يحيي العالم يومه الثلاثاء، اليوم العالمي لداء الزهايمر الذي يوافق 21 شتنبر من كل سنة، هذا الداء المكتشف من قبل العالم الألماني ألزهايمر في سنة 1906، ما يزال خارج دائرة البحث العلمي والاهتمام الرسمي والاعلامي عندنا، بل مازال يندرج في إطار التصنيف القدحي لكل ماهو غير مألوف وغامض، من خلال تسميته مرض «العته» و«الخرف»، بما يحكم على المصابين به، وجلهم ينتمون إلى المرحلة العمرية 65 سنة فما فوق، بالإهمال من الرعاية الصحية، وبالإقصاء والعزلة الاجتماعيين حين يتخلى عنهم أحيانا حتى أقرب الناس إليهم. هذا في الوقت الذي يحق فيه لبلادنا أن تفخر بأن أحد أبنائها المغتربين، أضحى علامة مشرقة ومرجعا على الصعيد العالمي في مجال البحث حول داء الزهايمر، وهو د. علال بوتجنكوت الذي توج مؤخرا ضمن أول أربعة خبراء مختصين في البحث حول هذا الداء في العالم، وذلك ضمن أشغال المؤتمر العالمي الأخير حول داء ألزهايمر الذي احتضنته مدينة هاوي في 13 يوليوز الماضي. د. علال بوتجنكوت، يواصل مسيرة النجاح التي بدأها منذ أن كان طالبا في كلية الطب ببروكسيل البلجيكية حيث شرع في الاشتغال على داء ألزهايمر في سنة 2000 قبل أن تؤهله النتائج المبهرة لأبحاثه إلى الانتقال إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للعمل مع خبراء عالميين في مجال العلاج المناعي لداء ألزهايمر، حيث تمكن رفقتهم من تطوير سلسلة من اللقاحات التي وإن كانت ماتزال في مرحلة التجريب إلا أن نتائجها حظيت باعتراف دولي في أهم المؤتمرات المنعقدة حول الداء كل سنة. وأحدث تتويج لهذا العالم المغربي والعالمي من المقرر أن يتم يوم 23 شتنبر الجاري من خلال منحه جائزة «مارغريث ماكان للبحث العلمي» التي تنظمها سنويا جمعية ألزهايمر العالمية، وذلك ضمن حفل سيقام على شرفه بالمناسبة. كل ذلك في غياب أي اعتراف أو اهتمام حقيقي بهذا الشاب المغربي من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية في وطنه الأم، وهو الذي لايزال مرتبطا بقوة ببلاده، قلبا وقالبا، ويقوم رغم مشاعر المرارة التي يعبر عنها بمحاولات متواصلة من أجل تمتين هذه الروابط خدمة لأبناء جلدته ولجهود التنمية في وطنه، كان آخرها تأسيسه رفقة عدد من رفاقه في الغربة لجمعية أرادها حلقة وصل بينه وبين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الفاعلة في الوطن على مستويين، مستوى شؤون الجالية، ومستوى شؤون البحث العلمي في المجال الطبي وخاصة في مجال الذاكرة وأمراض الانحلال العصبي وعلى رأسها داء ألزهايمر. الداء الذي يصيب أعز ما يملك الإنسان وغيره عن باقي الكائنات، وهو الدماغ والقدرات العقلية والعصبية، ورغم غياب إحصائيات وطنية حوله، يعتبر من خلال تجربة مركز الذاكرة التابع لمستشفى التخصصات بالرباط، أول أسباب الجنون عند الأشخاص المصابين خاصة من فئة 65 سنة فما فوق. وبالنظر إلى التغيرات الحاصلة في القاعدة السكانية بالمغرب، وأساسا ارتفاع نسب الأشخاص المسنين، فقد آن الأوان لوضع حد لحاجز الصمت واللامبالاة الذي يلف هذا المرض ببلادنا، من خلال التعريف به على نطاق واسع والرفع من مستوى التحسيس والوقاية منه في صفوف المواطنين وكذا توفير الوسائل والبنيات الملائمة للتكفل بالمصابين الذين تتزايد أعدادهم بيننا يوما بعد يوم، كما يدعو إلى ذلك الدكتور بوتجنكوت في حوار خص به بيان اليوم ضمن ملف بالمناسبة.