تشهد جهة طنجة تطوان، الثلاثاء المقبل، انتخابات جزئية لاختيار خمسة أعضاء في مجلس المستشارين، وذلك بعد أن كانت المحكمة الإدارية قد ألغت نتائج اقتراع 02 أكتوبر 2009، وتتنافس اليوم 11 لائحة في هذا الاقتراع، ويخوض مرشحوها وأحزابهم حملة وسط من باتوا يعرفون ب «الناخبين الكبار». وبانطلاق حملة هذا الاقتراع الجزئي في شمال المملكة، برزت قصص شراء ذمم المصوتين، وبدأت مختلف مجالس الحديث تردد حكايات متنوعة تدور وقائعها في مناطق : طنجة، تطوان، العرائش، شفشاون ،المضيق، الفنيدق، وزان وأصيلة، وأثيرت أرقام خيالية بلغها سعر صوت كل «ناخب كبير»، بالإضافة إلى عمليات الترغيب ورمي العار واستغلال الارتباطات العائلية والمهنية، وأحيانا قد يصل الأمر إلى محاولات الترهيب والتخويف... وكما في استحقاقات سابقة في مناطق مختلفة من البلاد، فإن أيام الحملة الانتخابية تتحول إلى سوق قائم بذاته له منظومته وعلاقاته الداخلية وتقنيات الترويج الخاصة به، وأيضا يمتلك تجاره ووسطاءه و...(الشناقة )، المتخصصين في شؤون شراء الذمم ... السوق المذكورة، وهي نفسها المفتوحة هذه الأيام في الشمال، جعلت بعض المرشحين، يستعدون قبل انطلاق الحملة، بإعداد قائمة الأصوات وفق ما يؤمن لهم الفوز بالمقعد، ويحددون سومة الشراء، وعندما يحددون الكلفة المالية التي يساويها نيل عضوية البرلمان، يضعون المبلغ (وبالمناسبة فهو في الغالب يكون من صنف مئات الملايين من السنتيمات)، ثم يطلقون الشناقة للبحث عن الرؤوس المطلوبة للشراء، ويصير هنا الصراع أو التنافس حول مَن مِن المرشحين سيصل الأول إلى الفريسة، ومن سيمنح أكثر، وعندما يحتدم الصراع بين الملايين، يتم اللجوء إلى إخفاء وتهريب المصوتين وعدم الإتيان بهم إلا يوم الاقتراع... الاقتراع الحالي في جهة طنجة تطوان، من دون شك سيشهد مثل هذه الحكايات وربما بإعداد جديد ومبتكر، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مبرر كل هذا الإصرار على عضوية البرلمان، ويجعلنا نتخوف أيضا من تسلل لوبيات التهريب والإجرام والمخدرات إلى مؤسساتنا التمثيلية... السلطات المختصة مركزيا وجهويا ومحليا مطالبة اليوم بتجنيد كامل إمكاناتها وكل ما يفرضه القانون على مصالحها للسهر على سلامة الاستحقاق خلال الحملة أو يوم الاقتراع أو فيما بينهما وعلى محيطهما. وفي السياق ذاته، فإن هذه السلطات نفسها ملزمة بالتقيد بالقانون وبالحياد تجاه مختلف المرشحين، وبالتالي الحرص على إعمال القانون وتنفيذه والتدخل لمواجهة كل خرق مهما كان مصدره. لنهزم الفساد في الانتخابات...