نظمت جمعية تطاون أسمير ونادي الاتحاد بتطوان مؤخرا، ندوة علمية، تضمنت قراءات لأساتذة أكاديمين مغاربة في كتاب «أكرية السفن» لمؤلفه أبي القاسم خلف بن أبي فراس القروي. ترأس الندوة الأستاذ امحمد بن عبود، الذي أبرز أهمية مثل هذه اللقاءات العلمية التي يتم خلالها تقديم الكتب الصادرة حديثا عن منشورات جمعية تطاون أسمير، وهي سُنَّة حميدة وتقليد ثقافي جدير بالتنويه، دأبت الجمعية منذ سنين خلت على سنّه، خدمة لأصدقاء الكتاب ومحبي المعرفة العلمية الرصينة. كما استعرض في تقديمه نبذة تعريفية بالكتاب موضوع الندوة، مبيّنا طرافة موضوعه، ودرجة تخصص الفقه المالكي في القرن الرابع للهجرة إلى حد كبير، ومهنئا الباحث بالإصدار الجديد. وتناول الكلمة عقب ذلك الأستاذ جعفر ابن الحاج السلمي، الكاتب العام لمنشورات جمعية تطاون أسمير، الذي قدم في عرضه أهمية التراث البحري العربي الإسلامي، منبّها على أن انصراف المسلمين عن شؤون البحر وإعراضهم عنه جملة، يعدّ خسارة للأمة الإسلامية، على اعتبار أن التحكم في البحر هو تحكم في السيادة وامتلاك للقوة العسكرية والاقتصادية. كما عرض للغياب شبه الكلي للدراسات التاريخية حول البحر أو ندرتها، وبالتالي فإن نشر الكتاب من طرف الجمعية يأتي في سياق إعادة الاعتبار للتراث البحري المغربي الأندلسي. ثم أتيحت لمحقق الكتاب الأستاذ عبد السلام الجعماطي، فرصة التعريف بكتابه وأهميته، وبصاحبه أبي القاسم خلف بن أبي فراس القروي؛ وهو فقيه مالكي عاش بالقيروان، حاضرة إفريقية، في القرن الرابع للهجرة - العاشر للميلاد، في ظل حكم بني زيري، القائمين بدعوة الفاطميين في بلاد إفريقية والمغرب الأدنى. ويتألف الكتاب من 137 صفحة، من القطع المتوسط، تشمل الدراسة والمتن، والملاحق والفهارس. وقد اعتمد الباحث في تحقيقه على مخطوطتين، إحداهما توجد بمكتبة دير الإسكوريال بإسبانيا، والأخرى تعود ملكيتها إلى مكتبة خاصة بالرباط. ويحتوي مضمون الكتاب على مقدمة وتسعة أبواب، خصص كل باب منها لموضوع فقهي محدد، بحيث تتكامل الأبواب جميعها في تبيان فقه الملاحة التجارية في المذهب المالكي.