إذا كان الغموض قد ساد موعد انعقاد الجمع العام لنادي الوداد البيضاوي عن الموسم الماضي بتأخره إلى مطلع 2017، وما رافق ذلك من انتقادات فرضت على جامعة كرة القدم عدم صرف منحته السنوية، فإن السيناريو الذي أعد لهذا الجمع سلفا أكد بالملموس أن التحضير له تطلب الكثير من الجهد والنقاش والتصورات والتوافقات للوصول إلى الإجماع الذي عاينه الجميع مساء الجمعة الماضي، والذي حول أشغاله إلى احتفال للمصادقة على تقارير ومشاريع بدون أدنى تحفظ على كل فقراته... وهكذا فقد صادق الجمع بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، ومنح الرئيس صلاحية ترميم المكتب، ومباركة إنشاء شركة رياضية لتسيير النادي، وإنشاء مؤسسة يوسف بلخوجة للأعمال الاجتماعية، مع منح أسهم مجانية لكل الرؤساء السابقين، ومباركة تعيين الحسين عموتة مدربا رسميا، وأخيرا الكشف عن القميص الجديد للنادي الأحمر. وما أكد على الرغبة في تحويل الجمع من جمع عادي مفتوح على كل الاحتمالات والمفاجآت المنتظرة غير المنتظرة، إلى أجواء احتفالية، توجيه الدعوة للعديد من الضيوف والفنانين والمسيرين واللاعبين السابقين، مع فتح المجال لحضور أكبر عدد من الصحفيين الرياضيين، والذين فاق عددهم ال50 صحفيا، منهم من كلف بتغطية الأشغال ومنهم من جاء إما للمتابعة أو أخذ صور تذكارية لتخليد اللحظة. كما تم الإعلان خلال الجمع عن اقتناء قطعة أرضية بمنطقة بوسكورة، وإنشاء أكاديمية خاصة بالنادي، مع تحقيق فائض مالي بلغ 600 مليون سنتيم، بعدما بلغت مداخيله 7,5 مليار سنتيم ومصاريفه أقل بقليل من 7 ملايير سنتيم. وبدون شك، فإن جمعا عاما بكل هذه المضامين والقرارات والمنجزات والمفاجآت السارة بالنسبة للأسرة الودادية، لا يمكن إلا أن يحظى بالإجماع المطلوب، إجماع تحول إلى حلم بالنسبة للأندية الكبيرة التي عاشت طويلا على إيقاع الصراعات والخصومات وتضارب المصالح والتكتلات المبنية على المصلحة الخاصة التي لا تقيم وزنا لمصلحة النادي الذي يؤدي في الأخير الثمن باهظا، كما هو حال بالنسبة للرجاء البيضاوي النادي المرجعي الذي يعيش أزمة غير مسبوقة في تاريخه. هكذا شكل الجمع العام الأخير للوداد منعطفا هاما في تاريخ هذا النادي العريق، منعطف يفتح أمامه رهانات مستقبلية كبيرة وتحديات تعبر به نحو عالم الاحتراف الحقيقي والبعد المقاولاتي والمؤسساتي، بعدما تحول هذا البعد إلى خيار استراتيجي للقطاع الرياضي ككل، يضع حدا لنوع من التسيير الذي عمر طويلا وبات يشكل عرقلة حقيقية أمام أي تطور منشود. الرهان الآن هو استثمار كل هذا التوافق والإجماع الذي شهده جمع الوداد، وذلك بالعمل على تحويل قراراته إلى أوراش عمل تقود نحو النجاح المطلوب.