المفوضية الأوروبية للزراعة تحدث آليات جديدة لمراقبة صادرات المغرب أعلن المفوض الأوروبي للزراعة «داتشيان شيولوش» أن هناك اتفاقات بين الجانب المغربي والمفوضية تشمل آليات تتيح له (للمفوض) التدخل في حال وجود مشكلات في صادرات المغرب من محصول الطماطم. ونقلا عن وسائل الإعلام الإسبانية، فقد جاءت تصريحات المفوض الأوروبي خلال خطاب أمام البرلمان الأوروبي تحدث فيه عن نتائج الاتفاق الجديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي الذي يزيد من الامتيازات الممنوحة لصادرات المغرب من الخضر والفاكهة إلى أوروبا، والذي لم يتم التصديق عليه بعد. وفي سياق ذلك، ذكر شيولوش أن الاتفاق الموقع مع الرباط لن يمنح إعفاء جمركيا كاملا للواردات المغربية، وطمأن بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا بأن هذا الإجراء لن يؤثر على صادراتها. وأعربت أهم الهيئات والفيدراليات الممثلة للمزارعين والفلاحين الإسبان عن اعتراضها على الاتفاق ودعوتها الحكومة الإسبانية إلى الضغط باتجاه تغيير بنوده، على اعتبار أنه يمثل «كارثة» بالنسبة للفلاحة الإسبانية. وفي مقابل ذلك، لا يرى مهنيون في القطاع الفلاحي بالمغرب، في تصريحات متطابقة لبيان اليوم، أن هذه الحملة قادرة على إزعاج المفاوضين والمصدرين المغاربة، الذين سبق لهم التعامل بحكمة مع تحركات كبريات نقابات المزارعين التي فشلت، دائما، في محاولات الضغط على مجلس الاتحاد الأوروبي، وثنيه عن المصادقة على الاتفاق الفلاحي مع المغرب. وأضافوا أن المفوض الأوروبي قد يستجيب لضغوطات اللوبي الإسباني، وهذا شأن داخلي للأوروبيين، «أما بالنسبة لنا كمهنيين فالمغرب لن يرضخ لضغوطات اللوبي الإسباني ولا للشروط الأوروبية التي يمكن أن تهدد الصادرات المغربية». وقد شهدت إسبانيا تعبئة واسعة وكبيرة من طرف المزارعين والفلاحين بالأندلس، لعرقلة المسار الطبيعي للاتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي في المجال الفلاحي، من أجل سحب كل المكاسب التي حققتها الصادرات الوطنية أو التي من المفروض أن تحققها مستقبلا. فنقابات وهيئات القطاع الفلاحي في إسبانيا، تعتبر الفواكه والخضر المغربية مصدر تهديد للقطاع الفلاحي الأوروبي، الذي ترتهن استمراريته بالموقف الذي سيتخذه البرلمانيون الأوروبيون من الاتفاق الذي قد يدخل حيز التطبيق سنة 2011 إذا ما تم تجديده. هذا، وقد تطرق المفوض الأوروبي إلى قطاع الألبان، حيث اقترح إنشاء نظام جديد يتيح تنظيم الإنتاج بشكل أفضل وإشراك مربيي المواشي في عمليات تحديد الأسعار. وكان أعضاء فريق التوقعات الخاص بالطماطم، التابع للمفوضية الأوروبية للزراعة، لاحظ في مناسبات سابقة، أن دخول الطماطم المغربية إلى السوق الأوروبية بات يشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ما يؤدي، في بعض الأحيان، إلى إغراق الأسواق بالمنتوج، ويتسبب في انهيار الأسعار عند كل موسم فلاحي. يشار إلى أن ممثلي المنظمات الزراعية الإسبانية سيمثلون أمام «مفوضية المطالب الأوروبية» نونبر القادم، للمطالبة بإجراء «هيكلة عاجلة لأسعار الدخول» المتعلقة بالواردات من المغرب، بالإضافة إلى دعوة المجموعة الأوروبية للاجتماع في 28 أكتوبر القادم والذي سيضم كلا من بلجيكاوإسبانيا وهولندا وبولونيا والمملكة المتحدة.