بعد 25 عاما على غياب اندريه كيرتيز تكرس باريس للمرة الأولى معرضا استعاديا واسعا للمصور الكبير المولود في المجر وهو شاعر الصورة صاحب الأسلوب الفريد. وتعرض أكثر من 300 صورة اعتبارا من الثلاثاء وحتى السادس من فبراير في قاعة جو دو بوم في باريس. وهي تستعيد أكثر من 70 عاما من حياة كيرتيز المهنية (1894-1985)، من بلده الأم المجر وصولا إلى نيويورك ومرورا بباريس في مرحلة ما بين الحربين. يقول احد المشرفين على المعرض ميشال فريزو «انه المعرض الاستعادي الاشمل الذي ينظم حتى الآن». وأضافت مديرة صالة جو دو بوم، مارتا جيلي أن «المعرض يضم في غالبية الأحيان الصور الأصلية أو نسخا أنجزها الفنان نفسه. لقد استعرنا صورا من متاحف كبيرة ولا سيما الأميركية ومن جامعي صور». ولد كيرتيز في بودابست في عائلة يهودية بورجوازية. وقد اهدته والدته التي كانت تدير صالون شاي كاميرا تصوير فوتوغرافي. كان يومها في سن الثامنة عشرة ويعمل موظفا في البورصة. منذ البداية بينت أولى صوره أسلوبا متميزا. وقد فاجأت صورة «السباح تحت الماء» (1917) الجميع بحداثتها الخاطفة. وحتى يتمكن من كسب عيشه من التصوير انتقل كيرتيز للعيش في باريس العام 1925 . لم يكن يتكلم الفرنسية ولن يتقنها بتاتا، تماما كما فعل مع الانكليزية لاحقا. لم يكن يرتاح إلا للغة المجرية. عاشر الأوساط الفنية المجرية لا سيما في مونبرناس عندما كان حي البوهيميا الفنية في باريس. وتميز بصوره الملفتة مثل «ساتيريك دانسر» (1926) التي طلب فيها من راقصة متمددة على كنبة أن تأخذ وضعية منحوتة. وتناول الرسام الهولندي بييت موندريان مكتفيا بتصوير نظارتيه وغليونه. وهي تعبير أقوى بكثير من بورتريه عادي. كان يتقن فن تغير الأطر. فهو سينطلق مثلا من صورة كلاسيكية تجمعه بزوجته اليزابيت ليقلص الصورة تدريجا. فيبقى في الصورة في نهاية المطاف نصف وجه المرأة الحبيبة ويده الموضوعة على كتفها. وباتت الصورة بذلك أكثر إبهارا من الأصلية. شكل تقاعده في مطلع الستينات، بابا للحرية. فعاد إلى أعماله السابقة وسافر في أرجاء أوروبا. توفي في نيويورك العام 1985 بعد سنة على وهبه النسخ السالبة من أعماله وأرشيفه لفرنسا.