيد في تعميق تصوره الإبداعي في تناول النقود القديمة، بإعطائه الأولوية هذه المرة للمجال، محاكيا للتيار التجريدي، باعتماده الألوان الداكنة لاستخراج كتلة من الخطوط الرقيقة، مما يعطي الانطباع بأن اجبيل يشتغل على الجلد كسند، أما القطع النقدية فإنها تظل محافظة على هندستها وألوانها الأصلية، الفضية والنحاسية مع اتساع تناولها لأشكال قديمة تنتمي لعهد العلويين من بداية القرن الحادي عشر الهجري إلى القرن الخامس عشر. ويضيف الناقد التشكيلي مصطفى بخشي يعد الفنان اليزيد اجبيل ظاهرة فنية، وخبرة ميدانية في استنباط طرائف جديدة لإنتاج أعماله في إيقاعات ذات أشكال هندسية ضخمة، غنية بذاكرة المكان والزمان بالمملكة المغربية بكل معانيها الدلالية،السميولوجية، وبتعدد وتنوع ثقافاتها، إبداعات الفنان العصامي اجبيل تتضمن فن الحفر البارز على شكل نثوءات مكونة من خامات المعدن أو أي مادة أخرى مستحدثة من بحوثاته الشخصية من أجل إحياء الثقافة الفنية للعملة النقدية المتداولة من بداية القرن الحادي عشر الهجري إلى الخامس عشر، وإعادة إنتاجها في حلة تشكيلية جديدة غنية برموزها للترات الوطني وللسلطة العلوية الزاخرة بالقوة والإبداع، لذلك استطاع الفنان اليزيد اجبيل الإبحار في مساحة واسعة من العطاء الدءوب والمستمر في الفضاء التشكيلي المغربي من خلال تجارب متنوعة الخصائص، أعماله تكرس كل خبراته وتجاربه مقدما ذاته المبتكرة في سياق تقني ورمزي على سطح عملات ملوك العلويين وعلاقتها بالذاكرة الشعبية المغربية منذ زمن بعيد.