استعمال الأسلحة البيضاء والقنينات الزجاجية وتسجيل إصابات متفاوتة الخطورة تحولت وقفة احتجاجية، دعا إليها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالبرنوصي ولجنة متابعة السكن بسيدي مومن، ليلة الجمعة الماضية، أمام مقاطعة سيدي مومن، إلى ليلة دامية، استعان فيها بعض المشاركين بقنينات الزجاج والسكاكين. فيما تبادل آخرون اللكمات فيما بينهم، قبل أن تتدخل السلطات الأمنية لتطويق الوضع وتفريق المشاركين في هذه الوقفة، حيث أصيب العديد من الأشخاص برضوض وجروح متفاوتة الخطورة، ضمنهم الكاتب العام لرابطة جمعيات سيدي مومن الذي أصيب على مستوى الرأس وبكسر على مستوى الأنف، مما استدعى نقله إلى قسم المستعجلات بمستشفى سيدي البرنوصي. وحسب مصادر مطلعة، فسبب هذه الأحداث التي كادت أن تخلف ضحايا في الأرواح، لولا التدخل السريع للسلطات الأمنية، يعود إلى الصراع بين عدة حساسيات، تحاول كل واحدة أن تتبنى ملف السكن، إضافة إلى الاتهامات المتبادلة بين عدة أطراف، بعضهم محسوب على رئيس بلدية سيدي مومن، واتهام بعض المحسوبين على حزب العدالة والتنمية بسيدي مومن، بكونهم يستغلون، غطاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي البرنوصي الداعية إلى هذه الوقفة لقضاء مصالحهم الخاصة، وتوظيف ملف السكن في اتجاه يخدم مصالحهم. لكن ماأجج الوضع أكثر، هو إقحام ملف الباعة في هذه الوقفة، من خلال رفع لافتة خاصة بالباعة المتجولين، وهو ما رأى فيه الباعة، محاولة للركوب على ملفهم. وفي هذا الصدد، قال عبد الصمد سالم، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين فرع الرحامنة طوما، لبيان اليوم، «إن ملف السوق النموذجي يهم الباعة لوحدهم، ونرفض أن يتدخل أشخاص تابعون لحزب «المصباح» يستغلون معاناتنا في أجندتهم الانتخابية، بعد أن تسللوا إلى فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأصبحوا يتحكمون فيها بطريقة غير مباشرة.» هذا، وقد تم اعتقال بعض الأشخاص، من بينهم الكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والحرفيين، وعضوين من العدالة والتنمية وأحد المواطنين، حيث تم الاستماع إليهم في محاضر قبل الإفراج عنهم في نفس الليلة، ويجهل لحد الآن، إن كان المعنيون بالأمر، سيحالون على النيابة العامة أو سيتم حفظ الملف في انتظار تطورات القضية. وفي موضوع مشكل السكن دائما، نظم مئات من المواطنين القاطنين بعدة أحياء شعبية بالدارالبيضاء، وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى، استجابة لنداء «لجنة متابعة ملف السكن بالدارالبيضاء»، للتنديد بتماطل السلطات والمجلس الحضري للدار البيضاء في إيجاد حل لمشكلهم الذي عمر طويلا، والاكتفاء بالتفرج على معاناتهم.